طباعة هذه الصفحة

مدير دار الثقافة بالقليعة:

التعاونيات أكثر تأثـيرا في المشهــد الثقــافي ومعظم الفنانين لا يدركون ضوابط إنشائها

تيبازة: علاء ملزي

أكّد مدير دار الثقافة الدكتور أحمد عروة بالقليعة بولاية تيبازة بوجمعة بن عميروش أنّ التعاونيات الثقافية تعتبر الأكثر تأثيرا على المشهد الثقافي في الجزائر مقارنة مع الجمعيات ومن خلال التجارب السابقة باعتبارها تتشكل من مختصين في المجال، إلا أنّ معظم الفنانين لا يدركون ضوابط انشائها وتسييرها.

قال بن عميروش بهذا الشأن، بأنّ التعاونية الثقافية يتم إنشاؤها برخصة رسمية تمنحها مصالح وزارة الثقافة لمجموعة فنانين تتشكل من 3 أفراد على أقل تقدير بموجب عقد موثق يبرمه هؤلاء فيما بينهم وهو العقد الذي يوضح مهام كل فرد ومجال تخصص التعاونية، إضافة إلى قانونها الداخلي، واللافت في هذا الأمر كون التعاونية يرخص لها بالنشاط وفقا لكون أعضائها من المختصين في الطبع الفني المختار ومن ثمّ فإنّ عطاء التعاونية في الميدان يكون عادة أقوى وأكثر تأثيرا من الذي تقدمه الجمعيات الثقافية وفقا للتجربة الميدانية التي عايشها مدير دار الثقافة بالقليعة والذي سبق له استقبال عدد لا يحصى من التعاونيات الثقافية والجمعيات أيضا في إطار تجسيد التظاهرات الثقافية القارة بالمؤسسة، ولكن الغريب في الأمر حسب مدير دار الثقافة بالقليعة يكمن في كون معظم الفنانين والشخصيات الثقافية لا يدركون الضوابط البسيطة والسهلة التي تحكم التعاونية وتتيح لها ممارسة نشاطها في ظروف مريحة، مما يجبرهم على نهج مسلك إنشاء الجمعيات الذي يتطلّب إجراءات معقدة نسبيا مما أثّر سلبا على انتشار التعاونيات الثقافية عبر الوطن بحيث لا تحوي ولاية تيبازة بأكملها على أية تعاونية إلى حدّ الساعة، في حين أنّها تعجّ بالجمعيات الثقافية التي اكتسحت مختلف الطبوع الفنية والثقافية، ويبقى الرواج المحدود للتعاونيات الثقافية بذلك مرتبطا بتجاهل الفنانين للضوابط من جهة وضرورة الاختصاص في المجال من جهة أخرى.
وفي السياق ذاته، أشار مدير دار الثقافة بالقليعة بوجمعة بن عميروش إلى كون تجربته كإطار بالإدارة المركزية لوزارة الثقافة قبل أن يشغل منصب مدير لدار الثقافة بالمسيلة وبعدها بتيبازة تعجّ بمواقف لافتة مع الفنانين الذين يفتقدون إلى معطيات واضحة حول حقيقة التعاونيات فيما ينصبّ تفكير معظمهم حول ممارسة النشط باسم جمعيات يفترض إنشاؤها، وأبرز بوجمعة بن عميروش حقيقة جهل الفنانين لضوابط التعاونيات من خلال طرح تساؤلاتهم حول كيفيات الاستفادة من المقابل المالي نظير تقديمهم لعروض ثقافية بطبوع متنوعة، وهي المواقف التي تؤكّد جنوح معظم الفنانين لإنشاء الجمعيات مع التخوّف من تعطّل إجراءات إنشائها لأسباب أو لأخرى، في حين يعتبر إنشاء التعاونيات أكثر مرونة وسهولة الأمر الذي لا يدركه الفنانون بالرغم من كونهم من خريجي المدارس والمعاهد والمؤسسات الثقافية المتخصصة.
ولأنّ التعاونيات تقدّم أعمالا فنية محترفة بحكم تخصصها في المجال فإنّها تساهم في تغذية المشهد الثقافي من جهة، كما أنها تتلقى دعما مباشرا من الجهات الوصية نظير مساهمتها في ذلك على عكس الجمعيات التي تخضع عادة لغربلة متواصلة طولا وعرضا لغرض مراقبة نشاطها وتوفير الدعم لها وفقا لما يليق بأهمية مشاركتها في تنشيط المشهد الثقافي، ولكنه بالرغم من ثبوت هذه الحقائق على أرض الواقع إلا أنّ العديد من الجمعيات الثقافية لا تزال تناضل منذ عقود من الزمن من أجل إجبار الجهة الوصية على ترسيم تظاهراتها السنوية القارة دون التفكير في تغيير النمط القانوني للجمعية وتحويلها إلى تعاونية لعلها تؤتي ثمارها في آجال معقولة وقد يرتبط الأمر في الكثير من الحالات بعدم وجود مختصين مؤهلين لافتكاك رخصة النشاط من الوزارة الوصية.