طباعة هذه الصفحة

الفنانة عائشة عزوق لـ (الشعب)

غياب الدعم عرقل نمو المواهب

حاورتها: آمال مرابطي

لأول وهلة وأنت تلج بيتها المتواجد بقلب مدينة قالمة، تشعر بأنك بمتحف فني  بالإضافة لاهتمامها بالرسم لاحظنا الاهتمام بالنباتات الطبيعية، ديكور منزلها يحمل الكثير من الذوق الفني الذي يشعرك بأنك بمنزل مبدع، استقبلتنا عائشة بلعزوق بحفاوة لتفتح قلبها لـ”الشعب” في هذا الحوار..

  •  “الشعب”: بداية هل لنا إن نعرف أسباب انتعاش مشوارك في عالم الفن؟

عائشة بلعزوق: كانت بدايتي مع الرسم في 12 من عمري، ارسم  على الخشب بالألوان الزيتية ، فمن الطبيعة أصور فكرتي كما أنني اجد من الفن ترجمة لأحاسيسي  ومشاعري ،  أما بخصوص أول  لوحة ترسمها أناملي بحرفية كنت آنذاك بعمر السادسة عشر، حيث عبرت   فيها عن الطبيعة الريفية لسكان القبائل ،  نساء بلباس تقليدي قبائلي يحملون الحطب على ظهورهم بالمناطق الجبلية ، وقد انبهر الجميع بجمال اللوحة وما تحمله من معاني ، وقد  نلت علامة كاملة بالرسم  آنذاك ، ويرجع الفضل في ذلك  للأستاذة “ أدني “ ، فهي  من شجعني وعلمني مبادئ وأصول الرسم ، كما كان الفضل للفنان عبد الوهاب خالد خوجة وحيمر حسين رحمة الله عليه  في تشجيعي ودعمي معنويا من خلال إطرائهم  للوحاتي، بالإضافة لمساعدة ودعم زوجي وأولادي لي ولا اخفي عليكم ان ابني محمد البشير متأثر بالفن التشكيلي وله لوحات عديدة، فهو يعشق الرسم والريشة كثيرا منذ صغره.
لديا حوالي 70 لوحة  فلا يهمني العدد بقدر ما  يشغلني أن ألتزم بالصدق فيما أنتج من أعمال فنية.

  •   كل فنان له سمات و مميزات في رسمه ومغازلة ريشته هل يمكنك أن تنقلي لنا مميزات عالمك ؟ و كيف هي علاقتك  بالفن التشكيلي ؟

❊ علاقتي بالفن علاقة حب  وانجذاب وإخلاص للريشة ، أفضل الواقعية وأحيانا أميل إلى الرسومات التعبيرية  أين أجسد الأفكار بلوحة فنية ، فبالحياة نجد الكاتب يعبر  عن أفكاره وأحاسيسه ومواهبه بكتابة الأشعار والنصوص أما الفنان التشكيلي يسقط أحاسيسه عن طريق الرسم والريشة التي تزخرف فكرته . كما أنني أركز  في لوحاتي  على أن تكون مفهومة ويستطيع الجميع أن يترجمها ليرتاح الشخص وهو ينظر لها . فهذا يرجع لأسلوب الفنان فهناك من يسهل ترجمة لوحاته وهناك من تجد لوحاته معقدة الفهم. كما أن لكل فنان أسلوبه في الرسم والتعبير عن أحاسيسه فبطبيعة الحال إذا كانت بصمات الأصابع تختلف من شخص لأخر فما بالك بالريشة التي تحملها.

  •  كيف تنظرين إلى الفن والمجتمع والحياة  ؟

❊انظر للفن بعين الإعجاب والحب كما أنني أشتاق كثيرا للماضي وأجسد أفكار لوحتي من خلال ما أسجله من ملاحظات ونظرتي حول ما تبرزه الطبيعة، فمنظر البحر والمياه يشدني ويحرك أحاسيسي ، فالفن يسير في دمي حيث يدخل إلى القلب ليمر عبر الشرايين إلى أصابعي لتتحرك الريشة وترسم ما يكمن في  فكري. فالحياة بالنسبة لي مستحيلة  دون رسم . وبالنسبة لي فإنني أحاول  اخذ حكمتي من الطبيعة ،  فأجد من الماء والبحر  راحة وهدوء وتعبير عن  الصدق والحرية .

  •  أيهما تفضلين اللون أم الفكرة ؟

❊ أهم شيء  الفكرة بعدها تأتي الألوان ،  فالفكرة  وموضوع اللوحة هو ما يجسد اللون  وكل من يتأمل لوحاتي  يشد انتباهه  الموضوع والفكرة   قبل اللون.

  •  ما هي المؤثرات والحوافز التي تدفعك للإبداع ؟

❊ الهدوء  والراحة ، كما أن للمعرفة والتنقل والبحث دور في كبير  ليعبر الفنان على ما يراه ويحسه ويكون ملتزما فيما ينقله، فمن الوعي والارادة توجد الحرية ليبدع الفنان

  •  الفن التشكيلي هو  تعبير عن  مواضيع وانفعالات  شخصية بالنسبة لك  ما هي  المواضيع الأساسية التي تشغلك ؟

❊ ارسم ما أحب من الأشياء والمناظر، الأشخاص، الطبيعة، الورود والفواكه، الأماكن التي تبرز فيها أساطير وروايات ، وما يبرز في أعمالي  الشوارع  كشوارع القصبة وأماكن لها قصص  وحكايات  تعبر عن شعب وما يميزه بتلك المناطق

  •  هل تعتقدين أن الفنان التشكيلي اليوم احتفظ بدوره مثل الامس؟

❊ الفن جزء مهم من حركة المجتمع ولا يمكن فصل الفن التشكيلي لانه لعب دور مهم بالدول الغربية ، ففي فترة تاريخية حارب الفن الظلم ، كما أنه  الفن التشكيلي ينقل تراث الأجداد لأجيال المستقبل ويضع رؤية للتذكير  بالموروث  الشعبي والمخزون التراثي وابرازه للأجيال.
❊❊ و ما رأيك  في الحركة التشكيلية بقالمة ؟
❊  هناك من الفنانين القالميين من يستحق ان تسلط الأنوار على اعمالهم أن تخرج أعمالهم من قالمة نحو الخارج مثل الفنان خالد خوجة عبد الوهاب فنان مبدع بمعنى الكلمة ، بالإضافة لمن يملك الكثير من تجارب فنية وأضاف الكثير للفن التشكيلي بقالمة.

  •  بعض الأعمال الغربية تشترى في المزادات العالمية بأسعار خيالية بينما نجد إبداعات فنية ولوحات جزائرية  غائبة ؟

❊  نقص الإمكانيات المادية هو ما  جعل  اللوحات والمشاركات الجزائرية  تغيب عن الساحات والمعارض الفنية التشكيلية العالمية  ، فلا يوجد  دعم  للشباب ليبدع أكثر وتحفيزه  للمنافسة ، فمدينة قالمة لا تخلو من  فنانين تشكيليين الذين يملكون مواهب ويتقنون استعمال الريشة لكن ينقصهم الدعم المالي  لعرض لوحاتهم  والمشاركة والتواصل مع فنانين عالميين لتنمية قدراتهم على الرسم والإبداع .

  •   هل ترين أن الفن يعاني التهميش والإقصاء  بمدينة قالمة .؟

❊ هناك نوع من التهميش  فيما يخص  اهتمام المواطنين  بالفن التشكيلي فالمجتمع القالمي تجد حضوره بقوة  في مهرجانات الرقص  والغناء ، أما فيما يخص  الفن التشكيلي هناك ضعف في الإقبال، فليس الجميع يفهم الفن التشكيلي ، بالإضافة إلى غياب المشاركات الأجنبية ، ودعم الفنان ماديا للمشاركة في معارض ومهرجانات  خارج الجزائر،  علاوة على الصعوبات التي يجدونها في تنظيم المعارض  والدعم المالي  والتحفيزي ، كما أن لظروف الفنان والمواقف التي يمر بها تأثير في إثراء شخصيتة وينعكس ذلك على لوحاته وأعماله .

  •  كلمة أخيرة، لو لم تكن زهية  فنانة تشكيلية فبأي اتجاه كانت  ؟

❊ أعمالي اليومية كثير وخاصة  مسؤولية البيت و الاهتمام  بالأعمال التقليدية المنزلية ، وموظفة بالتسيير المالي   وأخيرا  شكرا على اهتمامكم وكل الاحترام لكم  ولقراء جريدة »الشعب« .