طباعة هذه الصفحة

«السّرقة الأدبية ظاهرة مرضية تقتل الإبداع»

محنش: مسابقة أمير الشّعراء تكشف سرقة قصيدتي «صمت»

عنابة: هدى بوعطيح

سايح: تنازلت عن قضيّتي حتى لا أقدّم صورة سلبية عن المشهد الشّعري في الجزائر

يعد الشّاعران بغداد سايح وسمية محنش أحد ضحايا السّرقات الأدبية التي تفشّت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث لم يكتف الشّاعران المزيّفان من الاستيلاء على قصيدتيهما فقط، وإنما المشاركة بهما في مهرجانات دولية ووطنية على أمل الفوز بجائزة، وصنع اسم لهما على حساب وتعب الشّاعرين الأصليين، واللّذين اعتبرا في حديث لـ «الشعب» أنّ «السّرقة الأدبية ظاهرة مرضية تقتل الإبداع».

 في هذا الصّدد قالت الشّاعرة سمية محنش إنّ اكتشافها لسرقة قصيدتها «صمت» من قبل المغربية «حليمة الاسماعيلي» جاءت بعد مشاركتها في مسابقة «أمير الشّعراء»، والتي كانت تبث على إحدى القنوات العربية، حيث اكتشف الكثيرون سرقتها للقصيدة لأنها بثت على قناة تلفزيونية وهناك ـ تقول ـ اتّهمتها بسرقة قصيدتي، واتّصلت بعدها عن طريق الديوان الوطني لحقوق التأليف الجزائري بنظيره المغربي، وتبيـّن أنّها غير منخرطة فيه وليست لديهم عنها أيّة معلومات، ليتوقّف الأمر عند ذلك الحد.
من استغلّوني لتكميم قلمي انتكسوا
وأضافت محنش بأنّ هذه القضية كانت واضحة من البداية، منذ اليوم الذي توضّح فيه أن صفحة الجريدة التي عرضتها فيها مفبركة، أين وصلتها رسائل واتصالات من كتاب وأشقّاء مغاربة يستنكرون ذلك، مؤكّدة بأنها امرأة لم تحترم أحدا، وضربت كل ما يمت بصلة للأدب عرض الحائط، قائلة: «بقدر ما سأصف كل ما أحدثته من سوء سأقصِّر، لأنّني لا أملك حتى على مستوى الحديث أنملة من ذلك السّوء».
 وأضافت محنش بأنّ الشّاعرة المزيّفة أحرجتها مع المشاهدين ومع البرنامج ومع العالم، حتى جعلتها تشك في قواها العقلية، لدرجة أنّها أشفقت عليها وتراجعت كي لا تنزل إلى هذا المستوى عن رفع قضية أمام العدالة.
سمية محنش قالت لو أنّ الأمر تعلق بالسطو على قصيدة تمّت المشاركة بها على مستواها المحلي، لما علم بها أحد، لكنه ارتبط بتلفزيون وبرنامج عربي، فهي وحدها من جنت على نفسها، وذلك خطأ نأمل أن تتوب منه، وتعود إلى صوابها.
وأكّدت الشّاعرة سمية محنش أنّها تتحفّظ على كلمة الشّاعرة، لأنّ الشّاعر يتّسم عادة بالنّبل والشّرف، وعليه فإنّ المغربية طبعا لم تعترف، لكن الأمر حسم إعلاميا لصالحها وقتها، لأنّها اختفت وتهرّبت بعد اكتشاف أمرها، وليس هناك ما بقي قائما بينهما، حيث طويت تلك الصّفحة في وقتها.
وعن إنصافها في هذه القضية، قالت محنش إنّه لا أحد يمكنه أن ينصفك سوى عملك وأخلاقك، وسعيك نحو التميز في مجالك، عدا هذه الأمور لن ينصفك أحد، وأشارت إلى أنّ السّرقات الأدبية ظاهرة مرضية وحبلها قصير جدا، وينطبق عليها قول عمر المختار: «عمري أطول من عمر جلادي..البقاء للأصل والفناء للزّيف».
محنش قالت بأنّها سعيدة بنفسها لأنها تثبت كل يوم لنفسها وللآخرين أن من وضعوا في طريقها هذه المشكلة، ومن استغلوها لتكميم قلمها قد انتكسوا، لأنهم فتحوا أمامهم بحار مداد لا ينضب، وأنّ سمية محنش أكبر من ألف قصيدة.
إعلامي يسطو على قصيدتي «حبر مواجعي»
من جهته، كشف الشّاعر بغداد سايح أنّه تعرّض لسرقة قصيدته «حبر مواجعي» من قبل أحد الإعلاميّين في الجزائر، حيث شارك بها في إحدى المهرجانات الثقافية المقامة بجيجل الخاصة بالمبدعين المتمدرسين سنة 2010، وتحصّل بفضلها على الجائزة الأولى، قائلا أنه لم يكن له ليكتشف ذلك لولا أن اتّصلت به مسؤولة بدار الثقافة بجيجل وأخبرته عن هذه السّرقة، على اعتبار أنها تعرف قصيدته المتواجدة بديوانه الشّعري الأول «قناديل منسية»، حيث اكتشفت اللجنة فيما بعد بأنها قصيدة مسروقة للشّاعر سايح بغداد، حيث قام الإعلامي فقط بتغيير عنوان القصيدة، مشيرا إلى أنّه لم يتم سحب الجائزة من المعني بالرغم من قرار لجنة التحكيم القاضي بسحب الجائزة منه باعتباره فاز بنص مسروق، ومرّ الأمر عاديا وكأنّ شيئا لم يحدث.
وعن الإجراءات التي اتّخذها الشّاعر في حق الإعلامي، أكّد بأنّه لم يرغب في رفع قضية ضدّه حتى لا يقدم صورة سلبية عن المشهد الشّعري في الجزائر، وتمّ حل القضية وديّا بعد تدخّل بعض الكتّاب والأدباء الأصدقاء، وقدّم المعني اعتذاراته، على اعتبار أنّه لجأ إلى سرقة قصيدته نظرا لظروفه الاجتماعية والمادية الصّعبة.
وقال الشّاعر بغداد سايح بأنّ السّرقة الأدبية ظاهرة سلبية تفشّت مؤخرا بكثرة، بحكم وجود أناس أصبحوا يصنعون شهرتهم على عاتق الآخرين، مشيرا إلى أنّها ليست ظاهرة جديدة، كما أنّها موجودة منذ الأزل وعند الشّعراء الجاهليّين، وأضاف بأنّ السّرقة الأدبية ظاهرة سلبية على اعتبار أنّها «تقتل الإبداع».