طباعة هذه الصفحة

بلماضي «يصنع الفارق» في وقت قياسي

« الخضر » .. أول منتخب يتــــوج في الدورة القـــارية بـ24 فريقـــــــــا

حامد حمور

أقنع المنتخب الوطني كل المتتبعين بمستواه المميّز و توج بلقب كأس إفريقيا للأمم بصفة منطقية بالنظر للمشوار الذي سجله في دورة مصر 2019 حيث أجمع كل الاختصاصيين أنه الفريق الذي قدم أفضل « طريقة لعب « ، و سار بخطى ثابتة نحو اللقب في أول بطولة افريقية خاضها 14 فريقا .. و تمكن الفريق الوطني من الفوز بكل المقابلات و عددها 7 ليرفع الكأس عاليا في سماء القاهرة .


استطاع الناخب الوطني جمال بلماضي في وقت قياسي تحضير تشكيلة متوازنة ، تمكنت من السيطرة على المنافسة القارية بالطول و العرض حيث أن تألق المنتخب الوطني كان ظاهرا منذ المباراة الأولى .. و كانت النتائج باهرة في الدور الأول ب3 انتصارات كلها مقنعة ، و حتى أمام المنتخب السينغالي الذي رشحه الكثير للفوز باللقب .. و كان انتصار زملاء بن العمري على أشبال أليو سيسيه في الدور الأول محفزا اضافيا على قدرات        « الخضر « للذهاب بعيدا في دورة مصر .
تسيير ذكي لإمكانيات التشكيلة
و الأمر الذي زاد من « ذهول « جل المتتبعين هو اقدام جمال بلماضي على تغيير جل التشكيلة في المباراة الثالثة للدور الأول أمام تنزانيا حيث فازت الجزائر بثلاثية بعد أداء في القمة بظهور لاعبين كانوا في الاحتياط ، لكن قادرين على المنافسة بقوة على أماكن كأساسيين أمثال وناس ، تاهرات ، سليماني ...
كما أن اختيار بلماضي لهذه النقطة في المباراة الثالثة هو السماح للأساسيين الاستفادة من الراحة لمدة أسبوع ، و هو الأمر الذي جعلهم يسترجعون امكانياتهم البدنية تحسبا لبقية المنافسة .
بالفعل ظهر « الخضر « أكثر قوة مع بداية المنافسة بنظام « الإقصاء المباشر « و تمكنوا من « إزاحة « منتخب غينيا بثلاثية كاملة في الدور ثمن النهائي ،مقدمين نفس الوجه الذي « تعوّد عليه الجمهور الجزائري منذ بداية المشوار ...
مباراة كوت ديفوار ...
و كانت أصعب مباراة للمنتخب الوطني في الدورة أمام كوت ديفوار في الدور ربع النهائي في واحدة من أقوى و الأحسن المقابلات في الدورة بشهادة كل الاختصاصيين ، و التي انتهت بفوز زملاء محرز بضربات الترجيح .. لقد تميّزت تلك المباراة ب « السوسبانس» الكبير بين فريقين يضمان أسماء لامعة في كرة القدم العالمية .
بالعزيمة و الإرادة و التركيز كانت الغلبة للفريق الجزائري الذي خرج منتصرا في واحدة من أكبر العقبات التي وجدها في طريقه خلال كأس إفريقيا .. و أكد العديد من المتتبعين أن « اللقب سوف لن يفلت من الفريق الجزائري « بعدما شاهدنا في مباراته أمام كوت ديفوار ، انه فريق قوي و متوازن و يلعب بشكل جماعي .
محرز .. يقضي على أحلام
« النسور الممتازة»
و كانت مباراة نصف النهائي أمام العملاق النيجيري الذي قدم الى مصر من أجل التتويج بالنظر لتاريخه في المنافسة حيث أن الفريق الوطني لم يترك الشك يدخل اللاعبين منذ البداية تمكن من الوصول الى شباك « النسور الممتازة « عن طريق فغولي الذي وقع الهدف ، لكن مع مرور الوقت عادت نيجيريا و عدّلت النتيجة .. و في تلك اللحظات كان رد فعل أشبال بلماضي على طريقة الكبار حيث عادوا الى الهجوم بطريقة جعلتهم يتحصلون على فرص كثيرة .. و إحداها في الدقيقة الأخيرة عن طريق محرز الذي أسكن الكرة في الشباك معلنا عن تأهل الفريق الوطني الى الدور النهائي بعد 29 سنة من الانتظار ...
انه هدف تاريخي يبقى في الأذهان لسنوات طويلة كونه حاسم و جميل في نفس الوقت ، حتى أن « النجم النيجيري السابق كانو « أكد أن هدف محرز أثر عليه كثيرا بعدما أتى مع منتخب نيجيريا الى مصر بأمال كبيرة .. « لقد مرّ محرز من هنا « و اقتطع تأشيرة لعب النهائي .
بونجاح .. إرادة كبيرة ..
 و هدف ذهبي في النهائي
في المباراة النهائية بين الجزائر و السينغال اللذان التقيا في الدور الأول ، كانت الكفة من الناحية المعنوية في صالح « الخضر « الذين دخلوا « مباشرة في الموضوع بهدف بونجاح الذي سجل في الدقيقة الثانية مقدما التفوق للفريق الوطني حيث يعتبر مهاجم نادي السد القطري أول من « دشن « حصة الهدافين بالنسبة للفريق الوطني في المباراة الأولى أمام كينيا .. و أخر من أنهى السلسلة أمام السينغال .
لقد صمد الكل أمام حملات الفريق السينغالي الذي حاول العودة في النتيجة حيث أن أحسن فريق في الدورة هو الذي توج باللقب عن جدارة حيث كتب بلماضي و أشباله احد أجمل الصفحات في تاريخ الدورات في القارة السمراء .
انه تتويج يأتي بعد 29 سنة من أول لقب فازت به الجزائر عام 1990 بقيادة المرحوم عبد الحميد كرمالي .
و يمكن القول أن بلماضي عمل في صمت وبطريقة احترافية ، أعطى لكل لاعب دوره الحقيقي في المنافسة حتى أن الجمهور العريض يتفق على أن « المجموعة « كلها هي التي تفوقت كون حتى الاحتياطيين كانوا في نفس الخط من الناحية المعنوية نظرا للجو الذي شكله الناخب الوطني في صفوف « الخضر « .
إسماعيل بن ناصر ..
أحسن لاعب في الدورة
ومستقبل كبير
و بالنسبة للاعبين الذين أبهروا العالم يمكن ذكر في المقدمة لاعب الوسط إسماعيل بن ناصر الذي نال لقب أحسن لاعب في الدورة بفضل دوره الكبير في نتائج الفريق الوطني و إمكانياته الفنية و البدنية حيث « وجد ضالته « في الرسم التكتيكي الذي رسمه بلماضي .
 كما أن عدلان قديورة كان « أقوى « عنصر و صنع الفارق بدور معتبر في وسط الميدان بخبرته و امكانياته المعتبرة .. و عمل كثيرا لمساعدة الدفاع في منظومة تمكن بلماضي من ايجاد حلول لها ، لا سيما بالثنائي المميّز بن العمري و ماندي .. كما أن لاعبي الدفاع على الأروقة كانوا في المستوى حيث أن بن سبعيني قدم الكثير و عطال أكد مستواه قبل أن يتعرض للاصابة و خلفه زفان الذي نجحكثيرا في مردوده و طريقة لعبه الفعالة في الدفاع .
في الهجوم لعب بلايلي ، محرز و بونجاح الدور الذي أعطى قوة حقيقية للتشكيلة الوطنية بفعاليتهم الكبيرة و فوزهم من الناحية الفنية حيث ترك هذا الثلاثي صورا جميلة على قدرات الخط الأمامي لـ«الخضر » ..
مبولحي .. الرزانة و التركيز
و مجهودات كل هؤلاء اللاعبين ترجمت على الميدان كونهم يعلمون أن حارس عرين المنتخب الوطني « يعمل المستحيل « لوقف حملات المنافس .. انه دور الحارس رايس مبولحي الذي كان كبيرا و ساهم في النتائج الباهرة و التتويج .. لقد نال مبولحي لقب أحسن حارس في الدورة بفضل رزانته و تدخلاته البارعة .
فقد كسب مبولحي مع مرور المقابلات نقاطا كثيرا جعلته أفضل حارس في دورة مصر 2019 .. انه تأكيد على مستوى هذا الحارس الذي منذ دخوله كأساسي في عام 2010 أمام انجلترا في مونديال جنوب إفريقيا ، أصبح الحارس رقم واحد للمنتخب الوطني .. « برافو يا مبولحي» على مساهمتك الفعالة في التتويج .. كما كان تتويجك بلقب أحسن حارس في الدورة منطقيا الى درجة كبيرة .