طباعة هذه الصفحة

مديرة ملحقة ديوان محو الأمية بورقلة لـ«الشعب»

الشكل النمطي للاحتفال بيوم العلم أفرغه من محتواه

ورقلة: إيمان كافي

وجدت مديرة ملحقة ديوان محوالأمية بورقلة ليلى عوام في موضوع يوم العلم ودوره في المساهمة في الرقي والنهوض بهما لخدمة الوطن فرصة للتأكيد من موقعها على أهمية العلم  الذي أكدت في حديثها لـ»الشعب»، أنه نعمة من نعم الله لا يستشعرها الفرد المتعلم بقدر ما يدركها من حرم منه كالأمي الذي فاتته فرصة التعلم، وهذا ما يمكن ملامسته بشكل مباشر لدى الأمي أو الدارس الكبير عند التحاقه بأقسام محو الأمية، حيث أن عزيمته وإرادته تكون أكبر لاستدراك ما فاته ليكون فردا متوازنا في تحديد أهدافه والرقي بفكره وإحداث التغيير الإيجابي الذي ينعكس على شخصيته وبشكل مباشر على مجتمعه أيضا، كل حسب جنسه وسنه وبيئته وتطلعاته ودعم المحيط له.

وعلى الرغم من الأهمية القصوى للعلم ومكانته التي من المفترض أن يحظى بها في كل المجتمعات إلا أن الاحتفال به دخل في أطره وأشكاله النمطية التي أفرغته من محتواه وأفقدته حلته الحقيقية - كما ذكرت محدثتنا - معتبرة أن تقديرنا كمجتمع لأهمية يوم العلم لازال لم يتجاوز تلك الصورة النمطية التي تشكلت لدى كل منا عن يوم العلم والذي ورثه عنا الجيل الجديد أيضا، حيث ظلت منذ زمن المعايير التقليدية التي تسير مثل هذا اليوم الرمز على حالها، حيث مازال هذا اليوم مناسبة تدخل من خلالها المؤسسات التعليمية أو الثقافية في حلقة مركزها هو التاريخ المحدد باليوم ونوع النشاط أو الأنشطة وقطرها الفائز أو الفائزون في عديد النشاطات المبرمجة ومحيطها يمثل الحضور أو الجمهور الذي يهمه السماع عن هذا اليوم وما يمثله، ومن منا لا يتذكر ما كانت تنظمه مؤسساتنا التربوية أو الثقافية من الأنشطة للاحتفال بالمناسبة يوم العلم ومن منا لا يتذكر ما كان ينبغي ارتدائه من لباس مشرّف لهذا الحدث، وكيف أن هذا اليوم يعد مناسبة لتكريم المتفوقين في الدراسة أو منافسة ما.
في حين - تقول عوام - أن حقيقة هذا اليوم أسمى من كلمات بسيطة مخطوطة بحبر لم يعد كذلك الحبر الذي استعمله علماؤنا ومشايخنا للرقي ببلدنا وأمتنا عامة في 16 أفريل، يوم فقدان العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس رحمه الله الذي كانت من وصاياه أحب وطنك ودينك ولغتك وجميل عاداتك، لذلك فإن كل متعلم من بيده إلباس هذا اليوم حلة تليق بمقام شيخنا، خاصة وأن الشكل النمطي ليوم العلم يفقده هيبته التي ينبغي أن تنسج بألياف المعرفة الحديثة والابتكارات والاختراعات العلمية لأبناء هذا الوطن وكل الانجازات التي تتيح لبلدنا الرقي والتقدم وتثمين هذه الأعمال برعايتها على أعلى المستويات لإضفاء السمة التنافسية وليجود كل متعلم بعصارة أفكاره.
وتضيف محدثتنا أن 16 أفريل يوم العلم هو مناسبة وطنية لكن للأسف كل الجهود المبذولة تكون منتشرة وغير موحدة لذلك فهي ترى أن توحيد الاحتفال الوطني السنوي واحتضان فعالياته كل سنة بولاية فكرة رائعة لو جسدت على أرض الواقع من شأنها استرجاع مكانة هذا الحدث وأن يكون صداها أقوى على كل الأصعدة وبذلك تضمن الرسالة الضمنية الصحيحة لهذا اليوم فعاليتها وتأثيرها في الأجيال الجديدة على أن تتقدم كل ولاية بما يميزها في كل المجالات الفكرية والمعرفية وتقدم خيرة ما أنجزه أبناء هذا الشعب بقبضة واحدة.
واقترحت في هذا السياق مديرة ملحقة ديوان محوالأمية بورقلة، أن يكون يوما يُحضّر له على مدار العام وتقام فعالياته كل مرة في ولاية من ولايات الوطن أين يقدم فيه كل مشارك أو ممثل عن ولاية ما أبدع به أو اكتشفه وأنجزه في مجال تخصّصه وهي خطوة من شأنها تشجيع الطاقات ودعمها وكذا المساهمة في إظهار العديد من الكفاءات والمهارات الجديدة للعلن وإتاحة الفرصة أمامها لإمكانية تبنيها والاهتمام بها، خاصة إذا حظيت بالدعم فهدف هذا اليوم ـ حسبها ـ يجب أن يكون اكتشاف طاقات أبناء بلدنا في شتى المجالات والعلوم بطابع تنافسي على أن تكلل الجهود بتبني الاختراعات العلمية والانجازات المختلفة ودعمها أومرافقة من يحتاج للمرافقة والتوجيه في الأدب والفن مع جوائز وطنية تحفيزية، مؤكدة على أنه قد آن الأوان بما أننا نتكلم عن ذكرى رحيل العلامة الذي ناضل وجاهد بعلمه ومعرفته من أجل صلاح هذا البلد بأن لا نسمح لهذه المناسبة المرور دون أن نكون قد أضفنا رصيدا هائلا من المعرفة العلمية والأدبية والفنية لسجل انجازات هذا الوطن.