طباعة هذه الصفحة

عبد الغاني هادي (المدير العام لاتحاد العاصمة) لـ «الشعب»:

«الخيار جرى في ظروف جيّدة بفضل وعي الجميع»

حاورته: نبيلة بوقرين

كشف المدير العام لفريق إتحاد العاصمة، عبد الغني هادي، في حوار حصري لجريدة «الشعب»، عن عدة تفاصيل تتعلق بالنادي العاصمي في الجانب الإداري، وكذا المشاكل التي وجدها عندما استلم المهام، وأن الرؤية بدأت تتضح بعد العمل الذي قام به لحد الآن من ناحية إعادة الهيكلة وحل الأمور العالقة بصفة قانونية بهدف توفير الجو المناسب لتجسيد المشروع الذي جاء من أجله، كما تطرّق إلى نقطة تخفيض أجور اللاعبين، مؤكدا أن العملية تمت بالتراضي بين الجميع، ما يعكس درجة الوعي الموجودة لدى المجموعة، وبالإضافة إلى عدة أمور أخرى ستكتشفونها معنا.

- الشعب: ما هي تفاصيل إمضاء اتّفاقية تخفيض الأجور مع اللاّعبين؟
 المدير العام عبد الغني هادي: عشنا مراحل جد صعبة بسبب انتشار فيروس كورونا الخطير، الذي أثّر على كل المجالات بما فيها كرة القدم، حيث توقفت المنافسة منذ فترة طويلة، ولهذا قرّرنا أن نتخذ إجراءات مشتركة مع كل عائلة فريق إتحاد العاصمة، تلك المتعلقة بتخفيض أجور اللاعبين خلال الفترة التي لم تُلعب فيها المباريات بنسبة 27 من المائة، والتي ستكون بمثابة خطوة تضامنية، وتمّت العملية بالتراضي بين الجميع، ولا توجد أي مشاكل في هذا الشأن، جاء ذلك خلال أول إجتماع جمعنا مع كل اللاعبين منذ تولينا مهامنا على رأس النادي والخطوة تمس أشهر أفريل، ماي وجوان، وفي حال إستمر الوضع على حاله ولم تستأنف المنافسة ستمس شهر جويلية أيضا، والحمد لله لمسنا وعيا كبيرا وإحترافية من اللاعبين، ومن دون شك أنها خطوة مهمة للدخول في جو العمل الجماعي والعائلي.
-  كيف تقيّمون الأمور بعد مرور فترة من تولّيكم المهام كمدير عام للإتحاد؟
 عندما تمّ تكليفي بمهمة إدارة إتحاد العاصمة من طرف الرئيس المدير العام لشركة «سيربورت»، عاشور جلول، تشرّفت كثيرا بذلك لأنه فريق كبير بتاريخه والألقاب التي يملكها في رصيده، وأنا كنت أعرفه من الخارج فقط، لكن بكل صراحة وجدت الأمور كارثية من كل الجوانب، ولم يكن هناك وجود لمعنى الإحترافية وتفاجأت كثيرا حيث إنصدمنا بالديون المتراكمة وطريقة التسيير التي كانت منتهجة لا ترقى لما هو معمول به، والنادي كان يسير نحو الهاوية واللاعبين لم يتلقّوا أجورهم، بدأنا في العمل من خلال فتح كل الملفات والوقوف على الأوضاع من خلال دراستها بدقة لأنّني أملك خبرة طويلة في مجال الإدارة، وأنا حاليا أمارس صلاحياتي وفقا للقانون والبنود المعمول بها في كل الشركات بما أن النادي الآن أصبح فرعا من مجمّع «سيربورت»، وهو شركة وطنية، وحاليا الجميع يلاحظ أن الأمور بدأت تتغيّر نحو الأحسن.
- هل تمّ تسديد كل الدّيون؟
 العمل كان على مراحل بداية من دراسة الديون وبداية تسديدها، وهذه الخطوة بلغت مرحلة متقدمة وكل ذلك راجع للعمل الجماعي الذي نقوم به في إتحاد العاصمة لأنّني لا أستطيع إعادة الأمور إلى الطريق الصحيح لوحدي، كما قمنا بإعادة هيكلة الإدارة بكل فروعها لأنّنا وجدنا نقصا كبيرا في اليد العاملة، وظروف العمل بالنسبة للعمال الذين كانوا من قبل لا ترقى للشروط لأنهم كانوا يتعبون كثيرا بسبب الضغط والتهميش، حاليا سننطلق في بناء نادي محترف بأتم معنى الكلمة بالهياكل والهيكلة التي تليق بمؤسسة عمومية حتى يستعيد بريقه وننطلق نحو تحقيق الألقاب في المستقبل، والمرحلة الثانية تتمثل في إعادة ترميم كل المنشآت الخاصة بالإتحاد، وإكمال بناء المشاريع على غرار مركز التكوين والمدرسة بعين البنيان والتي ستكون بمقاييس عالمية، المقهى، محل لبيع الأقمصة، المتحف، ملعب عمر حمادي، إستحداث مكتب للإدارة وكل هذا يتطلب مبلغا ماليا كبيرا من أجل تجسيد كل النقاط المذكورة، وكل هذه الإجراءات مدوّنة وفقا لائحة القانونية باعتباره مالا عامّا وعلينا أن نحسن استغلاله.
- ما هي الإستراتيجية المستقبلية والأهداف المرجُوّة؟
 أكيد أنّنا سنركّز على التكوين من خلال إستغلال المركز الخاص بالنادي الذي سينجز، والذي سيحتوي على ثلاث ملاعب إضافة إلى المرافق الخاصة به وسنستثمر في اللاعبين المُتخرّجين منه لكي تعم الفائدة على الكرة الجزائرية والتألق في الخارج، كما أنّنا الآن وضعنا الأسس الصحيحة من أجل بناء فريق له مكانته الحقيقية في الساحة الكروية الجزائرية والقارية تليق به وبتاريخيه العريق وسجل الألقاب يؤكّد ذلك، أما عن الأهداف أكيد أننا سنلعب على الألقاب محليا وقاريا بعدما أثبت الإتحاد جدارته مؤخرا من خلال التتويج بلقب الدوري بالرغم من الأزمة التي عصفت به، كما أن الجيل الحالي شارك في رابطة الأبطال ما يعني أنه يملك الخبرة والتجربة لتوظيفها مستقبلا، وأنا أعد الأنصار وكل محبي إتحاد العاصمة أنهم سيشاهدون فريقا كبيرا وقويا، حيث سنوفر المحيط الملائم للتركيز على العمل هذه الإستراتيجية التي سنسير عليها، وهناك نقطة مهمة حيث قمنا بالتعاقد مع فندق لكي نضمن الإستقرار ونتفادى التنقلات من مكان لآخر.
- ما هو الدافع الذي جعلكم تتعاقدون مع عنتر يحيى؟
 عنتر يحيى لاعب كبير وأسطورة كرة القدم الجزائرية وله تكوين جيد، حيث يملك عددا كبيرا من الشهادات ومتخلق، كل هذه الأمور جعلتنا نتعاقد معه من أجل تولي مهام المدير الرياضي، وبالرغم من أنه لم يأتي بعد للجزائر بعدما توقّفت الرحلات بسبب جائحة كورونا، لكنه سيأتي مباشرة عندما تعود الأمور لطبيعتها وهو حاليا يتابع الأمور عن طريق تقنية الفيديو. مستقبلا سنستقدم طاقما فنيا جديدا لتولي مهام التدريب لأنّنا نطمح للعودة إلى سكة الإنتصارات وتحقيق النتائج الإيجابية على كل الأصعدة. وفيما يتعلق بمنير زغدود سينتهي عقده وبإمكانه البقاء ضمن الطاقم الفني، من جهة اللاعبين هناك من ستنتهي عقودهم وسندرس الأمر، حيث سنبقي على العناصر التي تقدم الإضافة للمجموعة، وسنستقدم بعض الأسماء ونحن في إتصال معهم لتدعيم بعض المراكز وحسب الحاجة حتى تكون لدينا مجموعة متكاملة وقوية لحصد نتائج إيجابية، وبمعنى آخر يمكن القول أن الإتحاد حاليا خرج من النفق المظلم، وسنفتح صفحة جديدة بحول الله، وأطلب من الأنصار أن يمنحونا بعض الوقت لكي تظهر النتائج على أرض الواقع لأن المأمورية ليست سهلة بالنظر للوضع الذي كان فيه النادي.
- هل أنتم مع أو ضد استكمال المنافسة؟
 بكل صراحة أنا مع فكرة استكمال المنافسة لأنّنا قادرين على العودة للعب على المراكز الأولى، خاصة إذا تم الفصل في القضية المتعلقة بالمباراة مع المولودية لأن نقاطها جد مهمة وبإمكانها أن تبعث التنافس من جديد، وأنا واثق من أن المحكمة الرياضية ستّتخذ القرارات الصائبة وبكل نزاهة، ونحن جاهزون لتطبيق البروتوكول الصحي المطالب به من طرف المسؤوليين لحماية اللاعبين، وفي حال تقرر إنهاء الموسم ستّتضح الأمور ونشرع في التحضير للموسم الجديد لأنّنا لم نتّخذ أي قرار لحد الآن بما أنّنا لا نعرف متى سينتهي الحجر. ومن جهة أخرى أجدّد تأكيدي أنّني سأعمل على فرض الإستقرار، وأتأسّف كثيرا لما حدث مؤخرا بسبب محاولة «عليق» لغلق الحساب البنكي للنادي بالرغم من أنّ القضية موجودة على مستوى العدالة، ولا يمكنه القيام بمثل هذه الأمور، ولكن الأكثر من ذلك أنه ابن النادي وعضو مجلس الإدارة.