طباعة هذه الصفحة

الدكتورة فايزة خمقاني لـ»الشعب»:

مواقع التواصل الإجتماعي رغم ايجابياتها شكّلت أزمة نقدية

إيمان كافي

فرضت مواقع التواصل الاجتماعي واقعا جديدا وأثر تواجدها تأثيرا واضحا في حياة وسلوكات الأفراد اليومية، إذ لم تعد جزءا من أحداث فقط بل تجاوزت في أحيان كثيرا هذا الوصف إلى صناعة الحدث في حد ذاته، وقد سمحت بإيجاد مساحة وفضاء لمختلف الأشخاص والأجناس على غرار المثقفين من كتّاب، أدباء أساتذة وأصبحت متنفسا يوميا للكثيرين للحديث عن نشاطاتهم اليومية ونشر أعمالهم الأدبية أو العلمية وما إلى ذلك، وقد طرح في حقيقة الأمر هذا الواقع تساؤلات عديدة حول أهمية هذا الفضاء الإفتراضي بالنسبة للأفراد خاصة بعد ملاحظة تنامي استخدامه في الوسط العام.
من هنا انطلقت الدكتورة فايزة خمقاني في حديث لـ «الشعب» عن أبرز الخصائص والفوائد التي أوجدتها مواقع التواصل الاجتماعي وتأثير ذلك على الواقع بشكل عام، بالتطرق لإيجابيات استخدامها وتأثيرها وسلبيات ذلك على حد سواء.
 في توضيحها لعدد من الأمور الإيجابية الناجمة عن استخدام المثقفين لوسائط التواصل الإجتماعي اعتبرت محدثتنا أن هذه المواقع سهلت وصول المعلومة للمتلقي، ووجد المثقف فيها متنفسا يطرح فيها أفكاره ويستمع لآراء الآخرين، ويستفيد منها، كما ساهمت في خلق قاعدة قرائية واسعة للكتاب لأن الأديب ينشر كتاباته وأخباره وعناوين منشوراته فيتعرف عليها القارئ بسهولة، وقد يدفعه نقاش ما أو مقال وربما تهجم على الكتاب للبحث عنه بفضول أكبر، كما ساهمت بعض المبادرات المميزة كمبادرة أهدِ كتابا لمن تحب التي أطلقها الروائي عبد المنعم بن السابح في توسيع دائرة المهتمين بالقراءة وبالتالي المهتمين بالمبدع نفسه وخلقت علاقات صداقة بين الكاتب والقارئ.
 تؤكد أيضا الدكتورة فايزة خمقاني أن مواقع التواصل الاجتماعي على غرار الفيس بوك مثلا قد غيرت من طبيعة العلاقة بين المرسل والمتلقي بعد أن قلصت المسافة بينهما وخلقت وضعا جديدا أكثر مرونة في التواصل والنقاش ما بين الطرفين.
 إلا أنها وعلى الرغم من كل ذلك، أكدت أنه لا يمكن تجاهل بعض الآثار السلبية التي خلفها استخدام هذه المواقع من الجميع ذلك أنها فتحت في واقع الأمر المجال واسعا أمام من هبّ ودبّ و ألبست سترة الشاعر والأديب لكل من يبحث عن الشهرة والنجومية وشكلت أزمة نقدية كبيرة، لأن الدوافع لم تعد جودة النص من عدمها، بل أصبحت توّجهها دوافع العلاقات الشخصية والمصالح والمحاباة وأحيانا جمال عيون الكاتبة وقدها للأسف الشديد فأضرت بالأدب وخلطت الموازين والمعايير.