طباعة هذه الصفحة

ساعات على «غلق» سوق التّحويلات الشّتوية

المشاكل المالية للأندية في مقدّمة أسباب «الرّكود»

حامد حمور

 التّقنيّــــون غـــير متحمّسين للاّعـبين الجــــدد لتفــادي «صعوبــة التّأقلـم»

ساعات قليلة تفصلنا عن موعد إسدال السّتار عن فترة الانتقالات الشتوية بالنسبة للأندية المحترفة، إلا أن الأمور لم تكن بالشكل الذي تعوّد الجمهور الرياضي عليها في السنوات الماضية، وهو غياب حركية كبيرة في تحويلات اللاعبين لأسباب عديدة.
ففي الماضي القريب كانت فترة الميركاتو الشتوي مناسبة كبيرة لـ « تهافت» الأندية على استقدام اللاعبين لسد الفراغات التي طرأت على مرحلة الذهاب، بعدما يقوم الطاقم الفني بتحديد بعض المناصب التي لم تكن في المستوى المنتظر..وكثيرا ما سار المسيّرون في هذا المنوال لإعطاء قوة أكثر لتشكيلتهم من خلال رصد الأموال الممكنة لإنجاح العملية.
وفي هذا المجال يمكن الاعتراف أن بعض «الصفقات» كانت جيدة للغاية من الناحية الفنية، لكن أغلبها اتسمت بالفشل، خاصة وأن مشكل تأقلم اللاعبين في فريقهم الجديد بالسرعة المنتظرة لم يكن في الموعد مقارنة بالاستقدامات الصيفية أين يكون اللاعب مع فريقه لفترة طويلة في التحضيرات قبل انطلاق الموسم.

شبيبة القبائل..الاستفادة من 3 لاعبين

ويمكن القول أن بعض الأندية «ضغطت» قبل الميركاتو الشتوي للحصول على 5 إجازات جديدة، قبل أن تصّر «الفاف» على أن العدد هو 3، وعكس ما كان منتظرا حتى جلب ثلاثة لاعبين لم يتم عند أغلب الأندية.
وتكون الظروف المالية الصعبة التي تعيشها الأندية في مقدمة الأسباب التي جعلت الميركاتو الشتوي راكدا، حيث أنّ الإمكانيات غير متوفرة حتى لتسديد أجور اللاعبين الموجودين حاليا..والتأخر في منح مستحقات هؤلاء اللاعبين..فما بالك زيادة ضغط الميركاتو الشتوي الذي يكون دائما في غير متناول الأندية المعنية، والتي تفضل الاستمرار بنفس التشكيلة على البحث عن العصافير النادرة.
ويعتبر فريق شبيبة القبائل الفريق الوحيد الذي استنفد الإجازات 3 القانونية، باستقدامات يراها بعض المتتبعين ضرورية، بالنظر لحاجة الفريق لإحداث توازن في التشكيلة التي تعاني في الأسابيع الأخيرة، وسجلت انهزاما جديدا أمام اتحاد العاصمة يوم الخميس الماضي في مباراة تسوية رزنامة الرابطة الأولى.

غياب المولودية والاتحاد...

كما أنّ شباب بلوزداد الذي أنهى المرحلة الأولى بالفوز باللقب الشتوي سيكون ضمن الأندية المرشحة لنيل لقب البطولة، قام بتدعيم صفوفه بلاعبين اثنين وهما زرارة وسويبع لإعطاء الاضافة في الهجوم ووسط الميدان.
في حين أن أحد الفرق الذي كان «نشطا» بشكل كبير في فترات التحويلات منذ عدة سنوات، غاب «عن الساحة» وهو فريق مولودية الجزائر، الذي بالرغم من مغادرة عنصرين أساسيين لتشكيلته وهما عزي وشافعي، الا أن النادي لم يعوضهما وبقيت الأمور تراوح مكانها، لا سيما وأن الجميع يعرف أن «العميد» لديه الإمكانيات المادية لجلب اللاعبين.
وتكون الأمور التنظيمية والتغييرات على مستوى الطاقم المسيّر من أهم الأسباب، وحتى عدم وجود مدرب رئيسي يكون قد أثّر على عملية الاستقدامات، وسيركز المدير الجديد للمولودية فيما تبقّى من عمر «الميركاتو الشتوي» لمحاولة إنقاذ الموقف، الى جانب جلب مدرب كبير لإعادة المولودية الى السكة.
في حين أن اتحاد العاصمة الذي تعود أيضا على سوق التحويلات، يكون قد قرر عدم خوض غماره والاكتفاء باللاعبين الموجودين، حيث أنه بالرغم من الظروف المالية الصعبة للفريق، الا أن عمل المدرب دزيري بلال ومجهودات اللاعبين جعلت الفريق يسير بشكل جيد من الناحية الفنية، وأكد دزيري أنّه يفضّل التركيز مع اللاعبين الموجودين ولا داعي للقيام بالاستقدامات من أجل جلب وجوه جديدة وفقط...
ولذلك، فإلى جانب الظروف المالية الصعبة للأندية فإن هناك تحوّل في  طريقة تفكير التقنيين فيما يخص «الميركاتو الشتوي»، الذي قد يتراجع أكثر في كل مرة لأن المجهودات والحركية تبرز في سوق التحويلات الصيفية الذي يعطي نتائج أحسن، ويمكن إضافة في هذا الباب «غياب» اللاعبين المميّزين وتقارب المستوى بينهم، الأمر الذي يكبح رغبة المدربين والمسيرين في الاعتماد على عناصر جديدة.