طباعة هذه الصفحة

مدير دار الثقافة عبد المجيد بن زاف لـ«الشعب»

كل ما ينتج من معرفة يحمل قيمة وقضية التقييم من صلاحيات النقاد

بومرداس..ز/ كمال

نفى مدير دار الثقافة رشيد ميموني لبومرداس عبد المجيد بن زاف فرضية «أن بعض المؤلفات الفكرية والثقافية التي تتكدس بالمكتبات لا تحمل أية قيمة علمية أو إضافة للمنتوج الفكري الإنساني» قائلا: «أن كل ما ينتج مهما كان مستواه أونوعه يملك قيمة علمية، ولا يمكن الجزم هكذا أن الكتاب يحمل خلفية ذاتية للمؤلف بغرض الحظوة والتواجد وسط النخبة أو لأبعاد ايديولوجية وتجارية دون إخضاعه لغربال النقد البناء والموضوعي من قبل المختصين..

ربط عبد المجيد بن زاف الإشكالية المطروحة للموضوع «بتراجع نسبة المقروئية إلى حدّ كبير بالجزائر ولم يعد الكتاب أوالإنتاج الفكري يلقى ذلك الصدى من قبل النخبة والمختصين فما بال الحديث عن عملية تقييم ما يقدم من إنتاجات فكرية وعلمية وحتى أدبية وبعض المؤلفات المتعلقة بالسير الذاتية التي بدأت تظهر على المشهد الفكري والثقافي، وبالتالي لا يمكن اتهام لجان القراءة المتواجدة على مستوى بعض دور النشر الجزائرية بعدم التشديد على تمحيص طبيعة المؤلفات المقدمة للطبع لأنها في النهاية هي مؤسسة تجارية خاضعة لمبدأ الربح والخسارة إنما تراعي فقط بعض الخطوط الحمراء التي لا يمكن للمؤلف أو صاحب المشروع الفكري تجاوزه..
في سؤال عن الهيئة المخولة بتحديد قيمة الأعمال الفكرية والعلمية التي تطبع بدور النشر وتبقى مكدسة بالمكتبات دون أن تجد طريقها للقارئ، أعتبر مدير دار الثقافة»أن المسألة تتعلق بضرورة مواكبة الحركة النقدية للحركة الإبداعية في الجزائر، من خلال إخضاع كل ما ينشر من مؤلفات إلى عملية نقد موضوعية من قبل أساتذة وباحثين مختصين بعيدا عن كل التأثيرات الذاتية أو الإيديولوجية وهي الجهة الوحيدة المخولة بتحديد القيمة الجمالية والفنية وحتى الإبداعية للمؤلف، وعليه فإن القراءة النقدية الموضوعية تعتبر البارومتر الذي بإمكانه تحديد أهمية مثل هذه الأعمال»..

اقتناء الكتب لتدعيم رفوف المكتبة الخاصة بالقراء
وعن الطريقة التي تختار بها مؤسسة دار الثقافة عملية اقتناء الكتب لتدعيم رفوف المكتبة الخاصة بالقراء ومدى مراعاة جانب القيمة التي يحملها المطبوع، كشف بن زاف «أن دار الثقافة تعتمد على إستراتيجية محددة في اقتناء الكتب ومختلف المؤلفات التي يتطلع إليها القارئ، خاصة العلمي منه وشبه المدرسي الموجه للتلاميذ وطلبة الجامعة، بتسجيل هذا الباب ضمن الميزانية السنوية للمؤسسة وتخصيص مبلغ موجه لاقتناء الكتب والمؤلفات الجديدة بما يتماشى وتوجهات دار الثقافة الهادفة إلى تشجيع المقروئية وتقريب الكتاب من القارئ عن طريق فتح فضاءات المكتبة للجميع وبالخصوص الطلبة والتلاميذ المقبلين على الامتحانات السنوية للاستفادة من مختلف العناوين المعروضة»، وأضاف بالقول «أن العملية تشرف عليها لجنة مختصة تقوم بتحديد الحاجيات بناء على الطلب والأولويات وكذا أهمية هذه المقتنيات التي بإمكانها دعم قاعة المطالعة لدار الثقافة وتقديم إضافة لهذا الصرح الثقافي الهام الذي تحول إلى قبلة للمثقفين والباحثين عن المعرفة لدعم رصيدهم الفكري والعلمي........