طباعة هذه الصفحة

بفضل التربصات الخاصة بالمحليين

لاعبو البطولة الوطنية وجدوا ضالتهم

عمار حميسي

أصبح لاعبو البطولة الوطنية يطمحون للتواجد ضمن صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم، بعدما كان هذا الطموح لا يتعدى درجة الأمل قبل ذلك بما أنّ الأولوية كانت ولا زالت للاعبين الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوربية، وذلك للفارق الكبير في المستوى بين البطولة الوطنية والبطولات الأوروبية بما أنّ هذه الأخيرة تحوز على أقوى الأندية في أوروبا.
لكن تحوّل الأمل إلى طموح ورغبة جامحة من أجل ضمان مكان في قائمة المنتخب، يرجع إلى السياسة الجديدة التي وضعها الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش منذ توليه زمام العارضة الفنية للمنتخب الوطني في أوت 2011، من خلال الاهتمام باللاعب المحلي وإدراجه ضمن مخططاته الفنية والخططية.
 رغبة التقني البوسني في الارتقاء بمستوى المنتخب الوطني جعله يعطي أهمية للاعبي البطولة ولا يقصيهم من مخططاته نهائيا، ويقتل الحافز المتواجد داخلهم
والمتمثل في تمثيل الألوان الوطنية في يوم من الأيام، فهو يراقب كل صغيرة وكبيرة تخصّهم، ونفس الأمر بالنسبة للاعبين المحترفين الذي يتابعهم ويتابع أخبارهم تحسّبا لأيّ طارئ قد يحدث.
وقد ساهم هذا الأمر في تحفيز لاعبي البطولة على بذل مجهودات إضافية على أمل إقناع المدرب الوطني بضمّهم للمنتخب مثلما حدث مع زملائهم، وساهم هذا الأمر في زيادة عدد اللاعبين المحليين في المنتخب وأصبح يقارب النصف من عدد اللاعبين النهائية، وتجلّت هذه السياسة من خلال حضور هاليلوزيتش للعديد من مباريات البطولة الوطنية من أجل التنقيب عن العصافير النادرة التي بإمكانها إعطاء الدعم لـ “الخضر”.
سياسة جديدة تحسّبا لأيّ طارئ
 وحتى يأخذ نظرة معمّقة على القدرات الفنية والبدنية للاعبين المحليين، قرّر الناخب الوطني وحيد هاليلوزيتش اتّباع سياسة جديدة متمثلة في برمجة تربصات خاصة باللاعبين المحليين خارج تواريخ الفيفا تسبق التربصات التي يتم تنظيمها قبل المباريات، ويتم خلال هذه التربصات دعوة ما بين 10 و15 لاعب محلي.
وبعد صعوبات كبيرة واجهها في البداية إلاّ أنّ الناخب الوطني استطاع الوصول للنتيجة التي كان يبحث عنها من خلال استغلال هذه التربصات لفرز اللاعبين، الذين لديهم الامكانيات الفنية والبدنية للعب في المنتخب الأول من خلال إعطائهم الفرصة في المباريات التي يجد صعوبة في سدّ بعض الثغرات التي تحدث بسبب الاصابات أو العقوبات، وكان تواجد اللاعبان بلكالام والمهاجم سليماني مع المنتخب الأول وتقديمهما لمستوى أكثر من رائع خلال المباريات التي شاركا فيها، خير دليل على نجاح السياسة المتّبعة من طرفه، حيث ساهم سليماني في إيجاد الحل للعقم الهجومي الذي عانى منه المنتخب الوطني سابقا، وأعطى بلكالام الأمان للخط الخلفي.
  عملية الفرز متواصلة
 وقد برمج الناخب الوطني العديد من التربصات الخاصة باللاعبين المحليين، واستدعى أبرز العناصر المتألّقة في الفترة الحالية، واستغلّ فترة بروزها أفضل استغلال عكس ما كان يحدث في السابق، فهناك العديد من اللاعبين المحليين لم يستدعوا للمنتخب الوطني خلال فترة تألّقهم مع أنديتهم، والأمثلة عديدة على هذا الأمر لكن الآن الأمور اختلفت كثيرا وأصبح التواجد ضمن التربص الخاص باللاعبين المحليين بمثابة مكافأة للاعبين المحليين المتألّقين خلال الفترة الحالية على غرار بولمدايس وبزاز لاعبا شباب قسنطينة، وما على أمثالهم في البطولة الوطنية الذين يرغبون في التواجد في المنتخب الوطني إلاّ العمل والاجتهاد من أجل تحقيق هذه الرغبة الغير بعيدة.