طباعة هذه الصفحة

الفنّان والمخرج المسرحي حليم زدام

عزوف الجمهور سببه أنّ الثّقافة هي الحلقة الأضعف في المجتمع

برج بوعريريج: حبيبة بن يوسف

حليم زدام الفنان الممثل والمخرج المسرحي، وواحد من الوجوه البارزة الذي يترأّس فرقة «مسرح التاج» ببرج بوعريريج، يرى أن عزوف الجمهور عن حضور الفعاليات الثقافية سببه ثقافة المجتمع، التي أهملت مكانة الثقافة بشكل مؤسف ومؤلم، بحيث لا تجد الثقافة مكانا لها في إحدى أهم مكونات المجتمع وهي المنظومة التربوية والتعليمية، بحيث تعد الثقافة والنشاط الفني هو الحلقة الأضعف في التربية، وبالتالي أثّر الأمر سلبا على نشر وعي يدفع إلى الإهتمام بالنشاط الثقافي وإعطائه حقّه بالحضور والتفاعل.

ومن بين النقاط التي تسبّبت في العزوف في نظر الفنان حليم هو التغير الكبير والرهيب في نمط حياة المواطن الجزائري، الذي كثرت مشاغله اليومية وانشغالاته وتعدّدت ارتباطاته مع تزايد مصاعب الحياة، بحيث لم يعد أمر العزوف مقتصرا فقط على المواطن العادي، بل في بعض الأحيان حتى الفنانين والناشطين في المجال الثقافي والفني لا يحضرون، مضيفا أن لا مكان للثقافة في السلوك اليومي للسواد الأعظم من الناس، وذلك بالغياب الكلي لتخصيص وقت محدد وثابت للثقافة ولحضور الفعاليات الثقافية المختلفة.
ويؤكّد حليم زدام أن استمالة الآخر والإبتعاد عن ثقافة يحضرها شخوصها فقط يعتمد أساسا على نوعية العروض، فكلّما عوّدنا الجمهور على نشاط ذو نوعية ومستوى وذو جدية، فإنّ الحضور ستكون له استمرارية كما يحدث مع الكثير من الفرق الفنية والشخصيات التي لم تعد تشتكي من عزوف الجمهور بالرغم من كون عروضها غير مجانية، فللإبداع في نظر حليم زدام أثر كبير في استقطاب الحضور.
ويرى حليم زدام أنّ حضور الجمهور من أجل  الحضور الرسمي أو لأجل شخصية سياسية أو إدارية تحضر الفعل الثقافي ثم يغادر مباشرة بعد مغادرة تلك الشخصية يعد سلوكا سلبيا وغير مقبول وغير منطقي، ولا معنى له في الثقافة، باعتبار أن حضور النشاط الثقافي هو بالدرجة الأولى غذاء للروح وترويح عن النفس، فمن غير المنطقي ربطه بشيء آخر غير ما يحدث فوق الركح.
وللخروج من مشكل العزوف واستقطاب الأعداد الكبيرة من الجماهير، يضيف حليم زدام أنّه لا مفر من إعطاء الثقافة حقّها في شتى المجالات، متسائلا: «لماذا يصيب التقشف الثّقافة فقط؟» دون باقي القطاعات؟ بحيث بات من الضروري الإلتفات الحقيقي للثقافة كقطاع هام وإعطائه حقه ماديا ومعنويا من طرف الدولة أولا ثم من طرف الخواص للإستثمار ودعم النشاط الثقافي، معتبرا أن قاطرة الإستثمار الثقافي لابد أن تقودها الدولة أولا لتكون حافزا يجذب الخواص، مضيفا في نفس الوقت أن زمن العروض المجانية لم يعد له مكان، وصار له تأثير سلبي على حضور الجماهير وأهلك الفن بصفة عامة، خاتما كلامه بالمثل الشعبي «شي بلاش ما يحلاش».