طباعة هذه الصفحة

الجاحظية تستمر في مسيرتها رغم الامكانيات الضئيلة

محمد التين: نسعى للحفاظ على التراث ومواصلة جهود الراحل وطار

هدى بوعطيح

يواصل الأستاذ محمد التين بإثبات مهامه التي أوكلت له لرئاسة جمعية “الجاحظية”، بعد رحيل الروائي الكبير الطاهر وطار، حيث لم يتوان في السير على منهج من سبقه، والمحافظة على واحدة من أهم الجمعيات التي تنشط في الجزائر بهدف إنعاش المشهد الثقافي، من خلال تنظيمه لندوات وملتقيات، وتأسيسه لنوادي إعلامية، مسرحية وسينمائية تكرّس للتواصل بين المثقّفين والفنانين والإعلاميين.

جمعية “الجاحظية” أعلنت عن قدومها مع بداية إطلاق صفارة الإنذار عن عشرية سوداء وبداية الإعلان عن اغتيال مفكرين ومثقفين وأدباء، حيث كان من المفروض أن تثني هذه الظروف الأمنية العصيبة من عزيمتها، إلاّ أنّها زادت من تحديها وواصلت عطائها للمشهد الثقافي.
فالجاحظية التي حملت شعار “لا إكراه في الرأي”، جاءت إلى الوجود بمبادرة من المرحوم الشاعر والمفكر يوسف سبتي، أمينها العام الذي اغتيل عام 1993، إلى جانب الروائي الراحل الطاهر وطار الذي ترأّسها منذ إنشائها إلى أن وافته المنية، ليتسلّم بعدها محمد التين المشعل، ويواصل في الحفاظ على مهمتها، وجعلها منبرا مفتوحا على مختلف الثقافات.
 هدفنا المحافظة على التراث ومنبر الثقافة
 “الشعب” اقتربت من رئيسها الحالي محمد التين لإبراز أكثر النشاطات التي تقوم بها الجمعية، مشيرا إلى أنّ أول هدف سطّره بعد اعتلائه كرسي الجاحظية هو المحافظة على هذا التراث ومنبر الثقافة، ومواصلة تنظيم نشاطات ثقافية أسبوعية على مدار الموسم الثقافي الذي ينطلق من أكتوبر إلى جوان، وإصدار مجلة “التبيين” والتي مازالت مستمرة إلى يومنا هذا على نفس المنوال.
وأضاف التين بأنّ النشاط الثالث يتمثل في جائزة “مفدي زكريا العربية” التي تنظّم كل سنتين، حيث يتم خلال هذا الأسبوع الإعلان على جائزة 2013، والشروع في استقبال الأعمال وتكوين لجنة تحكيم.
وقال إنّ الطاهر وطار معلم من معالم الأدب الجزائري، لذلك خصّصنا له ندوة دولية كل سنتين تتزامن مع الجائزة، حيث خصّصت الحلقة الأولى لأعمال الطاهر وطار، في حين تخصّص الحلقة الثانية للمثقف وقضايا

الأمة، وتنظيم بالموازاة معرض للتعريف بالمثقفين الذين ساهموا في فتح بوابات حضارية لتقدم الأمة.
واعتبر محمد التين هذه النشاطات مواصلة لجهود الروائي الراحل الطاهر وطار، مشيرا إلى أنّ هناك إضافات قدّمها للجاحظية، حيث قام بخلق نوادي للسينما، المسرح، الموسيقى، الشعر والإعلام، وحملها في بادرة جديدة لهذا الموسم تنظيم نشاطاتها بصفة مستقلة، وبخاصة نادي السينما لأنّهم ــ يقول ــ كانوا أكثر عملية، ولأنّنا أردنا من خلال ذلك لفت الانتباه إلى دور السمعي البصري في العملية الإعلامية والسياسية، والاهتمام بقطاع السينما الذي حوّل إلى الخواص بالدرجة الأولى، مشيرا إلى ضرورة استثمار الدولة في هذا الجانب، لأنّ الصناعة السينمائية تتطلب امكانيات كبيرة.
ويسعى محمد التين لأن تكون الجاحظية فضاء لالتقاء المثقّفين على اختلاف مشاربهم نتيجة الشرذمة الحاصلة بينهم، لأنّه في النهاية ــ يقول ــ العمل الفني أساسه عمل أدبي.
وأضاف رئيس جمعية الجاحظية أنّه شرع في التركيز على النوادي المحلية، لأنّه ــ حسبه ــ حيث تنتشر الثقافة ينتشر السلم، لأنّ المثقف لديه واجب لدى مجتمعه، ويُسهم في تغييره نحو الأحسن.
 نوادي تابعة للجاحظية عبر مختلف ربوع الوطن
يرغب رئيس الجمعية محمد التين أن تصل مهام


الجاحطية إلى أبعد رقعة في هذا الوطن، مشيرا إلى أنّه أينما تكون هناك مجموعة مثقّفة تريد أن تنشط، فالجاحظية ستتكون بجانبها حتى وإن كان في المداشر والقرى، وأكّد بأنّ الجاحظية لها نوادٍ في أغلب ولايات الوطن منها باتنة بسكرة، بشار، جيجل والبويرة، وخلال شهر مارس ستُفتح نوادي في كل من وهران، سيدي بلعباس، سعيدة ونادي في زرالدة، وسيُعلن عنه أيضا خلال الشهر المقبل، وأشار إلى أنّ هناك مجموعة من الشباب يعملون على خلق ناد بالقليعة، لكن بشرط الحصول على انتداب مؤقت.
من جانب آخر، قال التين إنّ المحاضرات يقوم بها قيادة الجمعية ويشترط في من ينشطها أن يكون متخصّصا أو أستاذا في الجامعة، والشيء الجديد للجمعية هو تنظيم نشاطات بالتنسيق مع جمعيات أو مراكز جزائرية، كما حدث مع اتحاد الكتاب الجزائريين، جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، جمعية العلماء المسلمين.
وقال نحن بصدد التنظيم لمحاضرة للتعريف بالحضارة العربية الإسلامية، وبخاصة إسهامها في مختلف الجوانب العلمية، وسيكون منتظم وينطلق في أفريل المقبل مرتين كل شهر، إلى جانب الإعلان على خلية التفكير في إطار ما يجري في المنظومة التربوية حتى يكون لدينا إسهام بخصوص وجود الحضارة العربية الإسلامية في المنظومة التربوية.

 مقر يستغيث...
ندوات عديدة تدأب الجمعية على تنظيمها في إطار المحافظة على هذا الصرح وإنعاش الساحة الثقافية، بالرغم من بعض الصعوبات التي تواجهها من بينها غياب منافذ التهوية، واهتراء المقر، الذي يصبح كارثيا لاسيما في فصل الشتاء، حيث أشار محمد التين أنّ الميزانية المخصصة للجاحظية والمقدرة بـ 60 مليون سنتيم سنويا لا تكفي لتغطية متطلبات الجمعية.