طباعة هذه الصفحة

كناني يشيـد بأهميـتهــا ويحـذر مـن النوايا السيئـة

وهران: براهمية مسعودة

اعتبر الكاتب والمخرج المسرحي، حسين كناني أن «التعاونيات والجمعيات الثقافية مشروع ثقافي اجتماعي حضاري، وتأتي أهميتها في كونها أداة فعّالة جدا في نشر الثقافة والوصول إلى جمهور كبير من كافة الشرائح الاجتماعية، بل وربما بشكل أوسع وأدق من مؤسسات الدولة».

كما أوضح كناني في تصريح لـ«الشعب» أنَّ قطاع الفنون والثقافة بوصفه إحدى الركائز الأساسية في الحياة اليومية لا يستقيم إلَّا بعد غربلة محترفي الفن وعشاقه، مشددا على ضرورة مواجهة جميع المشاكل والصعوبات الداخلية والخارجية التي تمنع الجمعيات من القيام بواجبها كاملا، قصد طرحها ومحاولة إيجاد الحلول الممكنة لتجاوزها.
وتطرّق محدثنا في هذا الصدد إلى غياب الرقابة الإدارية والفنية من قبل الوزارة على أعمال وإنتاجات هذه الجمعيات، محذرا من النوايا السيئة لدى البعض من حيث التصرف بأموال الدعم المخصصة أساسا لإنتاج أعمال فنية.
وأرجع ذلك إلى غياب التخصص الثقافي والفني في إدارة الكثير من الجمعيات، معترفا في الوقت نفسه بوجود النيات الطيبة التي تسعى جاهدة للرقي بالمشهد الثقافي الجزائري، إلا أن النوايا وحدها على حدّ تعبيره لا تكفي لتحقيق الأهداف النبيلة التي قامت من أجلها.
وعلى ضوء ذلك دعا كناني السّلطات المختصة وعلى رأسها وزارة الثقافة إلى ضرورة فرض الرقابة الإدارية والفنية على أعمال وإنتاجات الجمعيات بشتّى الأشكال في سبيل الارتقاء بالمشهد الفني بالخصوص والثقافي ككل، مع تحديد الخيارات ذات الأولوية والسمو بها نحو تأسيس مجتمع مدني مقدر لمسؤولياته على أسس وتبادل الرؤى والأفكار الخلاّقة.
وقدم مقترحات لتصفية القطاع بفرض مهرجان مسرحي عبر ولايات الوطن، يلزم الجمعيات والتعاونيات بالإنتاج ويقوي روح المنافسة فيما بينها، كما طالب بتغيير نمط وطريقة الدعم، بحيث يكون الدعم للجمعيات الناشطة بمالها الخاص حبا في الفن والثقافة وتجميد التراخيص الممنوحة للفئة التي تعتمد كليا على دعم الوزارة لتقدم عملا ما على مدى فترات زمنية طويلة.
وأعرب المصدر ذاته في الختام عن اعتقاده بأن فترة التقشف التي تبنتها الحكومة بسبب الظروف المالية الصعبة التي تمرّ فيها هي مرحلة ايجابية من حيث أنها ستفرز واقعا جديدا محمي من المتطفلين على المجال الثقافي بصفة عامة، وسط تساؤلات عن كيفية تطويع هذه المستجدات لهذا الهدف؟
مع العلم أن حسين كناني، سوري الجنسية مقيم بالجزائر، قدم عددا مهما من الأعمال ضمن الجمعيات والتعاونيات وكذا المسرح الوطني، كما شارك في العديد من المهرجانات والأيام المسرحية، كأيام عز الدين مجوبي بعرض «كلمات متقاطعة» لجمعية الإبداع الثقافية في جليدة بولاية عين الدفلى والطبعة قبل الأخيرة من المهرجان المحترف بعرض «العانستان» بالتعاون مع الجمعية الولائية الثقافية نسمات الفنية بالشلف، كما شارك بنفس العرض هذا العام بتونس الشقيقة ضمن فعاليات اليوم العالمي للمسرح، أيضا «تقاسيم شرقية» مع التعاونية الثقافية الفضاء الثقافي برج الكيفان و»بروفة» مع المسرح الوطني وكذا جمعية اس .او .اس sos ضمن خطة تطوير مسرح الشباب.——