طباعة هذه الصفحة

المخرج المسرحي سيد احمد دراوي لـ«الشعب»:

طغيان الجانب التجاري لوسائل الإعلام همّش الفعل الثقافي

بومرداس..ز/ كمال

دعا المخرج المسرحي سيد احمد دراوي، «إلى ضرورة تحرير الإعلام من القبضة التجارية من أجل الاهتمام أكثر بالأنشطة الثقافية المهمّشة في التغطيات اليومية لوسائل الإعلام المختلفة»، معتبرا، «أن قطاع الثقافة وقع ضحية هذا التوجه الذي طغى على حقّ المواطن في إعلام موضوعي ومتوازن، حيث وصل الأمر ببعض الصحافة المكتوبة إلى التخلي نهائيا عن الركن الثقافي اليومي في الجريدة وهو دليل كاف على هذا التهميش»، مثلما قال..

أعتبر الكاتب والمخرج المسرحي سيد احمد دراوي رئيس تعاونية «بذور الفن» في قراءته لدور الإعلام في خدمة الفعل الثقافي ومرافقة المبدعين في التعريف بإنتاجهم الفني والفكري «أن الإعلام الوطني بكل قنواته وخاصة المحلي منه، لم يعد يعطي الاهتمام الكافي لتغطية النشاطات الثقافية التي تقدمها مختلف المؤسسات والمراكز الثقافية والجمعيات الناشطة في الحقل الهام»، واتهم المخرج وسائل الإعلام «بالتقصير والازدواجية في التعامل مع الأحداث التي طغى عليها الجانب السياسي، حيث لم تعد بعض الجرائد يحركها الفعل الثقافي وتقلص المساحة الثقافية لديها شيئا فشيئا حتى اندثرت تماما باستثناء بعض المؤسسات العمومية التي لا تزال تحافظ على هذا التقليد التاريخي ومنها جريدة «الشعب» التي تخصص صفحة يومية وقارة لتغطية الأنشطة الثقافية والفعاليات التي تحتضنها ولايات الوطن.. بالمقابل، نفى المخرج تهمة ربط غياب الاهتمام الإعلامي بتغطية الأنشطة الثقافية بإشكالية المستوى وعدم اهتمام القراء بما يقدم من عمل فني وثقافي من باب تغليب البعد التجاري لهذه الوسائل على نقل أحداث لا تقدم إضافة مادية واشهارية وقال في هذا الخصوص، «قد نتفق على ضعف بعض الأنشطة الثقافية والفنية المعروضة وتغليب الجانب التجاري للمؤسسات الإعلامية لكن في كل الأحوال ليس على حساب الثقافة الوطنية التي تعتبر أساس التطور للمجتمعات بما لها من أهمية في توعية المواطن وحفظ الهوية الوطنية ونقل التراث الفكري والإبداعي من جيل إلى جيل، وبالتالي هي مسؤولية وطنية تتعدى توجهات ورغبة مسؤولي هذه المؤسسات الباحثين فقط عن الربح المادي..
الدعوة إلى تفعيل الحركة الجمعوية ومراجعة مفهوم «الرعاية الرسمية»
وذهب المخرج سيد احمد دراوي أبعد من ذلك، عندما تطرّق إلى إشكالية تراجع دور فعاليات المجتمع المدني على المستوى المحلي بما فيها تلك الناشطة في المجال الثقافي في عهد التعددية على ما كانت عليه من نشاط خلال الحزب الواحد، حيث أشارة، «إلى تعقد الإجراءات الإدارية في الموافقة على مختلف البرامج الثقافية المقترحة وتقديم العروض بالمراكز الثقافية، كما تحوّلت أيضا إجراءات الحصول على موافقة الرعاية الرسمية لوالي الولاية على تنظيم الأنشطة الثقافية إلى عامل معرقل للفعل الثقافي بالنظر إلى كثرة انشغالات المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي التي لا تسمح بمتابعة كل الأنشطة ودعمها. ليدعو في الأخير، «إلى أهمية إعادة بناء مسار الحركة الجمعوية وتفعيل دورها خاصة في المجال الثقافي بالنظر إلى الدور الكبير الذي تقوم به في هذا المجال واحتكاكها الدائم مع وسائل الإعلام المطالبة هي الأخرى باحتضان هذه الحركية والتعريف بها وبمجهداتها للجمهور العريض، على اعتبار أن الإعلام شريك أساسي ويشكل حلقة ربط قوية ودورا فاعلا ليس للقطاع الثقافي فقط إنما لكل المجالات الأخرى السياسية، الاقتصادية والاجتماعية داخل الحركية الشاملة للمجتمع..