طباعة هذه الصفحة

محمد بوعلاق مختص في علم النفس التربوي لـ«الشعب»:

تحضير ومراقبة الفقرات التهريجية والتكوين حتميات لا يجب الاستهانة بها

خنشلة: اسكندر لحجازي

ينطلق، محمد بوعلاق المختص في علم النفس التربوي مستشار للتوجيه والإرشاد المدرسي والمهني بقطاع التربية لولاية خنشلة وكذا أخصائي نفساني بجمعية منشطي الشباب ومراكز قضاء العطل لولاية خنشلة، من قاعدة أن «كل نشاط غير محضر مسبقا فهو خطير»، ليشرح لنا ضوابط الفقرة التهريجية حتى تكون سليمة وهادفة في وقعها السيكولوجي والاجتماعي على الطفل بما يضمن نموّه النفساني السليم.
يدرس علم النفس ـ حسب ما أكده بوعلاق ـ في تصريح لجريدة «الشعب»، «الطفل من عدة جوانب تتعلّق بنموه سواء من الناحية الجسمية أو الانفعالية وكذا الاجتماعية والعقلية، ويتفرّع ضمن هذا المجال إلى دراسة سيكولوجية اللعب عند الأطفال بحيث يعد هذا الأخير وسيلة للتنفيس وتحرير الطاقة الزائدة إلى جانب كونه يعتبر علاجا في علم النفس يستخدمه النفسانيون في الكثير من الحالات للكشف عن الاضطرابات النفسية لدى الطفل».
ويندرج حسب محدثنا، فن التهريج ضمن إطار سيكولوجية اللعب من حيث أنه، «نشاط نفسي تربوي هادف معروف يعود بالفوائد الدائمة على الأطفال والقائمين برعايتهم كونه يوفر التسلية يتفاعل معها الأطفال والكبار على حدّ السواء، بحيث يقوم بهذا الدور المهرج بهدف جلب المتعة والسعادة للأطفال من خلال مشاركتهم في فرحتهم بالاستمتاع بالعروض التهريجية المتنوعة».
ونظرا لحساسية هذا النشاط الثقافي الفني كونه يقدم إلى فئة هشّة ـ حسب ذات المصدر ـ، يستوجب توفر شروط ملزمة ومعايير مضبوطة للفقرة التهريجية المقدمة من حيث وجوب وضعها في إطارها التربوي الترفيهي بإخضاعها إلى رقابة مسبقة قبل التقديم، من منطلق قاعدة «كل نشاط غير محضر فهو خطير» حتى تكون فكرتها سليمة وهادفة في وقعها السيكولوجي والاجتماعي للطفل.
وبالتالي، فعلى المؤسسات الثقافية والجمعيات والتعاونيات الثقافية التي تقدّم هذا النوع من النشاط، أن تقوم بعمل تحضيري لكل فقرة تهريجية بطريقة ممنهجة مع ضرورة إشراك مختصين نفسانيين في البيداغوجية التربوية.
أما من ناحية شخص المهرج وتكوينه، قال المستشار التربوي «يجب أن يخضع المهرج إلى شروط معينة تؤهله للقيام بهذا النشاط، خاصة ما يتعلّق بالكفاءة والأهلية لأداء هذا الدور الحساس، وأخص بالذكر المهرج الهاوي الذي يتوجّب عليه الخضوع لتكوين ورسكلة بصفة مستمرة لما لنبل دوره التربوي، يؤهله لتلقي معارف أكاديمية توجه وتصقل موهبته وبذلك يقدم ويصل إلى الهدف المنشود والرسالة الصحيحة بما يحقّق النمو السليم لنفسية الطفل».
وحثّ بوعلاق في هذا السياق، على ضرورة مراقبة نوعية النشاطات المقدمة للطفل في هذا السنّ الحساس من حياته حتى يكون وقع النشاط المفيد ممتدا طوال حياة الطفل، داعيا السلطات المختصة إلى تبني الدراسات الحديثة في هذا المجال والتي تتوجّه إلى تنمية المهارات العقلية العليا لدى الأطفال من خلال استعمال المعنى الرمزي لفن التهريج والمونولوج لتحفيز الخيال لدى الطفل.