طباعة هذه الصفحة

حصيلة عام انقضى

سنة حافلة بالأنشطة الثّقافية بالبليدة والجمهور متلهّف للمزيد

البليدة: لينة ياسمين

مرّت تقريبا 365 يوما وانقضت وهي تودعنا في أيامها الأخيرة من العام الميلادي 2017 في عاصمة المتيجيين البليدة، تميزت تلك الأيام الكثيرة وعلى مستوى 25 بلدية، بملاحظة عطش ولهفة بين أبناء الأحياء الشعبية والجمهور الراغب في المزيد من التصوير والإمتاع والبهرجة الثقافية، في كل جمالياتها وصورها وألوانها، خاصة وأن الإدارة المسؤولة عن الثقافة عمدت في منهج ونظام مخطط ومدروس، أن تغطي السنة بأكملها ولا تترك فراغا أو جوفا زمنيا دون أن تستغله، بل اجتهدت وتجتهد في تكثيف النشاط، باقتراح مشاريع ثقافية مستقبلية حتى تضمن اكتفاء وتحقق رغبات الجميع، ولو أن المال والتمويل يظلان عقبة تقلل من حجم تلك الأنشطة، والساحة الثقافية تتّسع وتتّسع إلى ما لا نهاية.

أطفال الريف هدف قافلة «طفل المتيجة»
 كشفت نبيلة قاسيمي، إطار بمديرية الثقافة مكلفة بترقية  وتوزيع الإنتاج السمعي البصري في حديث لـ «الشعب»، أنّها بادرت شهر جانفي المنصرم إلى مارس، إلى إطلاق نشاط متنوع تحت عنوان «طفل المتيجة»، يُنظم  كل نهاية أسبوع بقلب المدينة، يضم شخصية الحكواتي، الأشغال اليدوية ومسابقات بين الأطفال، بالإضافة إلى تشكيل «قافلة طفل المتيجة» تجوب الأحياء المعزولة والنائية، وتتنقّل كل تلك الورشات إلى طفل الريف بالأخص، وتلتقي به في المؤسسات التربية. وهنا تضيف المتحدثة أن فعل الاحتكاك كان مبهرا، لأن الأطفال كانوا في حاجة إلى مثل تلك الأنشطة، ثم أن النمطية التي كان يعيشها ذلك الطفل تحولت إلى صورة ارتقت بـ «طفل الريف» وحسّسته بأنه عنصرا مهما، ويستحق العناية والتقدير والاهتمام.
وعن بقية أشهر السنة المقسمة بعناية ودراسة، تم تسطير نشاط «القراءة في احتفال»، وفيها تم التركيز أيضا على النشاط الجواري. وفي شهر رمضان تم تخصيص برنامج للعائلات البليدية، حيث تميّزت السهرات الرمضانية بقعدات في الفضاء الرحب، تحت أنوار القمر نشطتها فرق موسيقية وإنشادية تلاءمت وذوق الجمهور، ليتواصل النشاط إلى غاية شهر أوت في برنامج مشابه أيضا بالتننسيق مع الديوان الوطني للإعلام والثقافة، خص أيضا تنظيم سهرات فنية منوعة في الهواء الطلق، وعروض  للأطفال والمرضى نزلاء المشافي،

بالإضافة إلى تحويل النشاط على جامعة العفرون، والتي احتضنت فعاليات «شهر التراث». وهنا قالت نبيلة قاسيمي أن إدارة الثقافة استغلت كل يوم ثلاثاء من أيام السنة بطولها، لتخصصها في عمل منسق مع جمعية «كنوز» لمدينة الأربعاء، لحافلة متنقلة عبر الأحياء الشعبية، تستعرض فيها أفلاما وأشرطة وثائقية، ومحاضرات موجهة لفئة التلاميذ حول التراث وقيمته في حياة الإنسان، ومع حلول شهر نوفمبر تم الاهتمام بطابع الشهر المقدس، واستذكار بطولات الشهداء والمجاهدين.
وعادت نبيلة قاسيمي إلى شهر جوان، وكشفت عن منح 50 بطاقة فنان، مع تكريم وجوه فنية وعائلات فنانين رحلوا وافتقدتهم الساحة الساحة الثقافية بالبليدة.
التّواصل والتّنويع..ومهرجان الشّعر الدولي يصنع الحدث
وكان من أهم النشاطات الثقافية البارزة أيضا، مهرجان الشعر الدولي في طبعته الثانية، حيث كان لمدينة سيدي احمد الكبير الفضل والفرصة في أن يزورها فطاحلة في الشعر من بغداد وتونس ودول شقيقة عربية، تبارز أصحاب الحس المرهف واستعرضوا بحناجرهم قصيدا أمتعوا به الحضور، كان وزير الثقافة شاهدا في أول طبعة منه. ورغم النقد والانتقاد في اختيار التوقيت، إلا أن المهرجان كان بالنسبة لأدبائنا فرصة مناسباتية نادرة.
وفي خضم المشهد الثقافي الذي ميز أجواء البليدة، رحل في شهر الثورة و الثوار المخرج محمود زموري ابن مدينة بوفاريك، واحد من الوجوه التي لمعت في الفن السابع، ليضاف إلى قائمة الفنانين ومثقفيها الذين غادروا ولكن تركوا بصماتهم التي لا تمحى.
بالرغم من أن المشهد الثقافي بدا ثريا، إلا أن بعض المثقّفين من زمرة الشّعراء والملحّنين والفنانين والمؤرخين المهتمين، أبدوا انتقاداتهم خاصة حول الاهتمام القليل بهم، وقال في هذا الشأن الشاعر والفنان موسى بوطهراوي أنه يأمل في أن يحظون بالاهتمام وهم أحياء وليس وهم في مراقد القبور. ويضيف في هذا السياق، أن الفنان مثل الطاقة الكامنة في حجرة أو مخزن أو صندوق، متى تم إشعال الفتيل انفجر وقدم للحياة معاني جميلة، آملا أن يعاد بعث ملتقى حمام ملوان حول الشّعر والأدب، الذي انطفأ ولم يعد ذكر إلا في أرشيف الصّحف وكتب تاريخ المنطقة.