طباعة هذه الصفحة

الفنّان صادق جمعاوي لـ «الشعب»:

ضرورة تخصيص ميزانية خاصة لتدوين الأغاني الثّورية

عنابة: هدى بوعطيح

الأغنية الثّورية يجب أن تتغنّى بها أصوات متشبّعة بالرّوح الوطنية

أعاب الفنان صادق جمعاوي على ما آلت إليه الأغاني الثورية اليوم، والتي تمت إعادة تأديتها من قبل أصوات لا تمت بصلة للفن، ولا تملك ذلك الحماس الوطني الذي يصاحب الأغنية الثورية، قائلا أن هناك تطفلا على هذه الأغاني التي أداها كبار الفنانين على غرار الهادي رجب، أحمد راشدي، الفنان الشهيد فريد علي والفنان المصري محمد قنديل وغيرهم..
 
قال الفنان القدير صادق جمعاوي في حديث مع «الشعب»، بأنه لا يمكن منح «القيتار» لأي كان للاستهزاء بهذا التراث الفني والتاريخي الذي يحكي عن ثورة بحجم الثورة التحريرية الكبرى، مضيفا بأن الحفاظ على الأغنية الثورية لم يحض بالاهتمام الكافي، بسبب فتح المجال لبعض المتطفلين لتأديتها من جديد دون أن يكونوا في مستوى هذه الأغاني العظيمة، قائلا «إن لم تستح فافعل ما شئت، وليس كل من هب ودب يؤدّي أغاني ثورية».
صادق جمعاوي قال بأن الأغنية الثورية عوضتها اليوم الأغنية الوطنية، مطالبا بضرورة الحفاظ على هذا المكسب التاريخي، الذي يتغنى بهذا الوطن الذي ضحى لأجله مليون ونصف شهيد.
ويرى الفنان صادق جمعاوي بأن الأغاني الثورية القديمة، يمكن أن تعيد إحيائها الأركسترا السيمفونية الوطنية، إذا تم توفير لها مختلف الإمكانيات، وذلك بهدف تخليدها وتدوينها وتسليم الرسالة للأجيال القادمة لتقديمها بطريقة تليق بهذه النوع من الأغاني، مضيفا في سياق حديثه بأن الأغنية الثورية يجب أن تقدم للأصوات التي تحمل الروح الوطنية، وليس للأصوات التي تبحث عن الشهرة والنجاح بأبسط الطرق.
واعتبر الفنان جمعاوي الأصوات والمواهب التي تنتسب إلى الأركسترا السيمفونية الوطنية هي التي ستمنح الأغنية الثورية الصبغة العالمية، وستمكّن الفنانين الأشقّاء في الوطن العربي من إعادة تأديتها وبالتالي تخليد هذه الأعمال الفنية الكبيرة ليس في الجزائر وفقط وإنما في العالم بأكمله.
وقال إنّ الأركسترا من منظوره تحمل ذلك الوزن الذي يمكنها من الحفاظ على الأغنية الثورية، وعلى هذا التراث التاريخي العريق ومنحه مكانته اللازمة، مؤكدا أن ما يقدم من أغاني فهو مجرد فلكلور وفقط، لأن كل عمل فني يتغنى بثورة بحجم الثورة التحريرية الجزائرية لا يقوم به من هب ودب، بل عن من صنع مجموعة صوتية قوية يجب منحها الإمكانيات، من خلال تخصيص ميزانية خاصة لمرافقة الفنانين وتدوين الأغاني الثورية التي أداها فنانون جزائريون أو فنانون عرب.
كما قال صادق جمعاوي أن الجيل الجديد إن كان بإمكانه تقديم الإضافة للأغنية الثورية، فلا مانع من تأديتها، مشيرا إلى أن الإضافة تتمثل في تدوينها وإيصالها إلى أبعد حد، فضلا عن تقديمها بحماس ووطنية، لأن الثورة الجزائرية ـ يقول جمعاوي ـ ليست هدية من المستعمر الفرنسي بل «سال عليها دم الشهداء».
من جانب آخر، يرى الفنان صادق جمعاوي بأنّ الأغنية الوطنية اليوم هي بديل للأغنية الثورية، وهو من الفنانين الذي يواصلون في التغني بهذا الوطن الذي قدّم أعظم ثورة في العالم، حيث قدّم ألبوما يضم 05 أغاني تشيد بهذا الوطن.