طباعة هذه الصفحة

الأستاذ بن قراش فتح الله لـ»الشعب»

لا جدوى من الاحتفال دون تثمين قيم العلم والعمل

سيدي بلعباس : غ شعدو

أفاد الأستاذ بن قراش فتح الله مدير ملحقة محوالأمية وتعليم الكبار لولاية سيدي بلعباس أن الاحتفال بيوم العلم أرتبط ارتباطا وثيقا بشخصية العالم المجدد الشيخ عبد الحميد بن باديس فأصبح سنة حميدة ترسخت في تراثنا المعاصر.
 
لكن هذا لا يمنع من تخليد باقي علمائنا ومفكرينا والاهتمام بما جادت به قريحتهم من علم وفكر ومعرفة، والاستفادة من تجاربهم لبناء مجتمع العلم والمعرفة، فلا جدوى من الاحتفال بيوم علم دون تثمين لقيم العلم والعمل واحترام رجاله وإحلالهم محلاتهم المستحقة.
قال الأستاذ بن قراش أن: «الاحتفالات تتكرّر كل سنة بفعاليات متنوعة لكنها خالية من روحها الحقيقية، حيث يعتبرها الكثيرون بالروتينية والتي لا تخرج عن النمطية، فالكل يعرف أن الاحتفالات جاءت لإحياء ذكرى العلامة عبد الحميد بن باديس، لكن القلة القليلة من يعرف بمنهجيته في تحصيل العلم وموقفه من التواصل العلمي بين الأمم والحضارات وغير ذلك من مآثره وكنوزه العلمية، فالوفاء لهذه الشخصية ضروري نظرا لما قام به في تثبيت قيم العروبة والإسلام وإنارته لدروب الأجيال خلال الفترة الاستعمارية وبعدها وامتداد إشعاعه إلى يومنا هذا، فهو شخصية  تستحق أن نتوقف عندها ونعطي لمحات عن حياته للأجيال الصاعدة، حتى تتخذ منه مثلا يقتدى به في الحياة العلمية والمعرفية. لكن الأمر لا يجب أن يتوقف عند هذا بل يتعداه إلى دراسة فكره وتلقينه للأجيال لخلق جيل كالذي تمناه العلامة».
وأضاف بن قراش قائلا: «أن المؤسسات التربوية وعلى اختلاف أطوارها وكذا الهيئات والجمعيات الثقافية والدينية والعلمية اعتادت على تنظيم مختلف النشاطات من مسابقات فكرية، معارض، أمسيات شعرية، ملتقيات، حيث تتنوع الاحتفالات والأماكن المقامة بها لكنها تلتقي في رواق واحد وهو الإحياء الروتيني لليوم»، مضيفا أن «معظم التظاهرات المقامة تكون جوفاء من مضمونها المتعلق بالعلم ورجالاته ومآثرهم، ومنهجياتهم الحياتية، التي من المفروض أن تلقن للأجيال، خاصة للتلاميذ باعتبارهم جيل الغد الذي يحتاج للتزود بالعلم ومعرفة سير الأعلام والإقتداء بهم في الحياة عامة، وفي الحرص على أخد العلم، ومواكبة كل جديد في مجاله، وكذا مواكبة متغيرات العصر، مع التمسك الشديد بالمبادئ والمقومات الراسخة».
كما يجب توظيف التكنولوجيات الحديثة في الاحتفال بيوم العلم ـ يضيف الأستاذ - خاصة على مستوى المؤسسات التربوية، بعد أن أثبتت الطرق التقليدية فشلها في التواصل مع تلاميذ الجيل الحالي المرتبطين أشد الارتباط بالوسائط التكنولوجية الحديثة، هذه الأخيرة التي فرضت نمطا جديدا وجب إتباعه حتى في إقامة الاحتفاليات سواء كانت علمية أو ترفيهية، بدليل أن النشاطات التي يطلب من التلميذ إنجازها من مسرحيات وبحوث عن يوم العلم مثلا لم تعد تأتي أكلها، حيث يصل إليها التلميذ بنقرة واحدة على الحاسوب عكس التلميذ سابقا الذي كان يكد ويجد من أجل صياغة بحث أو مسرحية يلقيها يوم الاحتفال. وأكد أن إحياء يوم العلم لا يجب أن يرتبط فقط، بالتذكير بسيرة العلامة بن باديس فقط بل يتعداه إلى منهجيته وفلسفته الحياتية عموما وإلى تطبيق أفكاره وباقي الأفكار النيرة التي تركها لنا مفكرونا وعلماؤنا مع طرق مختلف أبواب العلم والعمل وزرع حب العلم في نفوس الأطفال، حتى يكبروا على طلبه، ويقدموا شيء ينفع مجتمعهم، وهو ما ينطبق أيضا على الكبار، خاصة فئة الأميين الذين تحدوا الصعاب بعد التحاقهم بمقاعد الدراسة لنيل جزء من علم ينير حياتهم وشعلة تضيئ ذلك الجانب المظلم لديهم، فالعلم ليس مقيّدا بزمن أو عمر فهو فريضة إسلامية وحقّ لكل إنسان.