طباعة هذه الصفحة

أشبالها أبطال القارة السمراء:

2019… سنــــــــــــة انتصـــــــــــــارات وأفــــــــراح الجزائــــــــر بامتيـــــــــاز

فريال بوشوية

بعد 29 سنة كاملة، تشاء الأقدار أن تخطف الجزائر نجمتها الثانية، بافتكاكها «الكحلوشة» كما يحلو للشعب الجزائري تسميتها من مصر وعلى أرض ملعب القاهرة الدولي، بالدموع والدم بعد مقابلة ملحمية الثالثة من نوعها تجمعها بالسنغاليين بعد مقابلتي ساحل العاج ونيجيريا، أهداها أشبال بلماضي المحاربون الأشاوس للشعب الجزائري، في العام 2019 عام الانتصارات.

استيقظت الجزائر أمس على فرحة ونشوة الانتصار، بعد تحقيق الحلم الذي طال انتظاره قرابة 3 عقود، بافتكاكها كأس إفريقيا للأمم لثاني مرة، فرح صنعه رفاق رياض محرز، مسجلين إياه بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر، تماما كحراك الجزائر الذي أبهر العالم بأسره، وجعلهم يثنون على الشعب الحر الأبي، الذي لا يرضى له ولبلاده غير الأفضل والأحسن.
بلماضي الذي دخل باب التدريب من أوسع أبوابه، أكد مع المنتخب الجزائري بأنه من طينة الكبار مدونا ضمن قائمة الكبار، الكبار بعملهم بنجاحاتهم وكدهم، حققوا نجاحات مستحقة عن جدارة، لا مكان فيها للحظ أو لأي شيء آخر عدا العزيمة والإرادة، والاجتهاد والكد.
كل مقادير تحقيق الفوز كانت جاهزة، في مقدمتها الروح القتالية والعزم على أن تحيى وتفرح الجزائر وشعبها، موازاة مع مدرب محارب تماما كعناصره ليكتمل فريق وقف معه الشعب وكذلك الدولة الجزائرية وجيشها، الذين رافقوا أبناءهم وآزروهم من خلال جسر جوي إلى آخر الدقائق والثواني مؤمنين بهم وبفوزهم.
الجسر الجوي إلى القاهرة عاصمة أم الدنيا، يأتي بعد الجسر الجوي إلى أم درمان، مؤكدا أن الجزائر ترافق أبناءها أينما حلوا وارتحلوا، وكانت في مستوى الروح القتالية والوطنية التي جعلت الجزائريين محط أنظار العالم، جاهزة حاضرة منصتة لآمال شعب صنع بدوره أبهى الصور من خلال حراك شعبي صدر إلى العالم أحسن صفات الشعب الجزائري الحر والمسالم والمتحضر.
وبدأ الجسر الجوي في مقابلة الربع النهائي بإيفاد 6 طائرات، و9 طائرات في الدور النصف النهائي، لتحط بمطار القاهرة قرابة 30 طائرة بينها 9 عسكرية، نقلت قرابة 20 ألف جزائري لحضور النهائي الذي عاد لأبطال القارة أشبال الجزائر، جسر رسم أسمى صور التآزر بين الدولة والجيش والشعب، وشاءت الأقدار أن تفتك الجزائر الكأس الإفريقية من أرض الفراعنة، الأرض التي لطالما كانت الشاهدة على الروح الوطنية والقتالية لمحاربي الصحراء:
الجزائر التي تكون حاضرة دائما قلبا وروحا قبل كل شيء، لم تصنع الحدث فقط بالفوز أو بالجسر الجوي; بل رسمته بدموع بلماضي وعطال وبونجاح وبدماء بلعمري وكل اللاعبين، الذين قدموا دروسا في الوطنية واللعب التقني وعلى المستوى التكتيكي، والأهم من ذلك لقنت الدروس في حب الوطن والاستماتة من أجله، ولو كان الأمر يتعلق بكرة قدم.
ما تحقق في جزائر 2019 من انتصارات على جميع الأصعدة، سواء تعلق الأمر بافتكاك كأس إفريقيا للأمم، أو التغيير الجذري الذي تنشده في جميع المجالات، يؤكد بما لا يدعو لأي شك، فتح صفحة جديدة يوقعها شباب الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد الذين ساهموا في أن ترفرف الراية الوطنية بألوانها الأخضر والأحمر والأبيض عاليا، الجزائر بطلة القارة السمراء اليوم عن جدارة واستحقاق، ستواصل تحقيق البطولات في كل الميادين بعد دخولها في عهد جديد.