طباعة هذه الصفحة

انتهج طريقة مميّزة في التّحضيرات

«بلماضي» يعيد المنتخب الوطني إلى السّكة الصّحيحة

محمد فوزي بقاص

أعاد المدرب الوطني «جمال بلماضي» الهيبة للمنتخب الوطني بعد 3 سنوات كاملة من التراجع، وفقدان طريقة اللعب المميّزة وروح المجموعة بقيادة كل من (راييفاتس، ليكانس، ألكاراز، ماجر)، الذين أعادوا الخضر إلى النقطة الصفر، بسبب قرارات عشوائية من المكتب المسير السابق والحالي ساهمت في هز عرش الخضر وجعلتهم يفقدون هيبتهم قاريا، بعدما حافظوا على قوّتهم لمدة 8 سنوات متتالية، وتحديدا منذ سنة 2008 التي بدأ المنتخب الوطني يعود فيها على الساحة القارية وضمن التأهل إلى دور المجموعات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، إلى أن تراجع المنتخب من كل الجوانب بعد رحيل المعلم «كريستيان غوركوف» من على رأس العارضة الفنية للفريق الوطني وبدأت معه فترة الانحطاط.

بعد ثلاث سنوات عجاف ضربت استقرار المنتخب الوطني وجعلته يتدحرج في الترتيب العام للفيفا، جاء الفرج من المدرب الجزائري «جمال بلماضي» الذي أبان عن علو كعبه على مستوى الفرق والمنتخبات القطرية لمدة 8 سنوات، أين حصد 9 ألقاب مع لخويا والدحيل، كما توّج مع منتخب قطر بلقبي كأس الخليج وكأس أمم آسيا سنة 2014، ونال أعلى شهادات التدريب في العالم، ليقرر الإشراف على العارضة الفنية للمنتخب الوطني بعدما تأكد من إمكانية تأدية مهامه على أكمل وجه، ورغم قلة خبرته في عالم التدريب إلا أنه عرف كيف يشحن بطريات نجم مانشيستر سيتي «رياض محرز» ورفقاء منذ توليه قيادة العارضة الفنية للمحاربين بتاريخ 02 أوت من السنة الماضية، أين كان أمام ورشة كبيرة لإعادة ترتيب البيت وهو ما نجح في القيام به لحد الآن، بعدما أعاد الفريق إلى السكة الصحيحة وضمن التأهل إلى الدور ثمن النهائي من منافسة كأس أمم إفريقيا الجارية وقائعها حاليا بمصر.
حصيلته إيجابية...
رصيد قائد المنتخب الوطني الأسبق على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني 7 انتصارات وثلاث تعادلات وهزيمة واحدة من أصل 11 لقاء أشرف عليه «بلماضي»، وهي حصيلة أكثر من إيجابية بالنظر إلى الظرف السيئ الذي جاء فيه للإشراف على تدريب المنتخب الوطني المتهلهل والمتأثر من الناحية المعنوية، حيث قرّر التركيز على إجراء مباريات ودية ضد منتخبات من القارة السمراء ولعب مواجهة ودية واحدة ضد المنتخب القطري الذي كان يحضر لنهائيات كأس أمم آسيا التي توج بها، وخلال كل المباريات الرسمية والودية فازت الجزائر على منتخبات قوية على غرار المنتخب العنابي والتونسي وأخيرا المنتخب السنغالي، وهو ما يؤكد قوة المنتخب الوطني أمام المنتخبات الكبيرة، كما تجدد العهد مع الانتصارات خارج الديار، وهو ما كان في لقاء الطوغو الذي فاز بها رفقاء «عطال» برباعية كاملة مقابل هدف وحيد لأصحاب الأرض، وضمنوا به التواجد في العرس القاري الجاري حاليا بمصر.
متابعة «بلماضي» للشأن الكروي في الجزائر ومباريات الخضر، أعطت له صورة واضحة عن المنتخب ونقائصه وهو ما جعله يصحح أخطاء الفريق منذ أول تربص ولقاء، حيث عمل وضع منظومة دفاعية قوية جعلت الفريق أكثر قوة وتجانسا فيما بينه، والدليل أن المنتخب الوطني يعتبر أقوى دفاع في نهائيات أمم إفريقيا منذ انطلاق «الكان» بدون هدف، كما أنه عمل على تقوية الخط الأمامي بتنصيب «بلايلي» على الجهة اليسرى من الهجوم وأعاد الثقة الغائبة عن «محرز»، ومنح الفرصة كاملة لـ «بونجاح» اللاعب الذي كان يسيل له العرق البارد في البطولة القطرية مع الزج بـ «بن ناصر» كرابط بين خطي الوسط والهجوم، وهو ما جعل الفريق يسير كعقارب الساعة رغم وجود بعض النقائص التي وجب تصحيحها وإعادة النظر فيها.
الناخب الوطني عمل مع اللاعبين بصرامته المعروفة، بعدما كان هذا الأمر في السابق أمرا يستهان به خصوصا في تربصات نهاية السنة التي كان يسمح فيها للاعبين المحترفين بالغياب عن تربص نهاية السنة، وتعويضهم باللاعب المحلي الذي كان يعتبر بمثابة عجلة الاحتياط، لكن «بلماضي» غير المفاهيم وجعل الجميع في مستوى واحد، وهو ما أعاد تلك الروح الغائبة، حيث وضع الثقة في خريجي المدرسة الجزائرية، وأرغم لاعبيه على قبول التربص في قطر وسط درجة حرارة لا تطاق ورفع معنوياتهم، وأجربهم على التدرب في درجة حرارة ورطوبة عاليتين، حتى أصبح اللاعبون يطالبونه بعدم إشعال المكيف الهوائي لملعب «جاسم بن حمد» للتعود على الظروف المناخية القاسية، وهو ما جعل كتيبة «بلماضي» تظهر بوجه مغاير وأعطت الثقة لكل الجزائريين بالذهاب بعيدا في المنافسة القارية ولما لا تنشيط المباراة النهائية للمرة الثالثة في تاريخ المنتخب.