طباعة هذه الصفحة

الشاعرة الواعدة نادية بوطبيلة

طموحي الابداعي مرتبط بحجم المساعدة والتوجيه

بومرداس: كمال ــ ز

تعتبر الشاعرة نادية بوطبيلة من المواهب الشعرية الصاعدة بولاية بومرداس، فعلى الرغم من قصر تجربتها مع الكتابة إلاّ أنّها تملك الكثير من المحاولات في مجالات الشعر والقصة القصيرة، أغلبها عبارة عن إسقاط لتجربة شخصية في عدة ميادين اجتماعية، تحاول من خلالها إثبات الذات والتعبير بكل حرية عمّا يجود في خاطرها من أفكار ومعاني سامية عن الحياة، الأم والوطن.
هي اليوم في رحلة بحث عمّن يقودها إلى عالم الإبداع الواسع، والمساعدة في طبع ونشر كتاباتها الإبداعية مثلما نتابعه في هذا الحوار مع “الشعب”.
 ❊ الشعب: لقد وجدتم في فضاء النادي الأدبي لدار الثقافة رشيد ميموني متنفّسا وحيدا للكتابة، الاستماع والاحتكاك مع باقي المواهب الأدبية الأخرى التي تبحث عن مكان لها تحت الشمس في ظل قلة الفضاءات وغياب قنوات التواصل مع الجمهور، كيف يمكن من خلال هذه الوضعية عرض تجربتكم مع الكتابة الشعرية والقصصية؟
❊❊ نادية بوطبيلة: في الحقيقة هي تجربة قصيرة، كانت بدايتها في مرحلة المتوسط ثم الثانوي، حيث اكتشفت انطلاقا من تكويني الأسري أنّني أميل أكثر إلى حرف الضاد، وأجد نفسي أستمتع كثيرا بقراءة روائع الشعر العربي والجزائري، ومن هنا بدأت الانطلاقة الأولى التي كانت عبارة عن محاولات شعرية أترجم من خلالها أفكاري وأحاسيسي الاجتماعية والعاطفية اتجاه العديد من القضايا، التي تشكل للمرء أساسيات في هذه الحياة كالأم، الوطن وغيرها من الأشياء الجميلة التي ترتبط بحياته وبالخصوص في تلك المرحلة الحساسة من العمر، وعلى الرغم من انقطاعي لفترة عن الكتابة ومواصلة المشوار إلاّ أنّ إصراري كان أقوى بالعودة ثانية إلى ميدان الكتابة على أمل أن أذهب بعيدا في هذا المشوار.
 ❊ ماذا قدمتم لحد الآن من إبداعات في مجالات القصة والشعر، وهل كانت لكم مشاركات للاحتكاك بالجمهور وعرض تجربتكم الابداعية؟
❊❊ لقد قدّمت أول قصيدة بعنوان “جهاد المرأة”، وذلك بمناسبة إحياء عيد المرأة الذي أقيم السنة الماضية بدار الثقافة رشيد ميموني، وهي قصيدة موجّهة للمرأة والأمهات بصفة عامة تحاول عرض مناقبهن وتضحياتهن الكثيرة في هذه الحياة في سبيل تربية أبنائهن أحسن تربية لأنّها مدرسة كما قال الشاعر، وبالتالي كان أول اتجاه لي في الكتابة هي المرأة والأم لما تمثله من دور وقيمة إنسانية وأخلاقية في هذه الحياة لا يمكن لأي شخص الاستغناء عنها، كما كانت لي قصيدة ثانية بعنوان “نبع الحرية”، شاركت فيها بإحدى مسابقات ولاية الوادي عن طريق المراسلة دون أن أعرف مصيرها، وهي قصيدة تتغنى بالوطن والحرية التي ضحّى من أجلها مليون ونصف مليون شهيد حتى تنعم الجزائر بالاستقلال.
أما في مجال القصة القصيرة فقدّمت لحد الآن روايتين، الأولى بعنوان “مفتاح السعادة” مخصّصة لمرضى السيدا والثانية بعنوان “الجوهرة في عزّ الظلام”، أطرح فيها تجربتي الشخصية مع شهادة البكالوريا.
 ❊ وماذا عن مشاريعكم المستقبلية في مجالات الكتابة القصصية والشعرية؟
❊❊ أقوم حاليا بالاشتغال على قصيدتين شعريتين، الأولى اخترت لها عنوان “شمس الحرية” وهي عبارة عن قصيدة في الشعر الحر، تعالج أيضا موضوع الحرية وأهميتها في حياة الشعوب، لأنّ كل إنسان مهما اختلفت صفته أو بلده فهو يعشق للحرية ويتيق إليها لأنها طبيعته الإنسانية، بالإضافة إلى قصيدة ثانية بعنوان “ما خطبكم؟”، ومشاريع أخرى عديدة أفكر فيها في الوقت الحالي.
❊ دون شك فكّرتم في طبع ونشر قصائدكم في ديوان شعري ونفس الأمر بالنسبة للقصص، هل اتّصلتم بأية جهة مختصة كمديرية الثقافة أو دار للنشر من أجل التعريف بإبداعاتكم لدى الجمهور الواسع؟
❊❊ لقد مسّ سؤالك انشغالي في الصميم، أنا شاعرة مبتدئة لا أعرف لحد الآن أي الأبواب أطرق؟ فما عدا النادي الأدبي لدار الثقافة الذي وفّر لي الكثير من الأشياء التي كنت أجهلها عن ميدان الكتابة بالإضافة إلى فرص الاحتكاك، لم أتصل لحدّ الآن بأية جهة، لكن لا يعني ذلك بأنّي لا أرغب في التواصل والاستمرار في دعم تجربتي مع الكتابة، بل بالعكس أتمنى أن يلقى ندائي استجابة من طرف المهتمين بمجال الثقافة بولاية بومرداس لمساعدتي على مواصلة المشوار، وتشجيعي على طبع قصائدي وخلق فرص للمشاركة في مختلف الفعاليات الثقافية التي تنظمها مديرية الثقافة ودار الثقافة، لأنّ ذلك يكون بمثابة حافز ودفع قوي لأيّ مبدع يسعى إلى الاستمرار والمضي قدما في مشاريعه الابداعية.