طباعة هذه الصفحة

الإعلامي عبد النور هني:

ندرة الأرشيف وارتفاع تكلفة الإنتاج عوائق يجب تذليلها

المدية: علي ملياني

قال الإعلامي عبد النور هني أحد المهتمين بالكتابة في الذاكرة الوطنية  «أعتقد بأن العمل التاريخي تختلف تصنيفاته بين البحث الأكاديمي الجاف والوثائقي والدرامي، وهذا وفق التطورات الحاصلة في مجال التلقي، أين أصبح المتلقي تستهويه الأعمال التاريخية ذات الطابع الدرامي وبدرجة أقل العمل الوثائقي المصور وبدرجة أقل جدا البحث الأكاديمي الجاف الذي لا تكاد تقرأه إلا النخبة».  وأشار هني صاحب السلسلة التلفزيونية «أخلاق الثورة» قائلا في هذا الصدد «أنه من خلال هذه المعطيات وجب الحديث عن سياسة كتابة جديدة للتاريخ والاهتمام به من زاوية أخرى يتقبلها الطرفين - المنتج والمتلقي. وعن الصعوبات التي يواجهها كمنتج أشار هني إلى أن «تكلفة  العمل الدرامي التاريخي غير متاحة للجميع وهي باهظة جدا، كما أن العمل الوثائقي يعاني بدوره نقصا فادحا في التمويل».
 كما أكد محدثنا بأن «الإشكال الآخر الذي يواجهه صناعة الفيلم الوثائقي هو ندرة الأرشيف أو صعوبة التحصل عليه من المتاحف الوطنية أو المؤسسات التاريخية، إذ بالرغم من حرص وزارة المجاهدين على وضع كل الإمكانيات الموجودة أمام المبدعين والباحثين والفنانين فالمنتج في المجال التاريخي يجد للأسف نفسه مجبرا للجوء إلى شيئين: إما شراء الأرشيف بمبالغ مالية معتبرة أو الاستعانة بما هو متاح والذي بات غير صالح لكثرة استعمالاته». وأضاف الإعلامي قائلا: «إذن إشكالية الاهتمام بالمادة التاريخية موجودة لدى الباحثين والمنتجين والمبدعين ولاحظنا أيضا شغفا كبيرا لدى المواطنين والجمهور العريض من خلال عرض الوثائقي «أخلاق الثورة»  بحلاقاته الأربع، حيت لاقا تجاوبا بالدموع وكانت معظم جلسات العرض تختم بنقاشات حادة جدا لمسنا من خلالها صدقا وحبا وميولا شديدا للثورة ولصناعها».  لكن يتأسف هني، علينا القول بكل صراحة، «إن المجهودات المبذولة إلى حدّ الساعة لا تفي المحطات التاريخية ولا الثورة التحريرية حقهما، خاصة اذا ما تحدثنا عن جيل تغيرت سوسيولوجية التفكير والمشاهدة والحكم لديه»، مشيرا في سياق آخر إلى أن فيلم «دورية نحو الشرق»  قد اثر على سبيل المثال في الجمهور لفترة تزيد عن نصف قرن، لكن الوثائقي لا يصمد أكثر من سنة، أما المكتوب والمدون فلا يقرأه سوى نخبة تحتاجه لتنجز أبحاثها الخاصة».
واختتم هني قوله، إن الوقائع التاريخية والشهادات الحية تعتبر بالنسبة له «مصدرا وأولوية من الأولويات لكتابة أي سيناريو أو الشروع في انجاز أي عمل تاريخي، مشيرا بأن فكرة انجاز السلسلة الوثائقية  أخلاق الثورة انبثقت من حديث حميمي جمعه ذات يوم مع المجاهد بلحاج سلامة عبدالرحمان، كما أن بعض الأعمال الموجودة في أدراجه والتي تنتظر الإنجاز تستقي مصادرها من وقائع تاريخية حقيقية».