طباعة هذه الصفحة

قائد الجوق رضوان لجرافي :

البحث عن الربح السريع أبعد أهل الإختصاص عن التدريس بالمعهد

سميرة لخذاري

أكد قائد الجوق رضوان لجرافي على دور المعهد الموسيقي في تزويد الفرد بالزاد المعرفي في هذا الميدان الفني، مبينا ان »الكونسارفتوار« ما يزال موجودا ويعمل خدمة للفن، الا ان السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل ان هذه المؤسسة الثقافية اليوم تشبه مثيلتها بالأمس.

ورأى ذات الفنان في تصريحه لـ”الشعب” انه في القديم كان المعهد الموسيقى ليس وجهة فحسب للفنانين والمطربين او المواهب، وانما كان مقصد كل واحد له ميل الى أي نوع من الالات الموسيقية، وكان بمثابة متنفس يقصده العامة من الناس.
وتحدث لجرافي لـ”الشعب” عن واقع المعهد الموسيقي اليوم، حيث قال “اذا تحدثنا على هذه النقطة نجد ان “كونسافاتوار” اليوم اكثر استعابا للفنانين والمواهب، حيث ان الشباب لديهم رغبة في التعلم الموسيقي وواع بالفن، يبحث عن مبادئه واسسه، هذه الاخيرة التي يجدها في معاهد الموسيقى”.
وأضاف “شباب كثر طرقوا باب المعاهد الموسيقية من باب الفضول والبحث في ثنايا هذا الفن وخباياه، يرونه مصدر رزق، فنحن فنانو الأمس كنا نقصد “الكونسارفاتوار” من باب حبنا للموسيقى، نقرأها حتى نتمكن منها، اما جيل اليوم فيستعملها كوسيلة يقتات منها ويعتبرها مهنة له، هذا ما جعل عدد تلاميذ المعاهد الموسيقية في تزايد مستمر”.
كما أكد ذات الفنان لـ”الشعب” ان الشيء الايجابي في”الكونسرفتوار” هو تمسكه بالموسيقى الجزائرية، ويتعلق الامر بالاندلسي، والشعبي وما يصاحبهما من آلات موسيقية مختلفة، ، باستثناء الة البيانو التي تعد من ابجديات الموسيقى العالمية، والتي ادخلتها المعاهد ضمن الالات
وقال “وهنا علينا ان نفرق بين الكونسرفتوار والجمعيات”، حيث ان الاولى موزعة على بلديات عديد الولايات،  وتنشط كلها بوتيرة متزايدة، ما يعكس تمسك المواطن بموسيقاه، حيث “أننا لا نتوقف على المعهد الموسيقي المركزي الموجود بساحة الشهداء والذي تخرج منه كبار الفنانين الجزائريين امثال العنقى، اقربوشن، قويدر محمد امين، وغيرهم، وانا من بين الموسيقيين الذين نهلوا من دروس هذه المؤسسة الثقافية المهمة العريقة”.
كما اعتبر لجرافي “الكونسارفاطوار” مدرسة لتعلم الموسيقى منها السولفاج وغيرها اضافة الى المرور بمراحل الامتحانات والمسابقات، في حين ان الجمعيات تعلم الموسيقى من باب الموهبة والنتائج المتوصل اليها تكون حسب نشاطها وتغلغلها في المجتمع، اضافة الى كونه محطة مهمة على الفنان ان يمر من خلالها، “ومن تجاوزه فهو صاحب موهبة فحسب، ولا يمكننا ان نقول عنه فنان، هذا الاخير الذي عليه ان يلم بمبادئ الموسيقى واسسها”.
ومن جانب اخر تطرق لجرافي في تصريحه لـ”الشعب” عن شروط الالتحاق بهذه المؤسسة الفنية، حيث قال ان الدراسة في المعهد الموسيقي تبدأ من سن مبكر شانه شأن المدرسة، “وأقول هنا ان من يدخل هذه المؤسسة هو موسيقي فعلي يتتبع عالم الموسيقى ويغوص به”.
واضاف قائلا معظم المتخرجين من معاهد الموسيقى اصبحوا اساتذة، فالحب الحقيقي لهذا القالب الفني هو الذي يدفع الفنان الى العطاء، لكن للاسف اليوم اصبح المعظم يبحث عن المال، ما جعل متخرجي “الكونسرفتوار” لا يدرسون بها، فيلجؤون الى عالم الخواص بهدف الربح، في حين ان محب الفن لا ينظر الى هذا الجانب بقدر  رؤيته لما يقدمه للاجيال، ولا يمكننا ان نعمم الحكم فهناك ساتذه يعملون خدمة للموسيقى والفن”.