طباعة هذه الصفحة

منسّق الحزب الولائي عبد الكريم بن عمار يكشف لـ «الشعب»

جبهة المستقبل ترشّح مثقّفين وتتعهّد بثورة ثقافية

باتنة: لموشي حمزة

تثمين الممتلكات الثّقافية لخلق بدائل ثروة جديدة

ركّز أغلب المترشّحين للإنتخابات المحلية المزمع تنظيمها هذا الخميس 23 نوفمبر على تعميق التنمية المحلية والتكفل باهتمامات الساكنة المتعلقة أساسا بالسكن والغاز والتهيئة والاستثمار، وتفاوتت درجة اهتمامهم بقطاع الثقافة محليا حيث وقفت الشعب خلال تغطيتها لأغلب التجمعات الشعبية للمترشحين أو زعماء أحزابهم على حقيقة واحدة اشترك فيها أغلب المتنافسين الطامحين لعضوية البلدية أو المجلس الشعبي الولائي، وهي «ثانوية» قطاع الثقافة في برامجهم.

وقد أرجع بعض من تحدّثنا إليهم من المواطنين الأمر إلى عدم أهلية أغلب المترشحين للفعل الثقافي كونهم بعدين كل البعد عن القطاع، فأغلب التشكيلات ضمّت مترشّحين من رجال أعمال وأصحاب مهن حرّة  وآخرون في قطاع التربية، والباقي إما بطال عن العمل أو يرى في الفعل الثقافي أمرا ثانويا لأنّ المواطن أصلا لا يدرج كأولوية في البرنامج السياسي  خلال الحملة الإنتخابية، كما أفاد به البعض الأخر.
وأشار السيد عبد الكريم بن عمار المنسق الولائي لحزب جبهة المستقبل بولاية باتنة، إلى حرص الجبهة على إدراج الفعل الثقافي بقوة في الحملات الإنتخابية، فمن الإيجابي جدا أن يثبت المثقفون حضورهم في مختلف المحافل الانتخابية ويفوتوا على غيرهم فرصة ملء فراغهم، وهو ما حرصنا عليه خلال اختيار المرشحين، فقوائمنا تتوفر على عدد لا بأس به من المثقفين، الذين في حال وفّقوا في الانتخابات سيعيدون الاعتبار لقطع الثقافة وبقوة، ليصبح مشروعا قادرا على تقديم البدائل والاستراتيجيات.
إدراج حيّز لا بأس به من الفعل الثّقافي والسياحي
وقد حرص السيد بن عمار خلال تنشيطه لكل التجمعات الشعبية لصالح مرشحي حزبه في كل إقليم الولاية باتنة، إلى إدراج حيز لا بأس به من رؤيتهم للثقافة والسياحة من خلال تدعيم الجمعيات بمختلف مجالاتها، وإعادة تهيئة المرافق الثقافية وتجهيزها بوسائل حديثة مع برمجة البلديات لدورات محلية ثقافية وعلمية، يضاف لها تجهيز مكتبات البلدية وفتحها أمام الشباب لتكون متنفسا لهم.
وأشار السيد بن عمار إلى أهمية تدعيم النشاطات الثقافية ورعاية أفكار وابتكارات الشباب، والعمل على صيانة تراثنا وتاريخنا الثقافي وحمايته كمدينة طينة الأثرية، وكذا السعي لانجاز متاحف خاصة بالمنطقة، على غرار متحف المجاهد ومتحف الآثار.
وشدّد المتحدث على ضرورة تدعيم المرافق الثقافية بأجهزة ووسائل تقنية وبيداغوجية وتزين المحيط برسومات ومجسّمات لها علاقة بعادات وتقاليد مدن ولاية باتنة، ولما السعي لاستحداث مهرجانات سنوية مرتبطة بعادات وتقاليد كل منطقة تحافظ على خصوصيتها.
وبدى واضحا رغبة «المستقبل» في أن الاستثمار في قطاع الثقافة في حال تمكّن مرشحوها من الوصول إلى رئاسة البلديات والعضوية في المجلس الشعبي الولائي لعاصمة الاوراس الغنية ثقافيا وتاريخيا وسياحيا، في ترقية وعي المواطن، وتأكيد انتماء باتنة اللغوي والثقافي، وتطوير مؤسسات القطاع ودفع عجلة التنمية الثقافية إلى الأمام  وخلق حالة من الإبداع وتنمية مواهب الشباب، فالاستثمار في الإنسان - حسب جبهة المستقبل - هو أرقى استثمار وأنفع مشروع للعهدة الإنتخابية الجديدة 2017 - 2022.
واعترف السيد بن عمار بأن وجود المثقف في قوائم الترشيحات، ومن بعدها افتكاكه لمقعد في الهيئات المنتخبة خاصة المحلية كالبلدية والمجلس الولائي مهم جدا للدفاع عن الثقافة والإبداع وذلك لإسماع صوت الفكر، مشيرا إلى أنّه لا يمكن الحديث عن التنمية دون الاهتمام بقطاع الثقافة والسياحة، مقرا في نفس الوقت بسطحية تناول المترشحين في كل الأحزاب المتنافسة وكل و ما يتعلق بتسيير منشآت قطاع الثقافة.
ضرورة إعطاء نفس جديد للثّقافة بعاصمة الأوراس
وطالب السيد بن عمار من مرشّحيه ضرورة إعطاء نفس جديد للثقافة بعاصمة الأوراس باتنة، لكي تسترجع مجدها من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية على مدار السنة، والتي فضلا عن بعدها الثقافي والتربوي فهي تخلق الثروة وتستحدث مناصب الشغل على غرار تيمقاد، وتثمين الممتلكات لإدخالها ضمن منطق المردودية المالية، وكذا إعادة النظر في طريقة تسييرها الحالية، مضيفا أن الأمر يستدعي تطهير بطاقية الجمعيات  الثقافية، وجرد كل المرافق الثقافية للولاية بمعية الفاعلين في هذا القطاع للاستفادة منها.
 وما يمكن الجزم به من خلال جولة «الشعب» خلال الحملة الإنتخابية، هو  أن الأحزاب السياسية المشاركة في محليات الـ 23 نوفمبر بعاصمة الاوراس وكذا القوائم الحرة، تعتبر الثقافة فعلا ترفيهيا معزولا رغم العدد المعتبر للمرافق الثقافية غير أنها بحاجة إلى إرادة ثقافية، وتغيير النظرة القاصرة لها.