طباعة هذه الصفحة

المخرج التلفزيوني محمد عياط لـ”الشعب”

تصدير لهجتنا ودارجتنا ضمان لنجاح الدراما والسينما

قسنطينة: مفيدة طريفي

أكد المخرج التلفزيوني محمد عياط في حديث لجريدة “الشعب”، أن الإنتاج السينمائي والدرامي بالتلفزيون الجزائري موجّه على العموم إلى صنفين من المشاهدين، مشاهد يمثل الطبقة المثقفة وأخرى من عامة الناس، والمفروض أن يكون هناك تنوع في الإنتاج التلفزيوني وتكون هناك حصص مقدمة بلغة بسيطة مهذبة، لأن الهدف عموما هو الاستحواذ على نسبة مشاهدة وكسب كل الجماهير.
 وأضاف المتحدث: “لا ننسى أن فئة كبيرة من المشاهدين الجزائريين لا تحسن اللغة العربية الفصحى، عكس اللغة الدارجة “العامية” المهذبة التي تغطي فهم الأغلبية، فنجد على سبيل المثال في الدراما الشرقية أو السورية يستعملون اللغة الدارجة المهذبة، وقاموا بتصدير لهجتهم المحلية نحو دول المغرب والمشرق العربي.
 أما في الجزائر “لو قمنا بإنتاج دراما لغوية سنجد فئة محدودة من المثقفين معنية بهذا النوع من الإنتاج التلفزيوني، ونحن كمختصين نطمح لكسب أكبر نسبة من المشاهدة.”
ودعا المخرج إلى توظيف العربية الفصحى في الحصص التاريخية والتربوية، أما الإنتاج الدرامي الخاص بالأفلام والحصص، لابد أن يقدم بلغة عربية مهذبة وبسيطة وذلك لجذب جمهور أكثر.
 وفي رده على سؤال يتعلق بتراجع اللغة العربية في الإخراج التلفزيوني، فقد برّر ذلك بهشاشة سياسة التعريب واعتبره خطأ كبير، بالنظر لما للعربية من دور كبير في توحيد الأمة الجزائرية، وبالتالي الحفاظ على اللغة العربية.
ولا يمانع المخرج محمد عياط توظيف الدارجة المهذبة في بعض الحصص، موضحا بأن الجزائر يجب أن تكون منارة في المغرب العربي، من خلال توظيف المختصين والمثقفين للترويج للهجتنا وتصديرها لدول المشرق العربي التي تخطت عقدة لهجتها العامية.
واقترح المخرج التلفزيوني، الذي اشتهر بإخراجه لسلسلة ما بين الثانويات، مع الشباب، وحصص تربوية أخرى فرض أشرطة وثائقية مهذبة بسيطة توظف في مجال التبادل الثقافي.
وعلى الوزارة الوصية تشجيع الإنتاج التلفزيوني الجزائري والحصص التربوية الهادفة، كما كان الأمر في سنوات السبعينات والثمانينات، حيث تعلم خلالها الشباب الجزائري لغته العربية وتفاعل وإياها، أما في الآونة الأخيرة فلمسنا تراجعا في إخراج وتقديم حصص ثقافية، تاريخية وتربوية فنحن اليوم نتجّه نحو الإنتاج التلفزيوني السهل المتمثلة في الموائد المستديرة، الحصص الغنائية، أما الحصص التي تستدعي البحث التاريخي والثقافي، ذات أبعاد فقدت بالتلفزيون الجزائري.
وعلى هذا الأساس فإن الدراما الجزائرية تصنّف إلى صنفين، دراما باللغة العربية الفصحى وأخرى دارجة مهذبة، لأن الواقع يفرض نخبة تخاطب باللغة الأكاديمية وأخرى من عامة الناس، لتبسيط الفكرة حتى نصل لكسب اهتمامه.