طباعة هذه الصفحة

مراد سلاطني لـ «الشعب» :

الفـــرق تــعاني من شــح الإمكانيــات الماديــة

حاوره: محمد فوزي بقاص

مستقبل أي فريق مرهون بمستوى مدرسته التّكوينية

 اتّصلنا بالتقني واللاعب الدولي السابق مراد سلاطني، الذي فتح قلبه لـ «الشعب» في هذا الحوار حول الميركاتو الشتوي في الرابطة المحترفة الأولى.
- الشعب: عكس السّنوات الفارطة الميركاتو الشّتوي لهذه السنة كان باردا، ما هو السبب؟
  مراد سلاطني: السبب رقم واحد هو أن الفرق لا تملك الإمكانيات المادية، والفرق القليلة التي تملك إمكانيات لديها مشاكل داخلية وإدارية، أذكر على سبيل المثال البطل الشتوي شباب بلوزداد كانت لديهم صراعات شخصية في الفريق، وهو ما جعلها تفكر في تغيير المسؤولين والمدربين والمناجيرة ولم يفكروا في تعزيز المناصب التي تعرف عجزا، وهو ما جعل الميركاتو الشتوي هذه المرة يكون هادئا وباردا كما قلت، الشباب يملك مجموعة وكتلة واحدة وهناك لاعب واحد متفوق على الجميع هو «سعيود»، والجميع يدافع وهو ما جعل الشباب ينهي مرحلة الذهاب بطلا شتويا، الآن انتدبوا لاعبين «زرارة» و»سويبع» كلاهما لم يكن يلعب بطريقة منتظمة في البرج والوفاق على التوالي، وعند قدومهما لم يكونا في أفضل مستوياتهما، لكن الشباب يعاني من نقص المهاجمين، وربما سيجد الحل فيهم لإنهاء الموسم بطلا.
-  مولودية الجزائر كانت في كل ميركاتو تنتدب ثلاثة لاعبين مثلما يسمح به القانون، لكنها هذا الموسم قامت بالعكس سرّحت لاعبيْـن ولم تنتدب أي لاعب؟
 المولودية مشكلتها خلال الميركاتو كانت في مسؤوليها والصراعات الثنائية التي كانت بين صخري وبطروني، وهو ما جعلهم يفكّرون في كل شيء إلا في الميركاتو والقيام بتعزيزات، تركيزهم كان منصبا في من يقيل من، المولودية تملك إمكانيات مادية لا بأس بها مقارنة مع فرق أخرى، كون الشركة البترولية سوناطراك هي مموّل الفريق، كما أن المولودية هذا الموسم تحتل مركز الوصافة في البطولة وبفارق نقطتين عن شباب بلوزداد البطل الشتوي، وتملك حظوظا كبيرة في التتويج باللقب، وكانت قادرة على انتداب على الأقل لاعب أو لاعبين لتعزيز بعض المناصب التي تعرف عجزا على غرار منصب لاعب محوري لكن لم يكن ذلك، وعندما فريق من حجم مولودية الجزائر بكل إمكانياته المادية لا ينتدب، لن ينتدب البقية الذين يعانون من مشاكل مادية على غرار إتحاد العاصمة الذي فضّل مواصلة العمل مع المجموعة التي بحوزته ومحاولة تسديد ديونه العالقة مع اللاعبين، وهو ما سيجعل اللاعبين المتواجدين في الفريق يكسبون خبرة كبيرة ويكونون أكثر قوة الموسم المقبل، خصوصا أن المجموعة التي يعمل بها «دزيري» كسبت الخبرة القارية بعدما خاضت لحد الآن 8 لقاءات، وواجهت فرقا عريقة في القارة السمراء على غرار الوداد البيضاوي وصان داونز الجنوب إفريقي.
-   بالمقابل شبيبة القبائل استهلكت كل انتداباتها وجلبت ثلاثة لاعبين؟
  شبيبة القبائل جلبت اللاعب «أوسامة الدراجي» الذي كان لاعبا دوليا تونسيا وقائدا في الترجي الرياضي التونسي، قصّته مثل قصة عبد المؤمن جابو، «الدراجي» كانت لديه قيمة كبيرة في الترجي وفي المنتخب التونسي، ويعد من بين أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرة القدم التونسية، خصوصا أنه لعب مع أكابر الترجي وهو في سن العشرين، لكنه حاليا يعاني من نقص المنافسة ومن الجانب البدني وسيكون في فريق جديد ومعطيات كرة القدم ستتغير عنده لأنه الآن سيلعب على العشب الاصطناعي، وهو منذ كان في الفئات الدنيا وهو ينشط على العشب الطبيعي، لا نعرف كيف سيكون دخوله مع الشبيبة، إذا تمكّن في أول ظهور من تحقيق الفوز مع الكناري وساعده المحيط متأكّد من أنّه سيقوم بأشياء جميلة، لكن إذا حدث العكس قد يطيل لكي يتحرّر وقد يفشل كليا في تجربته، أما اللاعبان الآخران اللذان انتدبهما الفريق الليبي «طبال» وخرّيج الأتليتيكو «بولحية» لا أعرف عنهما شيء، وأريد أن أضيف شيء.
-  تفضّل..
  المولودية هذا الموسم انتدبت «جابو» الذي علّقت عليه آمالا كبيرة ووضعوا عليه كل الضّغط، صحيح «جابو» لاعب كبير ويمكنه أن يصنع الفارق من نصف فرصة، لكن لا يجب أن ننسى بأن «جابو» كانت لديه الكثير من المشاكل مع رئيسه السابق «حمار» الموسم الماضي مع فريقه السابق وفاق سطيف، كان يغيب عن التدريبات 20 يوما وبعدها يقاطع التدريبات ويلعب المباريات، هو كان لديه نقص بدني عند قدومه والمولودية دخلت في صراعات داخلية ولحد الآن فريقه الجديد لم يساعده، وهو لم يتمكّن من التحرر.
-  هل ترى بأنّ الحل في ترقية الشباب مثلما فعلته إدارة وفاق سطيف التي رقّت ثلاثة شباب في بداية الموسم كلهم مطلوبون في الفرق الأوروبية؟
  الفرق الأوروبية حاليا أصبحت تهتم بالمواهب الجزائرية الصّاعدة، لعديد العوامل الجزائر بطلت إفريقيا ونادي بارادو سوق لاعبين مميّزين إلى الاحتراف أبانوا عن علو كعبهم، بعدما تأقلموا سريعا في كل الفرق التي تقمّصوا ألوانها، لكن وفاق سطيف اللاعبين الذين وضعوا الثقة فيهم يلزمهم عمل كبير حتى يطوروا إمكانياتهم أكثر، أذكر على سبيل المثال اللاعب «بوصوف» حقيقة هو لاعب موهوب لكنه سجل هدفه الأول بألوان الوفاق ضد مولودية الجزائر، وجاء ذلك بعد مرور 15 مباراة، وهو أمر ضئيل بالنسبة للاعب ينشط في الخط الأمامي خصوصا أنه شاب ومتعطش للتسجيل والبروز، لكنها مبادرة جيدة وتستحق الإشادة والتشجيع من إدارة الوفاق، الآن الفرق الأخرى التي تعاني من الشح المادي هي مرغومة الآن بترقية الشباب، وبما أنّ فرقنا لا تعتني بالشباب وكل الفئات الشبانية في الجزائر تعاني لن تجد ربما أي لاعب شاب يصلح للترقية في أي فريق، فرقنا وضعت الفئات الشبانية في طي النسيان، وتركتها تنشط لكي لا تنزع منها نقاط عند الأكابر.
- في ظل هذه المشاكل يجب العودة إلى التّكوين؟
  ليس في ظل المشاكل حتى في غيابها يجب الاعتناء بالتكوين، مستقبل أي فريق مرهون بمدرسته التكوينية وما تنتجه كل نهاية موسم، المثل الكبير في التكوين في الجزائر هو نادي بارادو وشباب بلوزداد حاليا استأجروا مكانا لتكوين لاعبيهم في السويدانية بغض النظر عن المركز الذي يمتلكونه في خروبة، وهناك أكاديمية الفدرالية في مدينة خميس مليانة في انتظار فتح البقية، بعض الفرق بدأت تفكر قليلا في التكوين لكنها لا تملك المنشآت لذلك، الذي لا يملك مراكز تكوين لا يمكنه الحديث عن كرة القدم.
-   ألا ترى بأنّ مشكل كرة القدم الجزائرية في رؤسائها؟
 لكن عند رحيل الرؤساء الحاليين سيأتي جيل جديد من الرؤساء بنفس النوايا ونفس الأطماع ولن يتغير شيء، المشكل في قانون الجمعيات الذي يسير عليه ذلك الرئيس، يجب إعادة النظر في القوانين ومراقبة أموال الدولة، رؤساء الأندية لا يغادرون مناصبهم لأن هناك ما يوضع في الجيوب لذلك يتحمّلون كل شيء في سبيل ذلك، وإذا تغيرت الأمور سيطهّر المحيط الرياضي وتأتي النتائج، لأن الناس الانتهازيين سيغادرون الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا.