طباعة هذه الصفحة

أمال عيشوش مديرة السياحة بسيدي بلعباس

تأخر التصنيف يحرم المدينة من قصورها التاريخية

بلعباس: غ شعدو

 أكدت أمال عيشوش المديرة الولائية للسياحة بسيدي بلعباس، أن الولاية تزخر بإرث مادي ولامادي يمّكنها من خلق سياحة ثقافية متميزة باعتبار أن السياحة الحديثة أصبحت تتجه أكثر فأكثر إلى الخصوصية الثقافية، وهوما دفع بالكثير من الدول إلى تبني السياحة الثقافية كأحد أهم عناصر النشاط السياحي العالمي، باعتبارها تجمع بين مكونات التراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي.
أوضحت المتحدثة، بأن ولاية سيدي بلعباس تملك الكثير من المواقع والآثار التي تؤهلها لإحتلال مكانة سياحية مرموقة ولا ينقصها في ذلك إلا التخطيط  والاستراتيجية من خلال إحياء هذه الأماكن وترميمها وبعث الروح فيها بإقامة النشاطات الثقافية المتنوعة المرتبطة بالتنشيط السياحي، كالتراث الأدبي والاجتماعي والموسيقي الذي يعد مادة ثقافية سياحية حيّة ومعبّرة، خاصة إذا استغل في الأماكن التاريخية. فالهدف الرئيسي من هذا النوع من السياحة هو زيارة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية والمتاحف والتعرف على الصناعات التقليدية أو أي شكل من أشكال التعبير الفني وكذا حضور بعض الفعاليات الثقافية كالمعارض والمهرجانات.
فالسياحة الثقافية  حسب ذات المتحدثة، تعتمد على شقين، الإرث المادي الذي تزخر به الولاية والمتمثل في القصور حيث يطلق عليها اسم مدينة القصور، لكن تأخر تصنيفها عطل من عمليات تأهيلها واستغلالها، حيث كان لمديرية السياحة عديد المراسلات بهذا الشأن باعتبار أن هذه القصور تابعة لمديرية الثقافة ومصالح البلدية، وعملية صيانتها وإعادة الإعتبار لها تقع على عاتق عديد المصالح مجتمعة. وأضافت أن عملية الترميم مسّت قصر البلدية الذي يقع بوسط المدينة ويعتبر إرثا محليا، على أن تنطلق أيضا عملية ترميم قصر «ليون باستيد « أو كما يعرف بقصر نابوليون والذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 1865، في حين تبقى عديد القصور تنتظر أدوارها منها ما هو في حالة حسنة كقصر لومي الذي تشغله مديرية الثقافة وكذا القصر الذي يشغله حزب جبهة التحرير الوطني والذي يطاله الإهمال بشكل كبير، أما قصر بيرين الذي تدهور بشكل كلي فأكدت ذات المتحدثة بمواصلة السعي إلى جرده وتصنيفه ومن تمّ إخضاعه للترميم والإستغلال السياحي.
 ونوّهت أيضا إلى السياحة التاريخية التي تعدّ جانبا هاما من السياحة الثقافية وتتجلى في زيارة المواقع التاريخية التي تتوفر عليها المنطقة كمراكز التعذيب إبان الفترة الإستعمارية، كمركز بوسوي، المعصرة والمتحف ناهيك عن الزوايا والمساجد والمدارس القرآنية العتيقة والتي تشكل عنصرا هاما في ما يسمى بالسياحة الدينية.

حركية سياحية بفضل المهرجانات الثقافية تروّج للموروث الثقافي

أما عن الإرث اللامادي فقالت مديرة السياحة، أن الولاية شهدت خلال السنوات الماضية حركية سياحية معتبرة بفضل المهرجانات الثقافية التي نظمت بها على مدار العشر سنوات، كمهرجان الدولي للرقص الشعبي ومهرجان الوطني لأغنية الراي واللذان إستقطبا أعداد معتبرة من السياح من داخل الولاية وخارجها وحتى من الاجانب، ما يعدّ ترويجا حقيقيا للسياحة الثقافية المحلية والتعريف بموروثها اللامادي، الأمر الذي يتطلّب الحفاظ على هذه المكاسب وتشجيع الأنشطة الأندية والمراكز الثقافية التي هي عامل مهم في تنشيط السياحة والثقافة خاصة في موسم الصيف من خلال العروض والحفلات والأنشطة المختلفة، والفنون التشكيلية وعروض الأزياء والمأكولات الشعبية، وتقديم الحرف المحلية وفي هذا الصدد أكدت أن الولاية تضمّ 6166 حرفي من مختلف التخصصات، إستفاد حوالي 1142 منهم من محلات برنامج الرئيس، هذا ويبقى العمل متواصلا لتشجيع الحرفيين في ممارسة وإحياء مختلف الحرف التقليدية التي تعطي دفعا قويا للسياحة المحلية.
وأضافت، أن ولاية سيدي بلعباس وبحكم موقعها الجغرافي المتوسط لستة ولايات بالجهة الغربية، فضلا عن إحتوائها لإمكانات سياحية هامة تؤهلها لتصبح قطبا سياحيا بالمنطقة الداخلية، ومن جملة السياحات التي يمكن تشجيعها بالولاية، نجد السياحة المناخية الإكولوجية، بجبل تسالة، جبل الضاية وبحيرة سيدي محمد بن علي، وسدي صارنو والطابية، السياحة الغابية والتي تعتمد الولاية فيها على المساحات الغابية التي تزخر بها الولاية كغابة بوحريز التي تمّ تأهيلها لإستقبال العائلات.
لتختم حديثها بالتذكير، بأن الولاية استقبلت السنة المنصرمة 1500 سائح أجنبي من خلال العمل، والأعمال التجارية. مذكرة بخارطة الخدمات السياحية بالولاية والتي تضم 14 فندقا بسعة 862 سريرا منها 11 مصنفة و03 في طريق التصنيف، وكذا  32 وكالة سياحية بما في ذلك 4 وكالات تنتظر الإعتماد. كما تجري حاليا الأشغال لإنجاز تسعة مشاريع إستثمارية جديدة بسعة إجماية تقدر بـ 643 سرير، على توفر مع دخولها الخدمة 547 منصب عمل.