طباعة هذه الصفحة

تصفيات كأس أمم إفريقيا 2021

« الخضر » يدخلون التأهيليات بالسرعة الخامسة

محمد فوزي بقاص

بلماضي: «نتنقل إلى غابورون من أجل الفوز»

أمطر المنتخب الوطني لكرة القدم شباك ضيفه الزامبي بخماسية نظيفة، سهرة الخميس، بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، لحساب فعاليات الجولة الأولى من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2021 المزمع إقامتها بالكاميرون، وبذلك استهل أبطال إفريقيا غمار التصفيات بقوة وحافظوا على هيبة البطل، معربين عن نواياهم الكبيرة في اقتطاع ورقة التأهل إلى «كان» الكاميرون مبكرا.
واصل المنتخب الوطني الجزائري سلسلة نتائجه الإيجابية و بلغ بذلك 17 مباراة دون هزيمة على التوالي، وواصل «الخضر» تحطيم الأرقام القياسية خصوصا، بعدما باتوا قريبين من تحطيم الرقم القياسي العالمي عند المنتخبات في عدد المباريات دون هزيمة، وهو ما بات يشكل حافزا جديدا للطاقم الفني واللاعبين الذين أكدوا علو كعبهم أمام التماسيح وكشفوا بأن ثلاثية كولومبيا لم تكن وليدة الصدفة.
النتيجة النهائية لا تعكس أطوار الشوط الأول من المباراة التي عانى فيها المنتخب من أجل بلوغ مرمى الحارس «تواستير نساباتا»، حيث وقف أشبال المدرب «أغراي شيانغي» الند للند مع رفقاء القوي «سفيان فيغولي»، أين شلوا كل الهجمات التي قادها الثنائي (محرز وبلايلي)، إلى أن جاء الفرج في الدقيقة 43 من كرة ثابتة جاءت بعد فراغ دام 23 دقيقة، حين قام «محرز» بعمل فردي بعدما مسك الكرة على مشارف منطقة العمليات وأسقط المدافع أرضا بمراوغة جميلة وقذف نحو المرمى بيسراه التي حوّلها الحارس إلى ركنية التي تغيرت على إثرها النتيجة من رأسية «بن سبعيني» الذي خطف الكرة بعدما جاء من الخلف وافتتح عداد الأهداف محررا زملائه والأنصار.
المرحلة الثانية كانت مغايرة للأولى، حيث قرّر مدرب الرصاصات النحاسية الخروج قليلا من منطقته ومحاولة تعديل النتيجة، وهو ما كلفه أربعة أهداف كاملة، حيث جاء الهدف الثاني من ركلة جزاء بعد عرقلة «بلايلي» داخل منطقة العمليات، وهي الضربة التي نفذها هداف المنتخب الحالي «بغداد بونجاح» مسجلا الهدف الثاني في (د 68) الذي كان عنوانا لانهيار الزامبيين، ليستمتع الجمهور الحاضر بقوة في مدرجات ملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة بالعروض والنسوج الكروية الرائعة، حيث قام «عطال» بهجمة خاطفة وسريعة على الرواق الأيمن وحوّل الكرة على الجهة اليسرى ناحية «بلايلي» الذي كان متحررا من الراقية روض وراوغ المدافع ووضع الكرة في الزاوية البعيدة مسجلا هدفا عالميا في (د75)، الآلة الهجومية للمنتخب لم تتوقف عن التهديف خصوصا لما قرر «بلماضي» تغيير خطته المعهودة من (4-1-4-1) إلى (4-4-2) بإشراك «سليماني» كمهاجم ثاني في (د78) وتدعيم الخط الأمامي بالعائد «سوداني» الذي عوض «بلايلي» وهو ما جعل الهجمات أقوى، حيث تمكن الخضر من إضافة الرابع عن طريق «سوداني» في (د85) بقذفة قوية داخل منطقة العمليات معززا بذلك رصيده من الأهداف إلى 23 هدفا في المركز السادس في ترتيب أفضل الهدافين على مرّ التاريخ، ليختتم بعدها «بونجاح» مهرجان الأهداف في (د89) بطريقة رائعة، حيث تلقى كرة دقيقة من «محرز» في العمق حوّلها إلى أحد أجمل الأهداف التي سجلها بألوان المنتخب الوطني، بعدما رفع الكرة فوق رأس الحارس، بالغا بذلك 15 هدفا في مسيرته مع المنتخب ومعدلا رقم الأيقونة «حسان لالماس» وزميله في المنتخب «محرز»، وبهذه النتيجة يحتل الخضر المركز الأول في الترتيب العام عن المجموعة الخامسة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لـ «الكان» القادم.

بلماضي: نقترب من تحطيم الرقم القياسي العالمي
 
الناخب الوطني «جمال بلماضي»، خلال الندوة الصحفية، أوضح بأنه بعد تسجيل ثمانية أهداف كاملة في مواجهتين لا يجب التفكير دائما في الانتصارات العريضة، مستدلا بذلك على المرحلة الأولى التي وجد فيها أشباله صعوبات من أجل وصول شباك المنافس بعد التنظيم الجيد والمحكم للزامبيين على كل الخطوط، وقال «يجب أن نحضر أنفسنا لسيناريوهات مختلفة عندما نلقى صعوبات في التسجيل، لن نكون دائما في أجواء الاحتفال»، وعن ما قيل للاعبين بين الشوطين تحدث قائلا: «أكدت على ضرورة تطوير هجماتنا ونوع من الصبر حين نملك الكرة، لأني شاهدت بعض الأمور الزائدة في المرحلة الأولى جعلتنا نظهر متسرّعين، نظرا للانتشار الجيد للمنافس والرياح القوية التي كانت تهب ضدنا، الأمور صححت ودخلنا أفضل في المرحلة الثانية، والحمد لله أننا تمكنا من تحقيق انتصار عريض مفيد لباقي المشوار».
عن مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية المحققة من قبل كتيبته، حيّا الناخب الوطني جيل 1990 وعلى رأسهم الناخب الراحل «عبد الحميد كرمالي» الذي تمكن من تحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات دون هزيمة التي بلغت 16 لقاء، والذي تم تحطيمه، سهرة أمس، من قبل أشبال «بلماضي»، موضحا بأن الجيل السابق كان يعمل بجد وجنى لقبا مهما في كرة القدم الجزائرية، موضحا بأنه لم يكن يفكر في هذا الرقم لكنها كانت بالنسبة له أمر تحفيزي للاعبين، وقال «أمر جيد أننا تمكنا من تحطيم هذا الرقم ونتمنى أن يحطم هذا الرقم مستقبلا مع الأجيال القادمة، اليوم بلغنا 17 مباراة دون هزيمة، واقتربنا من تحطيم الرقم القياسي العالمي عند المنتخبات، كوننا الآن نحتل المركز الثالث عالميا، وهذا أمر رائع خصوصا أننا مررنا على نهائيات كأس أمم إفريقيا في منافسة قوية ولعبنا ضد منتخبات لا يستهان بها، وكل الفضل يعود للاعبين»

«سوداني» يمنحني حلولا إضافية في المستقبل

«بلماضي» تحدث بإسهاب عن المهاجم العائد للخضر «العربي هلال سوداني»، حيث أعرب عن سعادته الكبيرة لتمكنه من العودة إلى المنتخب وتسجيل هدف خلال أطوار اللقاء وقال عنه «أعلم بأنه عمل بجد للعودة، وأنه قام بمرحلة إعادة التأهيل في قطر، وأظهر شجاعة كبيرة وحبا في العودة إلى الميادين، في سنه ليس من السهل تلقي إصابة على مستوى الرباط الصليبي، وليس من السهل العودة إلى المستوى العالي، عمل بجد ولم يرد اعتزال الميادين بإصابة، أرفع له القبعة، كان لدي الكثير من الخيارات في مقدمتها «ديلور»، لكني فضّلت «سوداني» مكافئة له على كل هذه التضحيات التي تحدثت عنها ولم يخيّبني ومنحني حلولا إضافية في المستقبل، لدي مشكل كثرة اللاعبين الممتازين الحمد لله وهذا أمر لم نشاهده من قبل في المنتخب».
عن الوافد الجديد متوسط الميدان «هاريس بلقبلة» الذي لعب لقائه الأول بألوان الخضر حين عوض «فغولي»، أكد بأنه كان جيدا وأكد المستوى العالي الذي يظهر به مع فريقه في البطولة الفرنسية، موضحا بأنه يلعب بنفس المستوى، منذ انطلاق الموسم، وكل هذه الإشارات جعلته يستدعيه للمنتخب ويمنحه فرصة اللّعب أمام زامبيا، وتحدث عنه «هو لاعب مستقبلي ويمكننا الاعتماد عليه كثيرا».
بخصوص مباراة بوتسوانا، أوضح الكوتش «جمال» بأنه سيتنقل مع أشباله إلى هناك من أجل الفوز والعودة بالنقاط الثلاثة، وقال «بعثة المنتخب متواجدة هناك، وأكدوا لي بأن الميدان غير صالح تماما لإقامة مباراة في كرة القدم، وسنضطر للعب بطريقة مختلفة للعودة بنقاط المباراة».
للإشارة، أجرت العناصر الوطنية حصة تدريبية مباشرة بعد نهاية اللقاء ضد المنتخب الزامبي، كون الخضر كانت بانتظارهم سفرية شاقة، صبيحة الجمعة، باتجاه بوتسوانا، دامت 10 ساعات كاملة، حيث فضّل الطاقم الفني التنقل إلى العاصمة البوتسوانية «غبارون» أربع أيام قبل موعد مباراة الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 حتى يتسنى للاعبين التأقلم مع الحرارة الشديدة المتواجدة هناك في هذه الفترة من السنة.