طباعة هذه الصفحة

البناءات تحاصرها وتشوه معالمها

المواقع الأثرية بتيبازة تستغيث

تيبازة: علاء ــ م

 شرعت السلطات الولائية لتيبازة بداية من سنة 2007 في تجسيد التزاماتها وتعهداتها تجاه منظمة اليونسكو بشأن حماية المواقع الأثرية المحلية، من خلال ترحيل 35 عائلة مقيمة بها إلى سكنات اجتماعية لائقة على مرحلتين.
شملت المرحلة الاولى ترحيل ست عائلات كانت تقيم بنزل بوريفاج بالقرب من ميناء المدينة، أما الثانية فتتعلق بـ 29 عائلة مقيمة بحي “القديسة صالصا” بالمدخل الشرقي لتيبازة قبل أن تكلّف مكتب دراسات متخصص لإعداد مخطط حماية وتثمين المناطق الأثرية بكل من تيبازة المدينة و شرشال في مرحلة لاحقة.
وجاءت عملية الترحيل هذه عقب تلك التي مسّت 55 عائلة ببلدية مسلمون بدائرة قوراية في وقت سابق كانت تقيم بموقع “سيجاس” الأثري، بحيث كانت هذه العملية تهدف إلى إعادة الاعتبار للمواقع الأثرية المحلية المصنفة ضمن التراث العالمي سنة 1982، قبل أن تعتبر مواقع مهددة بالاندثار سنة 2002، حين هددت منظمة اليونسكو بسحب تصنيفها لها بفعل الحالة المتردية التي آلت إليها، فيما أقدمت السلطات الولائية منذ سنة 2005 في إعداد مخطط تسيير لذات المواقع أخذ بعين الاعتبار مجموعة التحفظات المقدمة من طرف خبراء  اليونسكو و يتعلق الأمر بإعادة توجيه النسيج الحضري للمدينة خارج المناطق المصنفة في إطار مخطط توجيهي جديد للتهيئة

والتعمير يأخذ في الحسبان تصريف المياه القذرة في المخطط التوجيهي لقطاع الري مع استحداث مخطط لمسح الأراضي و حماية المواقع الأثرية.
ولأنّ الإقامة بتلك المواقع كانت تعتبر غير شرعية في نظر خبراء اليونسكو، فقد تمّ إحصاء العائلات المقيمة بعين المكان في نوفمبر من سنة 2006 تجسيدا للتعهدات المبرمة مع اليونسكو التي سحبت تحفظاتها بشأن الخطر الداهم الذي أصبح يهدّد ذات المواقع في جويلية 2006 في الدورة الثلاثين للجمعية العامة للمنظمة بلتوانيا، على أن تلتزم السلطات بإسكانها في مساكن لائقة، الأمر الذي شرع في تجسيده على أرض الواقع بداية من سنة 2007،
ليتم في مراحل أخرى إعداد مخطط لتثمين وحماية المناطق الأثرية بكل من بلديتي تيبازة وشرشال، وهو المخطط الذي تم تجسيده على عدة مراحل وكانت البداية في أفريل من سنة 2006، حيث حظيت مسودة المشروع بموافقة وزيرة الثقافة خليدة تومي قبل أن يسند المشروع ذاته للمركز الوطني للدراسات و الابحاث في العمران بتاريخ 23ديسمبر 2008، ومن ثمّ فقد تمّت عملية إعداد المخطط على ثلاثة مراحل، كانت كل مرحلة تخضع لعملية مصادقة من طرف المجلس الولائي، و بتاريخ 13 ديسمبر 2010 تمت المصادقة على المرحلة الثالثة و الأخيرة من المشروع بمداولة تحت رقم 23 ــ 2010 لتنتهي بذلك مرحلة التحضير والإعداد للوثائق والسندات القانونية لحماية المواقع الأثرية، بحيث أقدم والي الولاية في 7 فيفري 2011 على تقديم الملف الكامل لمخطط حماية وتثمين المواقع الأثرية لتيبازة لمصالح وزارة الثقافة لغرض النشر.
واحتوى الملف على النظام وتقرير التقديم وسجل الاستقصاء العمومي وملف التحقيق والاستقصاء العمومي ومداولات المجلس الشعبي الولائي، إضافة إلى تقرير الوالي شخصيا حول الموضوع  على أن يصبح المخطط ساري المفعول وجاهزا للتنفيذ و التطبيق على أرض الواقع عقب النشر مباشرة، بحيث أشار المرسوم الوزاري المشترك ما بين وزارات الداخلية والمالية
والسكن بخصوص الإجراءات المكملة حول إتمام تطبيق المرسوم 15 ــ 08 المتعلق بتسوية البنايات غير المكتملة، إلاّ أنّ البنايات المنجزة بمحيط المواقع الأثرية لا يمكن للجنة الدائرة الفصل فيها وإنما تبقى العملية من صلاحيات مديرية التعمير والبناء المشرفة على مخططات التعمير، وقد علمت “الشعب” من مصادر موثوقة بأنّ بلديتي شرشال وتيبازة تندرجان ضمن هذا الاستثناء.