طباعة هذه الصفحة

مدير «منشورات بغدادي» محمد بغدادي لـ «الشعب»:

لجنة القراءة هي القلب النّابض لكل دار نشر

عنابة: هدى بوعطيح

على الدّولة أن تقنّن مهنة النّشر في الجزائر

تأسّف محمد بغدادي مدير «منشورات بغدادي» لكون أغلب دور النشر الجزائرية لا تولي أهمية للجنة القراءة، مؤكدا في حديث لـ «الشعب» أنّه لهذا السبب تحتوي العديد من المكتبات الجزائرية على إصدارات ومؤلفات لا علاقة لها بالإبداع والفكر، ومليئة بالأخطاء اللغوية والإملائية، ويتساءلون فيما بعد عن غياب القراء.

وقال محمد بغدادي أنّ أي إصدار أو مؤلف لابد وأن يمر على لجنة قراءة متخصصة تبدي رأيها كتابيا، وتقوم بتصحيح الأخطاء في حالة قبول الإصدار من قبل دار النشر، كما تحدث بعض التغييرات إن تطلّب الأمر ذلك، حتى يكون الكتاب في المستوى المطلوب، قائلا بأن لجنة القراءة هي القلب النابض لكل دار نشر، ومن ليست له لجنة قراءة سيزول مع مرور الزمن، على اعتبار أن الأخطاء والهفوات المتواجدة بالإصدار تسبب مع الوقت إفلاس دار النشر.
الكتاب غير المصحّح يصبح سما يعود على دار النشر
 وأشار بغدادي إلى أنّه حسب آخر الإحصائيات في الجزائر هناك 560 دار نشر أعلنت إفلاسها لعدة أسباب من بينها الإصدارات التي تحمل أخطاء وهفوات كبيرة، مؤكدا بأن الكتاب غير المصحح سوف يصبح سما يعود على دار النشر التي أصدرته.
وتحدث مدير «منشورات بغدادي» عن النشر في الجزائر، والذي قال بأنّه كان ممنوعا قديما على الخواص، ومسموح فقط للمؤسسات العمومية القيام بمهمة النشر، وهو ما جعل الجزائر ـ حسب بغدادي ـ في المرتبة الأخيرة من حيث النشر مقارنة بالعديد من الدول العربية، وبعد إفلاس المؤسسات العمومية فتح المجال للخواص بداية من الثمانينيات، والتي عرفت تأسيس دور نشر خاصة، لكن يترأسها أناس غير مختصين وأميين، وتولاها أناس دخلاء على هذه المهنة، وليسوا أهل الاختصاص ينشرون إصدارات يغيب عنها الإبداع سواء في المحتوى أوالشكل.
وقال محمد بغدادي أن من منظوره وضع شروط لتأسيس دار نشر أقلها أن يكون صاحبها ذو مستوى جامعي أو متحصل على شهادة الليسانس، على اعتبار أنه إذا كان أميا كيف له أن يؤسس دار نشر ويتولى الإشراف على لجنة القراءة.
وحسب المتحدّث مع بداية الألفينيات بدأ النشر يتحسّن نوعا ما في الجزائر، أين ظهرت آنذاك قفزة اقتصادية وكان ورق الطباعة يوزّع مجانا، وبالتالي كان الكتاب في متناول الجميع، كما أصبح النشر في يد كتّاب جامعيّين، أساتذة ومختصّين، وعرف النشر قفزة نوعية وبدأ يتحسّن في الجزائر. ويرى محمد بغدادي أنّ تقنـّن الدولة الجزائرية مهنة النشر، وأن يكون على رأس المؤسسة مثقّفون وأشخاص ذو مستوى، على اعتبار أنه يمثل الثقافة في الجزائر، ويمكنه إدارة لجنة القراءة حتى لا تكون هناك إصدارات بأخطاء لغوية وإملائية، والتي تعتبر كارثة في مجال النشر في الجزائر، كما سيتم نشر طبعات أخرى بنفس الأخطاء والهفوات، مؤكدا في سياق حديثه على أن لجنة القراءة تعتبر القلب النابض لدار نشر، وكلما كان هناك لجنة قراءة كانت النتائج أحسن وكان هناك قرّاء.
كتّاب يفضّلون تمرير أعمالهم الأدبية على لجنة القراءة
وعن منشورات بغدادي، قال مديرها محمد بغدادي بأنّ سر نجاح إصداراته هو تخصيص 30 في المائة من ميزانية الكتاب للجنة القراءة التي يشرف عليها جامعيين ومختصين، ويمر عليها إصدارات كبار الكتاب والقامات الأدبية بدون استثناء أومحاباة، حيث يتم تصحيح ما يتطلّب تصحيحه، ويتم قراءة الكتاب أكثر من مرة لتقديم عمل إبداعي في المستوى للقراء، مضيفا بأن منشورات بغدادي معروف عنها أن رائدة في لجان القراءة وشديدة في تعاملها مع الإصدارات.
وشدّد محمد بغدادي على أن لجنة القراءة مهمة لكل دار نشر ولكل كاتب، مشيرا إلى أن هناك العديد من الكتاب الذين يفضلون تمرير أعمالهم الأدبية على لجنة القراءة لتفادي الهفوات والأخطاء، وقال: «حين يوضع الكتاب على رفوف المكتبات يكون بدون شوائب أوأخطاء قد يكتشفها القارئ، والتي تسيء للكاتب ولدار النشر معا».