طباعة هذه الصفحة

دور المثقف المبدع في المجتمع

كسر الطابوهات وروح النقد الحر أول محرك التغيير

فتيحة/ك

في حديث كانت كلماته تصنع من سامعه كائنا إنسانيا بكل جوارحه استطاع الكاتب أمين الزاوي ضيف »الشعب« أن يعطي الخلطة السحرية ليكون المثقف المبدع محركا وفاعلا لمجتمع يريد أن يتقدم بتغيير الواقع بكل سلبياته في خطوات بسيطة وهادئة بعيدة عن العنف الذي نعيشه في يومياتنا، تطلع يستثمر فيها الفرد كينونته في صلابة أصلها هشاشة.
وقال أن المثقف المبدع هو مفتاح تغيير المجتمع  ليصبح ايجابيا في كل تعاملاته التي تربط أفراده و التي  يقلل البعض من شأنها رغم أنها اليوميات التي يعيشها المواطن من اجل صناعة مستقبله ، مستقبل يربطه الكثيرون بالقوت اليومي والاحتياجات الضرورية تاركا في هذه الرحلة الشاقة من اجل »الخبزة« مشروع بناء امة  على الهامش.
وقال أمين الزاوي  أن السياسي لا يستطيع صناعة مشروع حضارة بعيدا عن المثقف المبدع لأنه المحور الذي يؤسس للتغيير المجتمع بكتاباته التي تؤسس لمجتمع صحي  يكون الفرد  داخله إنسانا قبل كل شيء بكل جوارحه ومشاعره التي تصنع جوهره وتميزه في الكون.
أكد الكاتب أن الحرية والاستقلالية الفكرية للمثقف المبدع هي من تمكنه من إبداع يخلق المصالحة مع الوطن بكل أخطائه ليكون المثقف بذلك رمز يستثمر فيه السياسي، وقال أن المثقف المبدع اكبر من الحزب السياسي فقامات  مثل كاتب ياسين و مولود معمري و مفدي زكريا كانوا اكبر من أي حزب .
وذكر أمين الزاوي أن المثقف المبدع لا يمارس مهنته  بدون حرية ولأنها أساس التحرك الفكري لديه ، الذي يحدث وسط مراجعة دائمة لذاته فهو لايؤمن إيمانا مطلقا فيما يقول ما يمنحه علاقة مستمرة مع الأفكار ولكن مع الحفاظ علة مسافة المسؤولية بينه وبين السياسي فهو لا يقترب إليه حتى لا يحترق ولا يبتعد عنه فيبرد.
فالسلطة حسبه غواية كبيرة ولذتها كالعسل شاربه ينكر دائما  وجود المر لذلك المسافة تلك هي بمثابة مساحة الأمان التي تمكنه من الحفاظ على مهنته داخل المجتمع بممارسة التي يمارسها من خلال النقد الحر للأمور والواقع الاجتماعي الموجود.
وفي سياق حديثه ركز الكاتب أمين الزاوي على الدور الذي تلعبه  المؤسسات الثقافية كالجامعة والمؤسسات التربوية  في التغيير الايجابي للمجتمع الغير موجودة تماما على الساحة .
المثقف المبدع كما يرى أمين الزاوي يحمل على عاتقه مهمة تعليم المواطن العملية النقدية بكل ايجابية بعيدا عن الكراهية والحقد ورفض الأخر ، قبول الاختلاف كما هو لأنه من يصنع في الأخير خاصية المجتمعات ،ولكن دون إبعاد البعض للآخر ليكون كتلة واحدة تتحرك في تناسق تام من اجل بناء مواطن يملك القدرة والشجاعة لينقد والقدرة  على تكسير الطابوهات التي تُعبر عن مكبوتات الأنا الجمعي الذي تلخصه كلمة »عيب«.
وتطرق الأمين الزاوي في حديثه إلى الروايات التي تناول فيها ظواهر كالبيدوفيليا  ( الاعتداء على الأطفال) وزنا المحارم التي لاقت رفضا من المجتمع واستهجنتها ولكن اليوم رأينا ما فعلته ظاهرة اختطاف الأطفال وما يوجد في المحاكم من قضايا ، فالمبدع يجب أن يقول الأمراض التي يعانيها المجتمع و يفضح الفضيحة بعدم  التستر عليها.