طباعة هذه الصفحة

شريف بوشنافة لـ «الشعب» :

غياب الهياكل الثقافية التي تضمن الديناميكية تؤسس لمسرح وجمهور الفن الرابع

عنابة: هدى بوعطيح

أكد أحد مؤسسي الحركة المسرحية في سكيكدة وقدماء المسرح الجزائري شريف بوشنافة، في حديث لـ»الشعب» إن مسرح الطفل في الجزائر يكاد يكون منعدما، مشيرا إلى أن هناك جمعيات وفرق مسرحية تُقحم في مسرح الطفل لأغراض تجارية، حيث باتت تراه سوقا مربحا.. وقال بوشنافة إن هناك أزمة حقيقية في المجال الثقافي، في غياب أداة سياسية متعلقة بخلق مسرح للطفل، في ظلّ نقص كبير في الإنتاج وغياب الهياكل الثقافية التي يمكن أن تضمن ديناميكية حقيقية تؤسس للمسرح والجمهور المسرحي للجيل الناشئ.

«الشعب»: ما هو تقييمكم لمسرح الطفل في الوقت الراهن في الجزائر؟
شريف بوشنافة: في الحقيقة أرى أن مسرح الطفل في الجزائر، والذي لا يمكن أن نفصله عن المشهد الثقافي العام اليوم، يكاد يكون منعدما، بالرغم من أن المسارح الجهوية تنتج تحت الطلب مسرحية كل سنة موجهة لهذه الفئة، وعليه أقول بكل صراحة، إن مسرح الطفل في الجزائر يعيش قلّة إنتاج.
 الكثير من المختصين ورجال المسرح يرون بأن مسرح الطفل لم يصل بعد إلى مرحلة التأسيس.. ما قولكم؟
 أتفق كل الاتفاق مع هذا الطرح، فعلا إننا في مرحلة ما قبل التأسيس، فمسرح الطفل يجب أن يؤسس داخل المنظومة التربوية، وفي الأطوار الأولى ويستمر  إلى المرحلة الجامعية، وما دام ذلك لم يحصل على أرض الواقع، فلا يمكن أن نقول إننا أسسنا مسرحا للطفل في الجزائر.
 هل ترون بأن ما يُقدّم للطفل اليوم يخاطب عقولهم، أم هي مجرد عروض مسرحية للترفيه والتسلية وفقط؟
  الموضوع هنا كإرثي.. ما أصبحنا نراه هو أن هناك جمعيات وفرق مسرحية نفسها تُقحم في مسرح الطفل لأغراض تجارية، والتي باتت ترى بأن مسرح الطفل سوق مربح، وبذلك فهي تقدم مسرح التسلية الخالي تماما من المضمون المتصل بالطفل، وإذ كان في بعض الأحيان نراه غير مدروس، وقد  يكون خارج النص التربوي.
 يكثر الحديث عن أزمة نصّ في المسرح الجزائري، هل تعتقدون بأن هذه الأزمة تمسّ أيضا مسرح الطفل؟
 إذ نتفق أننا في مرحلة ما قبل التأسيس، فإن النصّ المسرحي بدوره يعرف أزمة حقيقية، لأن الكتابة المسرحية الموجهة لهذه الشريحة بذاتها اختصاص، لذلك نرى لجوء المسارح إلى الاقتباس الذي ينتج مسرحا لا يتماشى وواقع الطفل.. وعليه فإن إشكالية نقص النص المسرحي تبقى قائمة على المسرح بشكل عام.
كيف يمكن لما ينتج ويقدم من عروض مسرحية أن تقدم دورها الريادي في صناعة متفرج الغد؟
 أرى أننا نعيش أزمة حقيقية في المجال الثقافي، في غياب أداة سياسية متعلقة بخلق مسرح للطفل، في ظلّ نقص كبير في الإنتاج وغياب الهياكل الثقافية التي يمكن أن تضمن ديناميكية حقيقية تؤسس للمسرح والجمهور المسرحي للجيل الناشئ، غياب المسرح عن المنظومة التربوية تجعلنا نفقد الكثير.
 ما هي آفاق ومستقبل مسرح الطفل، وكيف يمكن أن نصنع له مكانة في الجزائر؟
 أنا شخصيا غير متفائل إطلاقا، لا يمكن أن نكون متفائلين في ظلّ  غياب سياسية ثقافية جادة تؤسس للمجتمع تواجد ثقافي نوعي، ومسرح راقي في ظلّ الرداءة الممنهجة التي تهتم  بالنشاطات الموسمية بخلفيات تجارية، ولذلك لا يمكن لها أن تؤسس لا للمسرح ولا للثقافة شيئا يجعلنا متفائلين، مسرح الطفل يكتسي أهمية بالغة في المشهد الثقافي العام، وعدم وجوده في المدرسة يعني أنه منعدم.