طباعة هذه الصفحة

قطاع الثقافة بالمدية يختتم تظاهرة يناير بتكريم الحرفيين والحرفيات

ع.علياني

اعتبر منير عيسوق مدير دار الثقافة حسن الحسني بالمدية في اختتام تظاهرة يناير بمدرج مؤسسته، بأن هذا الحدث كان ناجحا بكل الأصعدة مؤكدا في هذا الصدد بأن  «ثقافتنا عربية وأمازيغية ولنا كل الفخر والاعتزاز بذلك»، منبها بأنه على ضوء ما أقره فخامة رئيس الجمهورية ستعمل داره على توظيف كل الامكانيات لأجل الاستغلال الأمثل للتراث الأمازيغي، مقترحا الشروع في الكتابة بالتيفناغ، بدءا بـأسمانا وألقابنا، مشيرا بأن عمال مؤسسته ساهرون على انجاح مثل هذه المبادرات، شاكرا في الوقت ذاته قطاع الصناعات التقليدية والحرف على ما قدمه اطاراته وحرفييه خلال المعرض المقام والذي وصفه بأنه كان حدثا هاما لأنه تمّ فيه التزاوج ما بين التراث العربي والأمازيغي، مثمنا في  هذه السانحة الجو العائلي والحميني الذي ساد هذه التظاهرة، معرجا على الانتقادات التي وجهت إلى بعض منظمي تظاهرة يناير في رده على هؤلاء بأن الثقافة الأمازيغية ليست في التحدث بها لكون أن كل الجزائريين أمازيغ، وفي نفس الوقت عرب، إذ نحن حالنا كحال دول العالم، مبررا رأيه بأن مؤسسته  قد زارها أول البارحة وفد أجنبي في اطار الصداقة مع الدولة المجرية، حيث أعجب هذا الوفد بمحتويات المجوهرات القبائلية والصناعات الحرفية الأخرى، مستطردا قوله بأن  تظاهرة يناير هي لقاء للتراث الامازيغي، كما أن اللغة هي إحدى مكونات الهوية الوطنية، مختتما كلمته بأن سياسة الأرض المحروقة لم تميز منطقة عن أخرى بالجزائر، فضلا على أن عملية الإبادة مسّت كل الجزائربين، علاوة على أن هياته باتت تؤسس للغة الأمازيغية الأفقية التي أساسها لغة التيفناغ، إلى جانب أن الأمازيغية هي عنصر للم شمل كل الجزائريين ولا يحب أن يكون عنصرا للتفرقة.
قال سليمان مسقي مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف بهذه الولاية في هذا الصدد  بأن قطاعي السياحة والصناعة التقليديه والحرف والثقافة هما وجهان لعملة واحدة، كما أنهما يشكلان عائلة واحدة، إلى جانب ذلك، فإن قطاعه هو تراث مادي بنوعيه، إلى جانب أن يناير هو عيد كل الجزائريين لكوننا نشكل مزيجا بدءا من الانسان العاقل، شاكرا بدوره قطاع الثقافة على المجهودات المبذولة من طرفه لإنجاح هذه التظاهرة التي أقرها رئيس الجمهورية وبخاصة الحرفيين والحرفيات القادمين من ربوع الوطن، بمافي ذلك من تراب الولاية، ناعتا بأن هذا الحدث يوصف بأنه بداية رائعة بهذه الولايه العريقة.
 كرمت هذه الغرفة 34 حرفيا وحرفية وعدد من الجمعيات ممن شاركوا في انجاح هذه الطبعه.
على صعيد ذي صلة، أكد أحد المتابعين للشأن الثقافي والعارفين بهذه الولاية بأن برنامج هذه التظاهرة التي رسمها وأقرها رئيس الجمهورية تمّ انجازه بنسبة 100 بالمائة بمشاركة الأطراف، كما أن الشيئ المميز بهذه الولاية هو التركيز على أهم محطات هذا البرنامج أيام 10، 11و12 من هذا الشهر، إذ أنه لكل يوم ميزته الخاصة به بالنظر إلى أنواع الأطباق التي تحضر كل يوم، والتي يكون التركيز فيها كثيرا على المأكولات التي تحضر من مشتقات القمح، ويضاف إلى ذلك مواد التحلية كالعسل والسكر، أما اليوم ألـ 12 فيتعلق بيوم الاحتفالية والذي يعتبر من بين أهم ايام هذه التظاهرة بالنسبة لسكان هذه الولاية.
يبدو حسب الدراسة التي قام بها هذا الباحث، فإن هذا الاحتفال له بعد تاريخي أمازيغي بالإضافة إلى أنه يعمل على تثبيت الجذور التاريخية للأمازيغيه بهذه الولاية بدليل أنه لا تزال فيه العديد من المناطق تحمل أسماء أمازيغية وعلى سبيل المثال نجد تمزقيدة، والتي تعني المسجد أو مكان التعبّد، ثورثاثين وهو الاسم القديم لبلدية العيساوية نحو دائرة تابلاط، والذي يعني بلاد التين، بالإضافه إلى أماكن كتلاعيش، تبحرين، حربيل، ناهيك عن أسماء الأودية كوادي ياقور أزرو، دون أن ننسى أسماء عائلات كمازيغي، أوشان، بربار، مختتما إضافته هذه بالقول بأنه بخصوص ليلة ألـ 13 يخصص له طبق مميز، حيث يذبح فيه الديك يكون قد اشتراه أب العائلة أو يكون من بين الدجاج المربى كرمزية عن لم شمل العائلة، كما يحضر في ذلك اليوم طبق الشخشوخة أو البركوكس مضاف إلى ذلك الطبق المشهور على مستوى المغرب العربي وبخاصة في الجزائر «الكسكس» كما يتم افراغ خليط الجراز أو التراز على رأس الطفل أو العروس الجديدة فرحة بها وسط العائلة.