طباعة هذه الصفحة

زكرياء مصيباح (متوسّط ميدان نادي بارادو) لـ «الشعب»:

هدفنا الذّهاب بعيدا في كأس الكاف

حاوره: محمد فوزي بقاص

نملك «سفراء» ممّيزين في الأندية الأوروبية..وهو أمر إيجابي بالنّسبة لنا

بعد التأهل التاريخي لنادي بارادو إلى الدور ثمن النهائي مكرّر من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم إثر إقصاء نادي الصفاقسي التونسي، اتصلنا بالمايسترو زكرياء مصيباح الذي تحدّث لنا عن أهداف الفريق في المنافسة القارية، كما تحدث عن سبب تذبذب نتائج الفريق في بداية الموسم الكروي، مؤكدا في هذا الحوار بأنّ رحيل ثلاثي الفريق لم يكن السبب في ذلك.

- الشعب: تلقّيت إصابة جديدة في كاحل القدم، أوّلا طمئنا على حالتك الصحية؟
  زكرياء مصيباح: صحيح، بعدما اندمجت مع المجموعة قبل ذهاب لقاء نادي الصفاقسي التونسي في إطار الدور ثمن النهائي من منافسة كأس الكونفدرالية الإفريقية، وبعد اللقاء الذي خضناه الأحد لعبنا مباراة ودية ضد الفريق الرديف وتعرّضت لإصابة على مستوى كاحل القدم، الإصابة ليست خطيرة وحسب طبيب الفريق سأبتعد عن المنافسة حوالي 10 أيام فقط قبل أن أعود إلى التدريبات الجماعية، للأسف الشديد لعنة الإصابات تطاردني منذ الموسم الماضي بعدما ابتعدت عن الميادين لمدة 5 أشهر ونصف بسبب كسر في كاحل الساق. الحمد لله هذه مكاتيب وأتمنى أن أتعافى بسرعة، وأن لا تعاودني الإصابة الأولى حتى أتمكّن من اللعب من جديد ومساعدة زملائي فوق الميدان الذي افتقدته كثيرا.
 
-  نتحدّث الآن عن فريقك بارادو، بعدما حقّقتم تأهّلا تاريخيا وأنتم على بعد خطوة للعبور لدور المجموعات؟
 نحن في البطولة الوطنية نعرف مستوانا جيدا، وما يمكننا تقديمه مع أعرق الفرق الجزائرية، لكن المنافسة الإفريقية أمر جديد بالنسبة لنا لأنها أول مرة يخوضها الفريق، والذي يملك في رصيده 4 مباريات قارية منذ تأسيسه، وكانت كلها بأقدام الجيل الحالي الذي يلعب موسم (2019 – 2020)، وهو أمر محفّز ومشرف في آن واحد، دخلنا المباريات الأولى من منافسة كأس الكاف بقوة وعزيمة كبيرتين من أجل التأهل إلى أبعد دور ممكن فيها، وتأكيد مردودنا وأدائنا المميز فوق المستطيل الأخضر الذي نقدّمه منذ صعودنا إلى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، نملك لاعبين ذو جودة عالية ونقدّم مستويات راقية وقوية، وهو ما مكّننا الحمد لله من عبور الدور الأول وفي اللقاء الثاني أقصينا أحد أعرق الفرق الإفريقية، والتي تملك عددا كبيرا من الكؤوس القارية نادي الصفاقسي التونسي بعدما تمكنا من الإطاحة به بالنتيجة والأداء في لقاء الذهاب بملعب 5 جويلية الأولمبي بثلاثة أهداف لهدف وحيد، لنفرض بعدها التعادل هناك بتونس، أعتقد بأن ما حققناه لحد الآن ليس بالأمر الهين وتعبنا كثيرا من أجل بلوغه، الآن القادم أصعب وعلينا أن نعطي أفضل ما لدينا في الدور ثمن نهائي مكرر لاقتطاع ورقة التأهل إلى دور المجموعات ان شاء الله.
 
-   تأهّل جاء في فترة صعبة للغاية بعد سلسلة النّتائج السّلبية في الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم؟
  في أوّل حصّة تدريبية خضناها مع المدرب البرتغالي «شالو»، أكّد لنا بأنّ الفريق سيلعب هذا الموسم على ثلاث جبهات، وانطلاقة الموسم الكروي كانت بإجراء المباراة التمهيدية في كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، الحمد لله نسير جيدا في الهدف الأول للموسم وهو كأس الكاف، أما بالنسبة للبطولة فنتائجنا متذبذبة نوعا ما، ونتمنى أن تكون انطلاقتنا الحقيقية في سلسلة النتائج الإيجابية محليا بعد الفوز المحقق ضد نادي أولمبي الشلف الأخير الذي من شأنه أن يحفز اللاعبين ويعطيهم أكثر ثقة.
 
- حقّقتم ثلاث نتائج إيجابية في الثلاث مباريات الأخيرة بفوزين وتعادل بصفاقس، ويبدو أنّكم بدأتم تجدون معالمكم؟
  لا يخفى عليك بأنّنا قمنا بتربص تحضيري لانطلاق الموسم مختلف تماما عن ذلك الذي قمنا به الموسم المنصرم ولو أن الطاقم الفني تم الاحتفاظ به، حيث تغير العمل كثيرا وكان قاسيا مقارنة بالموسم الماضي، ما جعلنا نلعب مبارياتنا الأولى في البطولة الوطنية بأقدام ثقيلة نوعا ما، نظرا لثقل العمل المنجز في الفترة التحضيرية، ومع مرور المباريات سيتحسن أدائنا أكثر، وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي في نتائجنا المتذبذبة في بداية الموسم، وليس له علاقة بمغادرة الثلاثي (بوداوي، لوصيف ونعيجي) إلى الاحتراف الذي أتمنى لهم بالمناسبة كل التوفيق والنجاح في مشوارهم الكروي، في أكاديمية نادي بارادو سواء بقي اللاعبون أم رحلوا عن الفريق، فهناك دائما الخلف والازدواجية في المناصب، لأنّنا فريق ذو طابع تكويني ونعتمد على الشبان وكل واحد منا يؤدي دوره فوق الميدان، وهناك لاعبين آخرين سيبرزون هذا الموسم، وسيتنقلون بدورهم إلى الاحتراف إن شاء الله.
 
- خصوصا أنّ الهدف رقم واحد لكل لاعب يرتدي قميص بارادو هو السير على خطى «بن سبعيني»، الذي كان أول لاعب يغادر الأكاديمية نحو الاحتراف بأوروبا؟
  صحيح أن الهدف رقم واحد لكل لاعب في نادي بارادو هو البروز والتنقل إلى الاحتراف في أوروبا، لكن لا يجب أن ننسى قاعدة مهمة في الفريق هو أن اللعب الجماعي يجب أن يتغلب على اللعب الفردي، وإذا لم تكن المجموعة مكتملة لا يمكن لأحد أن يبرز ويتنقل إلى الاحتراف، ولهذا كل لاعب يعمل على بروز زميله ليستفيد الجميع.
 
-   ألا ترى بأنّ تواجد عدد كبير من اللاّعبين في كل فئات المنتخبات الوطنية أكسب لاعبيكم بعضا من الخبرة التي سيستفيد منها الفريق في المنافسة القارية التي يخوضها ؟
  نتمنى ذلك، صحيح أنّ بعض لاعبينا شاركوا مع منتخب أقل من 23 سنة في مباريات ودية ورسمية ونفسهم شارك في مباريات المنتخب المحلي، هؤلاء اللاعبين يفيدوننا بمستوياتهم قبل تقمّصهم لألوان المنتخب الوطني، وخوضهم مباريات دولية قارية مع مختلف المنتخبات الوطنية سيكسبهم نضجا أكبر، وهو ما سيكون من دون شك في صالح الفريق واللاعب.
 
-   نعود إليك «مصيباح»، الأحد المقبل ستحتفل بعيد ميلادك 24، تعتبر أقدم عنصر في الفريق وأحد أعمدته، ما هو هدفك رقم واحد هذا الموسم؟
  هدفي الأول هذا الموسم هو أن أشفى، وأن لا تعاودني الإصابة التي كنت أعاني منها الموسم الماضي، هذا هو الأمر المهم حاليا وبعدها عندما أتمكّن من استرجاع إمكانياتي البدنية كاملة وأكون تنافسيا ستكون هناك أهداف أخرى.
 
-   أليس لديك هدف للتّنقّل إلى الاحتراف بداية من الموسم المقبل؟
  بطبيعة الحال، لو لم أتعرّض الموسم المنصرم لإصابة، يمكنني أن أقول لك بأنّني كنت من بين اللاّعبين المتنقّلين مع زملائي إلى الاحتراف بأوروبا.
 
-  آخر سؤال، زملاؤك السّابقون الذين انتقلوا للاحتراف بأوروبا قدّموا وجها مشرّفا على خريجي أكاديمية بارادو؟
  حقيقة، نملك سفراء مميزين في البطولات الاوروبية، وأعتقد بأننا نملك أفضل فريق وأفضل اللاعبين في البطولة الوطنية، ولو أننا لا نملك اسما كبيرا مثل بعض الفرق ولا نملك جماهيرا، لكن عندما تقارن طريقة اللعب أو من حيث قيمة وجودة اللاعبين من الناحية التكوينية، نملك لاعبين مميزين وبإمكانهم اللعب أينما أرادوا، والدليل على ما أقول أن زملائي يلعبون أساسيين في مختلف فرق النخبة وفي البطولات الأوروبية وكذلك التونسية، ما يؤكّد قيمة أكاديمية بارادو، كما أنه يعتبر دافعا بالنسبة لنا لأن كل لاعبينا يمكنهم التنقل للعب في أوروبا، ومنه حمل قميص المنتخب الوطني الذي يبقى حلم كل لاعب جزائري منذ أول يوم لمداعبته الكرة، ولم لا حمل القميص الوطني وأنا في نادي بارادو مثلما فعل ذلك عطّال، بوداوي، موساوي، نعيجي ولوصيف في السابق؟