طباعة هذه الصفحة

اعتبره حلقة مفقودة في برامج الأثير

مبادرة ميهوبي لإعادة الفن الرابع للواجهة ايجابية وأسباب التوقف مجهولة

سميرة لخذاري

تساءل الممثل والمخرج المسرحي جمال قرمي عن أسباب شبه اختفاء الأعمال المسرحية الإذاعية، التي كانت في فترات سابقة محطة ترفيه ومتعة لدى مستمعي برامج موجات الأثير، حيث أصبحت اليوم، وإن وجدت، أسيرة المناسباتية.
وقد أكد قرمي في تصريح لـ«الشعب”  على الدور الكبير الذي هذا النوع من المسرح في فترات كانت الإذاعة والتلفزيون أحسن متنفس للجزائري، حيث ولدت هاتين الوسيلتين حب الاستمتاع بالأعمال الهادفة التي تمس صميم واقع المجتمع الجزائري، قائلا: “صراحة تربينا على الإذاعة وكنت مدمنا عليها، والأصوات الجهورية والجذابة أمثال فضلاء وأحلام مستغانمي وغيرهم استطاعت حشد اكبر عدد من المستمعين، لتكون المسرحيات المسموعة على موجات الأثير متنفسا لنا، إضافة إلى اعتمادها كمرجع عند الشباب الهاوي في ميدان الفن الرابع محطة لصقل قدراتهم والاستفادة من هذه الأعمال البعيدة عن الركح.
وأضاف ذات الفنان قرمي ، وبحكم حبه للبرامج الإذاعية، أن المسرح الإذاعي ما يزال موجودا، مذكرا في هذا الصدد بمسرحية سمعها مؤخرا في الإذاعة والتي جاءت في إطار الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال، قائلا بمجرد سماعي للمسرحية عادت بي الذاكرة إلى السنوات التي كان فيها هذا النوع الفني في أوج عطائه، حيث كنا نستمتع بسحر الفن الرابع من خلال أصوات لوجوه بعيدة عن العين استطاعت أن تحجز مكانا لها عند المستمع الجزائري، فليس من السهل ان تصل بحواسك وأحاسيسك للأذن”، حيث رأى محدث “الشعب” انه حان الوقت لرسكلة المسرح الإذاعي والبحث عن سبل إعادة جمهوره التائه إليه.
وتحدث قرمي عن خصائص المسرح الإذاعي، حيث وصفه بالصعب، باعتباره قالبا فنيا يعتمد على الصوت والمؤثرات الصوتية، ويحاول استقطاب الآذان من خلال نبرات الصوت، الشيء الذي يستعيد تكوينا والتمكن من تقنيات التعامل مع الميكروفون، عكس المسرح على الركح الذي تدخل فيه عديد العناصر، حيث يستطيع المشاهد ان يندمج في مشاهد العرض التي تجسد أمامه على الخشبة من خلال الديكور، حركات الممثل، الصوت الموسيقى وغيرها، وهنا وقف قرمي عند الفرق بين هذين النوعين من المسرح، حيث أكد أن كل نوع له خصوصيته، قائلا “إذا أخذنا مثلا ممثلا في المسرح الإذاعي ووضعناه على الركح فمن الممكن أن يسقط في استعراض الأصوات على الخشبة”.
 واعتبر جمال قرمي شبه غياب المسرح الإذاعي عن برامج الأثير بالحلقة المفقودة، في حاجة إلى مختصين وأبنائه القدامى الذي تربوا وترعرعوا في ساحته أمثال محمد عجايمي، بهية راشدي، عايدة قشود، فريدة كريم وغيرهم لتنظيم ورشات لتكوينية لضمان إنشاء وخلق أجيال تحمل المشعل وتحافظ على هذا النوع الفني “الذي في طريقه الى الانقراض”، الذي أصبح، حسب محدث “الشعب” يعاني النقص ويعيش هستيريا المناسباتية، متسائلا: “هل الإذاعة تبنت فعلا المسرح “.
 كما ثمن المخرج المسرحي جمال قرمي مبادرة عز الدين ميهوبي لما كان على رأس الإذاعة، حيث أراد إعادة المسرح الإذاعي “ليتوقف المشروع ويبقى السؤال مطروحا”.
 وأعاب قرمي، في حديثه مع “الشعب”، غياب فضاءات تجمع الفنانين، معتبرا هذا المشكل أهم عقبة تحول بينهم وتخلق حواجز بين الأجيال، حيث “بقيت المقاهي هي المكان الذي يلتقي فيه الفنانون من باب الصدفة”، معتبرا في هذا الصدد الإذاعة مدرسة تكوينية ومن شأنها خلق منبر لاحتكاك الفنانين، قصد إعادة جمهورها الذي هجرها في عصر المنافسة الشرسة مع التكنولوجيا الحديثة.