طباعة هذه الصفحة

مدير الثقافة لولاية سوق أهراس الطاهر عريس لـ«الشعب»:

المسرح الروماني واجهة فنية تفتقد إلى برامج لبعثها من جديد

حاوره: سمير العيفة

تتربّع ولاية سوق أهراس على قلعة أثرية تعاقبت عليها العديد من الحضارات، وأجمل ما يميزها المسرح الروماني لـ»خميسة» هذا الركح الأثري الذي قاوم عوامل الاندثار والزوال ولازال قائما خاصة بعد إعادة تأهيله، لتبعث فيه من جديد العديد من الأنشطة الثقافية، ولمعرفة البعد الثقافي ودور المسرح الروماني لخميسة حاليا كان لنا هذا الحوار مع مدير الثقافة لولاية سوق أهراس السيد الطاهر عريس.

«الشعب»: تشكّل «خميسة» قلعة أثرية، بمسرحها الروماني العريق، هل لك أن تعطي لنا نبذة عنها؟
الطاهر عريس: أولا شكرا لجريدة «الشعب» إلى هاته الالتفاتة القيمة، حول المواقع الأثرية وخاصة المسارح الرومانية، وإعادة بعثها من جديد، بالنسبة لخميسة تعاقبت عليها العديد من الحضارات عندما استقر الرومان في المنطقة أخذت تسمية «تبرسق النوميدية» وازدوج فيها حكمين إذ استمر الحكم النوميدي نظرا لكثرة السكان المحليين إلى جانب الحكم الروماني في عهد تراجان حوالي القرن الثاني ميلادي بنيت مدينة «خميسة» الرومانية تحت اسم «تبرسيكوم نوميداروم» ثم رقيت إلى رتبة بلدية رومانية تعيش بها قبيلة «بابيرية».
عرفت خميسة أوجّ الحضارة في التعمير وحتى التصدير لمواد مختلفة منها الفخار وزيت الزيتون الوافر الإنتاج، خاصة لمرور وادي مجردة بالمنطقة، كما حلّ بخميسة البزنطيون حوالي القرن السادس ميلادي واحتفظوا بالتسمية النوميدية أي تبرسق.
تأخذ خميسة شكل مثلث تمتد قاعدتها من الجنوب وتتجه قمته نحوى الشمال، تتسّع المدينة باتجاه القمم العليا من حيث تنبع الأودية الثلاثة: مجردة، الكبريت، والدنام، وتتضمن خميسة جزأين أساسيين هما المدينة العتيقة، المدينة الجديدة شهدت توسعات على مر السنين وهذا ما جعل القائمين عليها يبنون ساحتين لتعرف فيما بعد بمدينة الساحتين.
أجريت حفريات بالموقع سنة 1902م نظمها جولي وقزال لترى أجزاء المدينة النور بعدما كانت ركاما تحت الأثرية، ذكر القديس أوغسطين خميسة في كتاباته عندما زار سيرتا لتكريس صديقه بروفوتوروس، وصنفت خميسة ضمن التراث الوطني المحفوظ سنة 1968م. خلال زيارة للموقع الأثري نجد، المسرح، الحمامات،المعبد، الأروقة،البازيليك، قاعة المجلس، القلعة البيزنطية المقابر، الكنيسة الصغيرة،الصهاريج والخزانات، ومعبد نبتون. إلى جانب هذه المعالم الرائعة لمدينة خميسة الأثرية، أيضا قوس النصر، وبوابة تيفاش، والباب التذكاري، حي الصناعات التقليدية والفخاريات والمسبح ذو شكل القيتار. يستطيع زائر الموقع الاستمتاع بالأجواء الرائع لخميسة خاصة من مرتفعاتها ليستنشق نسمات الحضارة وفسيفساء جمال الطبيعة الخلابة.
موقع أثري ومسرح روماني بهاته الجماليات، ماهو حظّ المسرح الروماني لخميسة من البرامج الثقافية؟
 فعلا نحن لم نغفل القيمة الأثرية التاريخية والفنية لمسرح خميسة، ولنا في ذلك العديد من البرامج الثقافية والتظاهرات الدولية التي تمّ تأطيرها من خلال مدرجات المسرح الروماني لخميسة، قبل هذا كنا منشغلين بأشغال ترميم هذا الموقع الأثري الثمين، وتهيئته أمام الحركة السياحية، بعدها مباشرة توجهنا إلى استغلال هذا المسرح العتيق كمنبر لمختلف المهرجانات المحلية وتنظيم برامج ثقافية وطنية ودولية، أيضا لنا ككل عام خلال شهر رمضان برنامج للسهرات العائلية من على ركح المسرح الروماني لخميسة وهي السهرات الرمضانية التي نسهر على تنظيمها للعائلات السوقهراسية.
لنا أيضا البرامج الصيفية والتي تدخل في إطار مختلف الفعاليات الثقافية الوطنية والأيام الثقافية لمختلف ولايات الوطن والتي يأخذ المسرح الروماني حصة الأسد منها، ونبذل في ذلك جهود كبير لتأمين الأمن والمرافقة على مستوى مدرجات المسرح، وكما تعرفون لهذه المسارح الرومانية خصوصية فهي في الهواء الطلق وبالتالي تتضاعف مسؤولياتنا التنظيمية.
للإرتقاء بالحركة الثقافية وإعادة بعث دور المسارح الشعبية، ماهي كلمتك للجهات الثقافية والجمهور الثقافي؟
 أولا، للجهات الثقافية أعيد نفس النداء الذي سبق وأن رفعته في العديد من المناسبات وهوالاهتمام بالمسارح الشعبية وخاصة هاته المواقع الأثرية وإعادة بريقها الثقافي، بغير النشاطات الثقافية تبقى المسارح الرومانية بلا روح نحن في سجال متجدّد في الحفاظ على الامتداد التاريخي الأثري للبلاد وهذا لا يمكن أن يكون إذا لم يتدعّم هذا بالقطاع الثقافي والسياحي.
أما على مستوى الجمهور الثقافي نحن نفتح أيدينا لكل فنان سواء كان وطنيا أو دوليا من أجل تنشيط مختلف الفعاليات الثقافية من وعلى ركح المسرح الروماني ونضع كافة التسهيلات للارتقاء بالعمل الفني لأننا نعتبر هذا، مكسب نعتز به محليا ووطنيا وجزء من تاريخنا الممتد في الحضارات الإنسانية ولكي يعرفنا الآخر يجب الانفتاح على مختلف الثقافات.