طباعة هذه الصفحة

مدير دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس:

التنوع الثقافي عامل مهم في المقصد الجزائري الانفتاح على المعاصرة دون التخلي عن الأصالة

بومرداس..ز/ كمال

صنف مدير دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس السيد عبد المجيد بن زاف التظاهرات الثقافية الكبرى التي احتضنتها الجزائر سابقا، محطات ومواعيد ثقافية هامة استطاعت من خلالها الجزائر أن تعرض موروثها الثقافي والحضاري الزاخر أمام مختلف البلدان والوفود المشاركة، ونقل إلى العالم هذا الثراء الذي يميز الثقافة الجزائرية بتنوع طبوعها وأصالتها المتجذرة في أعماق التاريخ في انتظار الموعد القادم لتظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سنة 2015.
اعتبر السيد بن زاف في خضم حديثه لـ/الشعب/ أن هذه التظاهرات الدولية التي استقطبت دولا وثقافات عالمية متعددة المشارب قد ساهمت في خلق فضاءات للتواصل والاحتكاك بين المشاركين، وبالخصوص للمثقفين الجزائريين الذين وجدوا بفضل هذه المواعيد ضالتهم من خلال المساهمة في عرض إبداعاتهم الفنية والأدبية ومحاولة المقارنة مع باقي الإبداعات العربية والعالمية التي سجلت حضورها وهو ما يعني ـ حسب قوله ـ إن هذه اللقاءات كانت بمثابة مواعيد للتعارف والتعريف بثقافة الآخر ونقل التجارب المختلفة، بالإضافة إلى فتح مجال الإنتاج المشترك وتسويق المنتوج الأدبي والفكري وهو لم يكن ليتحقق لولا هذه التظاهرات الدولية التي فتحت الباب واسعا ـ كما قال ـ أمام المبدعين الجزائريين لمضاعفة العمل اعتمادا على تجارب الدول المتقدمة التي تملك تقاليد طويلة في المجال الثقافي.
ويؤكد السيد بن زاف أن عاصمة الثقافة الإسلامية والعربية استفادت منها كل الشرائح من كتاب، مسرحيين، سينمائيين وموسيقيين بغض النظر عن كل الانتقادات والنقائص المسجلة نتيجة نقص التجربة في مثل هذه التظاهرات، ولدى رده عن سؤال /الشعب/ حول بعض الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها المنظمون والتظاهرات ككل بسبب التكاليف المادية الباهضة لتنظيم مثل هذه المواعيد وحجم الاستفادة الفعلية منها ومدى انعكاس ذلك على الثقافة المحلية، قال مدير دار الثقافة رشيد ميموني السيد عبد المجيد بن زاف إن الاستثمار في الإنسان والعقل البشري لا يقدر بثمن وعليه لا بدا من أخذ تجارب الدول السباقة إلى مثل هذه المشاريع التي رأت في الاستثمار الثقافي والفكري الطريق الوحيد والأساسي لبناء الإنسان والحضارة وإصلاح مجتمع يقوم فيه الفرد بدور ايجابي من منطلق تكوينه ووعيه التي لا تكون إلا بإصلاح القطاع الثقافي وتدعيمه بكافة الوسائل المادية والبشرية لبناء جيل الغد المتفتح على ثقافات العالم وقادر على الاندماج بسهولة دون أن يفقد هويته وشخصيته الوطنية، وأضاف بأن الانعكاس الايجابي لهذه التظاهرات الثقافية على الثقافة الجزائرية هو استفادة الكثير من الكتاب والروائيين والشعراء الشباب من الدعم المالي الذي خصصته وزارة الثقافة خلال هذه التظاهرة، حيث أخذ صندوق دعم الإبداع على عاتقه إصدار وطبع عشرات الكتب كتشجيع لهم، وهي فرصة ـ يضيف ـ ما كانت لتتحقق لولا هذه التظاهرات، دون الحديث عن باقي التحفيزات الأخرى التي استفاد منها القطاع في مختلف مجالاته المسرحية، السينمائية وباقي الفنون الإبداعية..
بومرداس.. حضور دائم
وانعكاس ايجابي على الثقافة المحلية
في سؤال عن حضور بومرداس في هذه التظاهرات ودرجة تمثيلها وانعكاس ذلك على الثقافة المحلية قال السيد عبد المجيد بن زاف أن ولاية بومرداس حاضرة وبقوة في مختلف المواعيد الثقافية الوطنية والدولية التي تحتضنها الجزائر، فبالإضافة إلى الأسابيع الثقافية الخاصة بولايات الوطن التي تحتضنها دوريا أو تنتقل إليها، كانت بومرداس حاضرة دائما في مثل هذه المناسبات وكان أخرها المشاركة الفعالة في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية التي شاركت بقافلة ووفد ثقافي هام مس كل الطبوع والأنواع الثقافية التي تميز الولاية في مجالات المسرح، السينما، الفنون التشكيلية، الصناعة التقليدية والحرف اليدوية، بالإضافة إلى عدة إبداعات خاصة بفئة الكبار والصغار من إنتاج وإبداع الورشات الفنية الموجودة بفضاء دار الثقافة.
وأضاف بأن ذلك الانعكاس الايجابي كان واضحا على فناني الولاية الذين استفادوا كثيرا من هذه التجربة نظير ما اكتشفوه في التظاهرة التي تزامنت ومشاركة عدة وفود دولية وهو ما يعني وفق قوله أن هذه التظاهرات العربية والدولية قد فتحت آفاقا واسعة أمام المبدعين الجزائريين، وبالخصوص الهواة منهم الذين يفتقدون للتجربة والدعم اللازم وحتى القدرة في المشاركة الفردية في هذه المحافل الدولية التي تنقلت إليهم وليس العكس.
وعن تصوره لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية المنتظرة سنة 2015، ثمن السيد عبد المجيد بن زاف هذه الخطوة كثيرا معبرا عن استعداده لبدء العمل من الآن وتسطير برنامج عمل متكامل بإمكانه إعطاء الفرصة لكافة الطاقات والمواهب الفكرية والثقافية المحلية للمشاركة وتمثيل الولاية أحسن تمثيل ومن ورائه الثقافة الجزائرية ككل التي تحتاج إلى مثل هذه الفضاءات الدولية بغرض الاحتكاك وإخراج الثقافة المحلية من قوقعتها وإعدادها مستقبلا لمواجهة العولمة وحجم التأثير للثقافة العالمية العابرة للحدود من اجل اكتساب مناعة تقيها من الذوبان السريع أو الانكماش على الذات وهذا لا يكون إلا بفهم ثقافة الآخر والاستفادة منها بطريقة انتقامية والابتعاد عن التفكير السلبي الذي لا يزال يصنف قطاع ثقافة بأنه مجرد عبث وهدر للمال العام وبلا فائدة من ورائه على حد قوله..