طباعة هذه الصفحة

المسرحي عبد القادر بالكروي :

الراحل عبد القادر علولة أوّل من أسس تعاونية مسرحية

ورقلة: إيمان كافي

ذكر الكاتب المسرحي بالمسرح الجهوي لمدينة وهران عبد القادر بالكروي في حديث لـ»الشعب» أن التعاونيات المسرحية في الجزائر كانت بدايتها في مدينة وهران وأول من أسّس لها هو الفنان المبدع المرحوم عبد القادر علولة، وحملت التعاونية التي أنشأها تسمية تعاونية أول ماي.
لكن قبل التطرّق إلى ذلك ـ يقول محدثنا ـ المسرحي عبد القادر بالكروي، لابد من تقديم عرض استقرائي للمناخ السائد آنذاك والذي فرض على الفنانين منطق البحث عن فضاءات أخرى للممارسة المسرحية خارج مسارح الدولة، خاصة ونحن جميعا نعلم أن في الجزائر كان هناك مسرح وطني ومسارح أخرى جهوية وعددها ثلاثة وهي وهران قسنطينة وعنابة قبل أن تتدعّم ببجاية وبلعباس، في حين كانت هناك حركة مسرحية هاوية وبعض الفرق التابعة للمؤسسات الوطنية وكان من اختار صيغة الفرقة «شبه المحترفة» كتلك التي كان يترأسها الأديب كاتب ياسين بدعم من وزارة العمل قبل أن يفتتح مسرح بلعباس الجهوي ويستقر فيه مع فرقته وكان نظام هذه التجربة الأول في التسيير عكس المسارح المتبقية التي كانت توظّف فنانات وفنانين على أساس شهادة التخرج من برج الكيفان أو بالحضور المميز في المسرح الهاوي. هذا بالإضافة إلى أنه كانت هناك تجربة أخرى للفنان سليمان بن عيسى الذي كان ينشط في فرقة في مؤسسة وطنية قبل أن يؤسس فرقة حرة داخل قاعة ابن خلدون تحت لواء لجنة الحفلات لولاية الجزائر.
قلة الموارد المالية والضغط الإداري عرقلا مسار التجارب المسرحية
بالنسبة للمتحدث، فإن السياق العام الذي نشأت في كنفه فكرة تأسيس التعاونيات الثقافية نتج عن ظروف عامة تتعلّق بالاكتظاظ الذي كان مسجلا في المسارح وقلة الموارد المالية والضغط الإداري الذي بدأ يعرقل مسار التجارب المسرحية، لذلك كان لابد لهذه الفرق من البحث عن إطار آخر يسمح لها بالتواجد للنهوض بتجربتها دون قيود بيروقراطية، وأمام الفراغ القانوني لجأ الفنانون إلى قانون التعاونيات الفلاحية كحل للعمل خارج المؤسسة وكان أولهم الفنان المسرحي الراحل عبد القادر علولة. في حين كانت هناك محاولات أخرى كتلك التي عشتها أنا - يضيف المسرحي عبد القادر بالكروي - ومجموعة من الفنانين الأصدقاء الذين كانوا يمثلون الفرع المسرحي للأطفال بالمسرح الجهوي، حيث بقينا نبحث عن سبل تأسيس فرقة حرة أو مستقلة والتي لم يكون لها وجود في القوانين المعمول بها فقمنا بتكوين «فرقة المصباح» وأنتجنا بإمكانياتنا الشخصية مسرحية «الجلسة مرفوعة» للمخرج والمؤلف بن عودة بختي في سنة 1987 وذلك بحثا عن مساحات جديدة نلتقي فيها وتجمعنا كمجموعة فنية غايتها الفعل المسرحي.