طباعة هذه الصفحة

الفنانة القديرة بهية راشدي لـ«الشعب» :

يجب إسناد المسؤوليات إلى أهلها

عنابة: هدى بوعطيح

لا بد من تضافر الجهود من أجل النهوض بالفن الجزائري

 ترى الفنانة القديرة بهية راشدي بأن الفنان يعاني الأمرين في الجزائر، بسبب تجاهل المسؤولين له، مؤكدة أن هذه الفئة لم تحصل إلى يومنا هذا على جميع حقوقها، ولم تصل إلى المكانة التي تستحقها، حيث أصبح الفنان يعمل بدون مقابل لأجل جمهوره، وطالبت بهية راشدي بضرورة إسناد المسؤوليات إلى أهلها وتضافر الجهود من أجل النهوض بالفن الجزائري.. 
أكدت الفنانة بهية راشدي في حديث مع «الشعب»على أهمية أن يضع الفنان يده في يد المسؤول من أجل الثقافة والفن الجزائريين، وتقديم عمل يرضي الجمهور، والذي حين يقابل شاشة التلفاز يكون على يقين بأنه سيشاهد عملا فنيا جزائريا ناجحا، هنا ـ تضيف راشدي ـ بأن المسؤول على قطاع الثقافة يمكنه القول بأنه قام بدوره على أكمل وجه، وقدم رسالته إلى جانب الفنان، واللذان هما مجبران على خدمة الفن الجزائري خدمة لهذا الوطن أيضا.
«برامج تلفزيونية بعيدة عن الجودة»
الفنانة بهية راشدي قالت بأنه علينا أن نتساءل اليوم عن مكانتنا وسط هذا الزخم الفني الهائل عبر العالم الذي يقدم تحفا فنية يستمتع بها الجمهور، سواء في التلفزيون أو في المهرجانات الثقافية، بحيث يكون على يقين بأنه سيمتع جمهوره بأعمال تحمل لمسات فنية رائعة، وفي هذا الصدد أعابت الفنانة راشدي على ما يقدم من برامج تلفزيونية، قائلة بأننا بعيدين كل البعد عن الجودة، وبأن الكم موجود إلا أن الجودة غائبة في أغلب الأعمال، وتساءلت عن قيمنا وثقافتنا وهويتنا، بحيث أنه على العائلات الجزائرية حين تجلس أمام شاشة التلفزيون تتمتع بما يقدم لها من برامج.
وأكدت على أن الفنان في الجزائر يجب أن يكون شخصية استثنائية، وقدوة للجميع في كلامه وثقافته، حيث يجب أن تسلط عليه الأضواء بكل احترام وإعجاب، أما إن مر مرور الكرام فهولا يعتبر فنانا، مشيرة إلى أن هذا الأخير يجب استذكاره في كل مناسبة، وتكريمه ولو بكلمة طيبة، وهو ما يكاد يغيب في الجزائر ـ حسب المتحدثة ـ حيث إن كيان الفنان ينهار ويموت موتا بطيئا يوميا.
ودعت الفنانة القديرة بهية راشدي إلى ضرورة إسناد المسؤوليات إلى أهلها، على اعتبار أنه لا يشعر بالفنان إلا الفنان «وما يحس بالجمرة غير لي عفس عليها» كما قالت، ومن تُسند له الأمور عليه أن يتحمّل المسؤولية كاملة دون خوف أوتردد أوبروتوكولات أثناء اتخاذ القرارات، مؤكدة في ذات السياق أنه على الجميع تحمل المسؤولية، حتى نصل على الأقل إلى 30 في المائة لحمل تسمية فنان.
كما أشارت إلى دور الإعلام في نقل هموم ومشاكل الفنان الجزائري بكل مصداقية، إلى الرأي العام، على اعتبار أن الفنان لا يمكنه أن ينقل مشاكله بطريقة فوضوية، وليس له الحق في رفع لافتة للمطالبة بحقوقه لأنه ليس لديه قانون يحميه، حيث أصبح يعمل بدون مقابل لأجل جمهوره.
«اليوم الوطني للفنان فرصة لإبراز أهدافنا المستقبلية»
وبخصوص اليوم الوطني للفنان قالت الفنانة بهية راشدي إنه بالنسبة لها يوم كباقي سائر الأيام، على اعتبار أن الفنان لم يتحصل بعد على جميع حقوقه ولم يصل إلى المكانة التي يستحقها، مشيرة إلى أن اليوم الوطني للفنان هوعيد بالنسبة للأشخاص الذين تحقّق حلهم، وللشريحة الذين لهم باع في هذا الميدان، كما أنه عيد للفنانين الكبار الذين يحتفلون بهم لرد الاعتبار لهم وتكريمهم تكريما بمعنى الكلمة.
واعتبرت الفنانة القديرة بهية راشدي هذا اليوم فرصة لتقديم حصيلة سنة كاملة، وإبراز الأهداف المستقبلية والأعمال التي تلم شمل الفنان الجزائري، لا سيما بين الجيل القديم والجديد، كما أنه يوم يجتمع فيه الفنانون في أماكن خاصة وتدشين مساحات أو فضاءات خاصة بهم، حتى نكون في الصورة بمعنى الكلمة ـ تقول بهية راشدي ـ فالفنان في ذلك اليوم هو من يصنع الحدث، بأهدافه المحققة ومشاريعه المستقبلية واحتكاكه مع الشباب الواعد، وتقديم كتب عن سيرته الذاتية، مشيرة إلى أنه بهذه الصورة يجب الاحتفاء بالفنان، وليس من خلال دعوته إلى قاعة والاحتفال به عبر فرقة موسيقية وفقط.
بهية راشدي أكدت أن الفنان الجزائري ليست له ثقافة الدفاع عن بعضه البعض، أو الدفاع عن القانون الذي يحمي شباب المستقبل على وجه الخصوص، قائلة بأن الجيل القديم من الفنانين ناضلوا لأجل فنهم مواكبين مختلف الظروف بحلوها ومرها، وبالرغم من أنهم حققوا نجاحات كبيرة، إلا أنهم لم يصلوا إلى بعد إلى قمة العطاء.  ,