طباعة هذه الصفحة

الصحفية منيرة حاج براهيم لـ«الشعب»:

طغت عليه الأخبار السياسية والأمنية والاقتصادية

سيدي بلعباس: غ . شعدو

الإعلام الثقافي ببلادنا غاية منشودة، تقاوم الاحتضار

ترى منيرة حاج إبراهيم صحفية بجريدة «الواست أنفو» الصادرة بسيدي بلعباس أن الإعلام الثقافي لا يزال يقاوم الاحتضار، لندرة الصحف والمجلات المتخصصة والتراجع الكبير للملاحق الثقافية التي كانت تحظى بحيز واسع في سنوات سابقة، فضلا عن تأثيرات ضعف المقروئية وانحظارها في نخب معينة وكذا ابتعاد جزء هام من الصحافة عن وظائفها في تأطير الرأي العام وتثقيفه.

أكدت حاج براهيم أن المتتبع للعلاقة بين الإعلام والثقافة يلتمس ذلك التداخل والترابط سنوات السبعينيات والثمانيات أين كانت الجرائد تخصص صفحات بكاملها للثقافة وتتنافس لاستقطاب أسماء أدبية وفكرية للمساهمة في تحليلاتها ومواضيعها، لكن سرعان ما تقلصت هذه الصفحات إلى مساحات ضئيلة لا تتعدى الصفحة الواحدة ومواضيع لا تعدو أن تكون أخبارا عن مواعيد وأنشطة ثقافية، على الرغم من الطفرة الكبيرة التي تعرفها الساحة الثقافية، سواء على مستوى الإصدارات في الفكر والشعر والقصة وغيرها، أو على مستوى الأنشطة ذات الطابع الثقافي. «ولو قمنا بعملية مسح واسعة للصحف الوطنية التي تُعطي أهمية للمنتوج الثقافي، وتلك التي تخصّص ملحقًا ثقافيا أسبوعيا يتناول الإبداع الأدبي والثقافي ورموزه لوجدناها تعدّ على الأصابع، ما يطرح تساؤلات حول الخطوط التحريرية للمنابر الصحفية ومدى اهتمامها بالمنجز الثقافي».

دعم المنتج الثقافي إعلاميا يخدم الهوية الجزائرية  

 فمجال الإعلام الثقافي المتخصص ـ تضيف المتحدثة - هو رصد للإنتاج الثقافي وتحليله ونقده، ذلك أن المنتوج يفترض أن يجد الدعم من وسائل الإعلام في الترويج له، وتوسيع دائرة المتلقّين والمستفيدين منه، مما يسمح بحركية ثقافية إعلامية وهي الصورة الغائبة عن إعلامنا الحالي بكل أنواعه من مكتوب وسمعي وبصري، على الرغم من أن جل القوانين تنص على تخصيص نصيب للثقافة في هذه المنابر، خاصة ما تعلّق بإعادة الاعتبار للثقافة والهوية الجزائرية والتراث الوطني. وتختلف أسباب هذا الغياب حسب الإعلامية حاج ابراهيم التي أرجعت السبب الأول للوسائط الإعلامية التي لم تعد تقدم الكثير للثقافة وأعطت الأولوية للمواضيع السياسية والرياضية لما لها من إثارة لجلب الجمهور وتسويق المنتوج، وما يتطلبه منطق السوق من مراعاة الربح والخسارة، على أساس أن جمهور المثقفين جمهور قليل مقارنة مع جمهور الرياضة والفن وغيره. أما السبب الثاني فيعود إلى الجانب التكويني باعتبار أن القليل من الصحف والمنابر الإعلامية التي لاتزال تحافظ على صفحاتها الثقافية تسير من قبل صحفيين معروفين بحركيتهم الثقافية وتواجدهم في الساحة عمليا وإبداعيا، أما بقية الوسائل فتعتمد على صحفيين غير متخصصين في المجال الثقافي وهوما ينعكس سلبا على المنتوج الإعلامي، باعتبار أن هذا الأخير يتطلّب درجة من الوعي الثقافي وقدرا من النقد يمَكن المحرر من تقديم ما يرضي القارئ المثقف.

الصحافة الجوارية تواكب الحدث وتلعب دور المنقذ
 هذا ويرجع السبب الثالث إلى اكتفاء المتلقي الحالي بالأخبار العادية وانحصار المعلومة الثقافية لدى نخب معينة، وما زاد من حدة هذا الاختزال، الأدوار التي تلعبها الوسائط التكنولوجية التي باتت تلعب دور الصحافة الموازية التي تجلب لها متتبعين كثر على الرغم من عشوائيتها في معالجة المعلومة ونقلها.
ومع هذا ـ تضيف المتحدثة ـ أن الإعلام الجواري قد ساهم في نشر العمل الثقافي في أوساط الجمهور وذلك من خلال مرافقة التظاهرات الثقافية والفنية المختلفة التي تنظم محليا، وهو ما تقوم به جريدة «الواست أنفو» التي تتابع وبصفة يومية الأحداث الثقافية بالولاية وتنقلها لقرائها، فضلا عن مرافقتها لمثقفي الولاية ومبدعيها وفسح المجال لهم للتعريف بمنتوجهم الفكري وتوصيله للمتلقين. فالإعلامي مطالب بتخصيص حيز محترم للرسالة الثقافية، ومناقشة قضايا الشأن الثقافي، ومطالب أيضا بتأسيس رؤية إعلامية ثقافية تخدم الثقافة الجزائرية التي مازالت غاية منشودة ومغيبة في مختلف الوسائل الإعلامية.