طباعة هذه الصفحة

المخرج في ذاكرة جيل المخرجين الشباب والهواة

قامة فنية لا تتكرر في تاريخ السينما الجزائرية

معسكر : أم الخير . س

خلّف فقيد السينما الجزائرية المخرج عمار العسكري في الذكرى الأولى لرحيله، إرثا فنيا مهما يمجّد للثورة التحريرية المباركة وبطولات كبار المقاومين وتضحيات الجزائريين، وصنع الفقيد من فكره الوطني ذكريات مصورة ما تزال تتهافت وتقبل عليها العائلات الجزائرية في كل مناسبة وطنية تعرض فيها أفلامه الثورية، كما صنع من مساره الفني أحد أهم أسس السينما الجزائرية في فترة كانت الجزائر لا زالت تستيقظ من تحت ركام الاستدمار ورماد آلة الحرب المجنون.
لعلّ فيلم «دورية نحو الشرق» من أقوى الأعمال السينمائية للفقيد، كيف لا و مازال عبارات «هااا وعليكم العافية .. وعليكم القالمة». وغيرها تتداول بين الناس ولعلّ نجاح هذا الفيلم عن سواه من الانجازات السينمائية الجزائرية العصرية، بوسائله البسيطة في سنوات السبعينيات، لمن أبرز الدلائل على وجود رجل مجاهد فذّ عاش في عزّ الثورة المباركة و عايش محطاتها المشتعلة، فهندس لفيلم في صفة شهادة حيّة تستنبط منها الأجيال الذكرى والعبر يحاكي حقيقة ما عاشه الجزائريون من غبن وتضحيات خلال تلك الفترة، حتى يشبه للمتلقي المشاهد لفيلم «دورية نحو الشرق» أنه يعيشها حقيقة .

الممثلة والمنتجة صبرينة حركات:
شخصيات أفلامه كانت أقرب بكثير إلى الحقيقة
وعن ذلك أكدت حركات الزهرة صبرينة صاحبة وكالة إشهار، اقتحمت المجال الفني منذ عدة سنوات من خلال التمثيل  والإنتاج في مسلسلات تلفزيونية جزائرية والأفلام الوثائقية، أن الفقيد عمار العسكري أبدع في اقتباس الجانب التاريخي للثورة المجيدة في انتاجاته السينمائية، وأن ذلك لم يكن بالأمر الهين، خاصة إذا ما تعلّق الأمر بتقريب الحقائق التاريخية من خلال الرسائل الفنية، التي يلعب فيها السمعي البصري دورا مهما، وذكرت صبرينة أن عمار العسكري كان أيضا مدرسة فنية كما سهلت شخصيته المفعمة بالوطنية في تسهيل عقبات الإنتاج السينمائي لأفلام الثورة خاصة، والتي تتطلب حسبها ممارسة و درجة عالية من الاحترافية، خاصة لدى الممثلين في الأدوار الرئيسية والثانوية، مضيفة أن عمار العسكري قد بذل جهودا معتبرة لتلقين سبل التمثيل في شخصيات أفلامه لأن المشاهد كانت أقرب بكثير إلى الحقيقة خاصة في فيلم دورية نحو الشرق.
 
المخرج عمار لقام:
أعماله كانت قوية وشاملة
أما بالنسبة للمخرج عمار لقام ابن منطقة معسكر، فأوضح في مقارنته لانجازات عمار العسكري بالأفلام الجزائرية الحديثة سواء كانت عن الثورة أو كانت ذات صبغة اجتماعية، أن أفلام الفقيد أسست للسينما الجزائرية، فضلا عن كونها أعمال قوية وشاملة تخدم المجتمع وتمجّد القضية الوطنية وتحرّك عنفوان الوطنية في نفوس كل الجزائريين على اختلاف شرائحهم وانحداراتهم ، مشيرا أنه لا يمكن التقليص من قيمة الأعمال السينمائية الحالية لكنها عموما دون مستوى أعمال العسكري الخالدة، واصفا إياه بالقامة التي لا تتكرّر في تاريخ السينما الجزائرية مبديا أسفه من عدم استغلال إمكانيات عمار العسكري في تكوين أجيال تواصل مشواره الفني .
 وذكر لقام إضافة إلى حديثه عن المقاربة التاريخية للأحداث التي صنعت نجاح أفلام عمار العسكري كونه شخصية فذة و وطنية ، أن أفلامه عرضت أيضا و أبرزت الجانب القيادي في شخص عمار العسكري الذي نجح في قيادة الممثلين حتى يحس المشاهد أن الفيلم يحاكي الحقيقة بل تؤثر في المشاهد حتى يعتقد أنه يعيشها  ، خلاف ما يحدث في الأفلام الجزائرية الحالية التي تعالج الأحداث و الوقائع الاجتماعية بصفة أنية بدون تأثير قوي فضلا عن طغيان عامل السعي خلف الشهرة و إبراز شخصية الممثل عن هدف العمل السينمائي، مشيرا أن أعمال العسكري نجحت بفعل قوة شخصيته وحسّه الوطني والعمل الجماعي المحكم التنسيق.