طباعة هذه الصفحة

الإعلامي والناقد السينمائي السوري محمد عبيدو لـ«الشعب»:

موهبة قوية في اقتباس السينـاريوهـــات وترسيــــخ الثــــورة

العاصمة: أسامة إفراح

شهادة الصحفي والناقد السينمائي محمد عبيدو تنطلق من مستويين اثنين، المستوى الأول كونه ناقدا سينمائيا تعرّف على الراحل عمار العسكري من خلال أعماله السينمائية ذائعة الصيت، والثاني هو تجربته الشخصية حين التقاه في الجزائر وسوريا.. يروي لنا عبيدو كيف نسّق مع العسكري لتمثيل السينما الجزائرية «ضيف الشرف» بمهرجان دمشق السينمائي، علاقة لم تنته برحيل العسكري، الذي كرّمه عبيدو رفقة الراحل كويرات بكتاب «واقفان» في إطار مهرجان وهران العربي.
كانت بداية معرفة محمد عبيدو بالراحل من خلال رائعته «دورية نحو الشرق»، وكان أول احتكاك بينهما عن طريق حوار صحفي أجراه الإعلامي والناقد السوري مع المرحوم.. يقول عبيدو في حديثه لـ»الشعب»: «قبل أن ألتقي المخرج الراحل عمار العسكري كنت قد تعرفت على فيلمه «دورية من الشرق» عبر أسبوع للسينما الجزائرية أوائل الثمانينيات بدمشق.. ثم أتت فرصة بأول زيارة لي للجزائر عام 1999 أين التقيته صدفة بسوق «ميسوني» بالعاصمة حيث تعرفنا يومها وتبادلنا الحديث، وأجريت معه حوارا لجريدة سورية».
ومرة أخرى جمعت السينما بين الرجلين، والهدف كان تمثيل الفن السابع الجزائري وتشريفه، يسترسل عبيدو في حديثه إلينا، يقول: «وبعد أعوام إرتأينا بمهرجان دمشق السينمائي أن نكرّم السينما الجزائرية وأن تكون ضيف التظاهرة.. اتصلت بعمار العسكري هاتفيا وأبلغته الفكرة.. تحمّس لها وعمل عليها رفقة مدير التلفزيون وقتها، وحضرت الجزائر عبر 12 فيلما طويلا ووفد فني رفيع المستوى، وحضر عمّار العسكري رفقة الفنانة القديرة شافية بوذراع «لالة عيني»، والراحل رشيد فارس، وعشرة سينمائيين جزائريين».
وتواصلت العلاقة بين الرجلين وتوطدت، وساعد في ذلك قلب «عمي عمار» الواسع الرحب واستعداده لتقديم يد العون، وكان الناقد السوري ممّن شاركوا في تكريم الراحل ولكن بالكلمة هذه المرة.. يواصل عبيدو: «بعد قدومي إلى الجزائر بقيت زياراتي له بجمعية أضواء السينمائية.. حتى رحيله العام الماضي حيث كلفتني إدارة مهرجان وهران بإعداد كتب تكريمية لسينمائيين راحلين، فجمعته هو والراحل الكبير سيد علي كويرات في كتاب تكريمي لتجربتهما بعنوان «واقفان».
ولم يُخفِ محمد عبيدو تأثره لرحيل «عمّي عمار» ما يعتبر خسارة كبيرة للسينما الجزائرية، العربية والعالمية.. وفي هذا السياق يقول محدّثنا: «برحيله انطفأت شمعة مخرج من طينة الكبار أعلى راية الجزائر في محافل السينما العربية والعالمية.. عمار العسكري من الرعيل الأول للمخرجين السينمائيين الجزائريين، مخرج خلدته روائع سينمائية ثورية سلطت فيها كاميرا العسكري الضوء على معاناة الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية.. هو مخرج عبّر عن مرحلة من تاريخ الجزائر.. وسواء أحببت أعماله السينمائية أم لا فهو ترك بصمة خاصة ميّزته».
يذكر أن محمد عبيدو صحفي وشاعر وناقد سينمائي سوري مقيم بالجزائر، عمل بالكتابة الصحفية والنقدية السينمائية منذ عام 1983 في صحف سورية (تشرين، الأسبوع الأدبي، المعرفة، الحياة السينمائية، ملحق الثورة الثقافي وغيرها)، وفلسطينية (الحرية، إلى الأمام، صوت فلسطين)، وكذا في صحف لبنانية، إماراتية وكويتية. هو عضو هيئة تحرير مجلة «الحياة السينمائية»، عضو لجنة مشاهدة واختيار الأفلام لمهرجان دمشق السينمائي، وعضو لجنة المشاهدة لمهرجان وهران للفيلم العربي. ساهم في تحرير مادة السينما في الموسوعة العربية بسوريا. شارك بمهرجانات وتظاهرات سينمائية دولية عديدة، وله دواوين شعر (وقت يشبه الماء، الغياب ظلك الآخر، تمارين العزلة، ارتباكات الغيم، رجل مشحون بالندم)، ودراسات (السينما الصهيونية، السينما الإسبانية، السينما في أمريكا اللاتينية، الفنان التشكيلي في السينما).