طباعة هذه الصفحة

مصطفى براف ( رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية ):

العمـــل الجماعــــــي والتنسيــــق ساهمـــــا في فـــوز وهــران باحتضـــان ألعـــــاب 2021

حامد حمور

تحدث ضيف “الشعب” مصطفى براف رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية على مواضيع عديدة تخص الرياضة الجزائرية، لا سيما وأن الحدث كان بارزا في الأيام الأخيرة بعد فوز مدينة وهران بشرف احتضان الألعاب المتوسطية لعام 2021، أين كان الملف الذي قدمته الجزائر جد مقنعا، وحصل على أغلبية الأصوات لتزور هذه الألعاب الجزائر للمرة الثانية بعد الأولى التي كانت في عام 1975، وفي هذا الشأن تحدث براف قائلا : “وهران تعد مدينة كبيرة، تعرف إنجازات معتبرة ومنشآت كبيرة بفضل برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة .. وشرف احتضانها لألعاب 2021 سيكون بمثابة باب مفتوح على جوانب الثقافة والسياحة والرياضة، خاصة وأن وهران بها 120 كلم على المتوسط “.
ويمكن القول أن مدينة وهران كانت في تنافس في هذا الملف مع صفاقس التونسية، أين تم اعتماد استراتيجية من طرف المسؤولين الجزائريين لتقديم ملف قوي وشامل يعطي حظوظا كبيرة للفوز بشرف احتضان الموعد، وعن هذا الملف ذكر رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية : “استراتيجيتنا اعتمدت على ما هو واقعي، أي حول برامج حقيقية وبدأت فعلا في التطبيق على أرض الواقع، ولذلك فإن هذه الاستراتيجية التي عرفت موافقة السلطات العمومية، وكانت متابعة شخصية للملف من طرف رئيس الجمهورية “ .. وركز براف في تدخله على التنسيق والتجانس بين كل المعنيين بهذا الملف والصرامة في تطبيق المخطط الذي أعد لذلك، سواء بالنسبة للخطاب الذي رافق الملف وكذا التنقلات، مشيرا : “تم تنظيم زيارة لكل سفراء بلدان المتوسط بالجزائر إلى وهران، كما قمنا نحن بزيارة 15 بلدا من ضمن الـ 22 للبحر المتوسط الذين يصوتون في بيسكارا، وكان بالفعل ماراطون حقيقي لمدة شهرين، إلى جانب الاتصالات العديدة التي قمنا بها في مختلف المواعيد الرياضية .. ويمكن اعتبار التنسيق الكبير في العمل ساهم كثيرا في هذه النتيجة المعتبرة “.
القرية المتوسطية .. ستكون نموذجية
 وتعد القرية المتوسطية من أهم النقاط المدرجة في المخطط والاستراتيجية التي تم اعتمادها، كون هذه القرية هي التي ستكون في قلب الحدث بالنسبة لإيواء الرياضيين الذين سيشاركون في الألعاب، وهنا أوضح براف : “القرية المتوسطية أعطت ثقة أكبر للبلدان المشاركة بالنظر لأهميتها عندما قدمناها في الشريط قبل التصويت” .. ونشير بهذه المناسبة أن القرية التي ستبنى ستكون نموذجية ويتم تحويلها مباشرة بعد الألعاب إلى قطاع التعليم العالي لإيواء الطلبة، خاصة وأنها تحمل الجديد في طريقة استعمالها وتكون جد مريحة للطلبة، وسيعمم النموذج على الإقامات الجامعية التي سيتم إنجازها في المستقبل حسب ما أعلمنا براف في تدخله خلال هذه الجلسة .
وعن الميزانية التي خصصت للحملة الانتخابية لملف مدينة وهران، فانها ارتكزت على المساهمة الفعالة للخواص لمدينة وهران وكذا ممولي ( سبونسور ) اللجنة الأولمبية الجزائرية، وبلغت المصاريف الكلية 100 ألف أورو ..
وعن رد الفعل الإيجابي جدا والفرحة العارمة التي تبعت هذا الإنجاز الذي لوحظ بالجزائر مباشرة بعد إعلان عن المدينة الفائزة بتنظيم دورة 2021، قال رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية : “كانت فرحة كبيرة وحماس تجاه هذا الإنجاز وشرف احتضان الجزائر لهذه الدورة، خاصة وأن خيبة عدم احتضاننا لكأس افريقيا للأمم 2017 كانت كبيرة .. وبالتالي بفوز مدينة وهران بتنظيم العاب البحر المتوسط نعود لمرتبة بلد كبير في تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى ..و ان نجاح ملف وهران بالنسبة للألعاب المتوسطية ساهم فيه الجميع والمتابعة الشخصية من طرف رئيس الجمهورية كانت جد فعالة “.
علاقات مميزة مع اللجنة الأولمبية الإسبانية
ومن جهة أخرى تقوم اللجنة الأولمبية الجزائرية بنشاط كبير لترقية الرياضة الجزائرية من خلال العلاقات الكبيرة مع اللجان الأولمبية لدول عديدة وكذا شخصيا رياضية عالمية بارزة، من خلال الزيارات التي قام بها في الأشهر الماضية رئيس اللجنة الأولمبية الإسبانية، وكذا رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى الحالي سيباستيان كو، وفي هذا الإطار قال براف : “العلاقات مع اللجنة الأولمبية الإسبانية لديها طابع خاص ورئيسها منحنا الثقة التامة في ملف ترشيح مدينة وهران لاحتضان ألعاب 2021 .. في حين أن سيباستيان كو قدم إلى الجزائر من أجل طلب المساندة من طرف دول افريقية عندما ترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لالعاب القوى، كوني أشغل منصب النائب الأول لرئيس جمعية اللجان الأولمبية الأفريقية .. وعملت كل ما بوسعي لمساعدته، وبالفعل فقد نجح وصار رئيسا للهيئة العالمية لألعاب القوى .. وأظن أن بشخصيته ومعرفته الجيدة للميدان سيعمل الشئ الكثير في صالح هذه الرياضة وان يستفيد عدائينا من نظرة سيباستيان كو لألعاب القوى العالمية، وستكون مهمته إعادة الأمور إلى نصابها في هذه الرياضة على المستوى العالمي كونها مست بأشياء خارجة عن النطاق الرياضي الشفاف بدخول المنشطات وأشياء أثرت على سمعتها “.
احتمال إشراف مدرب أجنبي على المنتخب الوطني لكرة اليد
وعن مشكل المنتخب الوطني لكرة اليد المقبل على البطولة الإفريقية، لكنه لا يتوفر لحد الآن على مدرب، أوضح براف ان المشكل يخص بالدرجة الأولى اتحادية كرة اليد أين حاولنا من جهتنا تقديم لها مساعدة في ملف تعيين مدرب وطني وكنا مستعدين لإضافة حيز من الحصة المالية التي تقدم للمدرب عندما كانت المفاوضات مع بوشكريو، وهذه المفاوضات لم تعط نتيجة .. وأضاف :
«من المحتمل أن يشرف مدرب من صربيا على الفريق الوطني أين كان لي اتصال مع الوزير الصربي للرياضة وهو لاعب دولي سابق في كرة اليد، الذي وعدني بإيجاد مدرب من مستوى عال ستقم مسيرته الذاتية إلى الاتحادية الجزائرية لكرة اليد للبت في الملف، ونحن على استعداد لمساعدتها “
و تحدثنا مع براف حول الرياضة الشعبية رقم واحد في العالم وفي الجزائر، أي كرة القدم وعن الاحتراف الذي يطبق منذ عدة سنوات ببلادنا، فقال رئيس اللجنة الأولمبية : “الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قامت بمجهودات معتبرة في جانب التنظيم وما تأهل المنتخب الوطني مرتين متتاليتين إلى كأس العالم لدليل على العمل الكبير الذي يقام لدى الفاف .. كما أن إنجاز مركز سيدي موسى بمستوى عالمي يعد ثمرة أخرى لهذا العمل .. وفي هذا الإطار يمكن القول أننا تحدثنا مع روراوة ليتم إنجاز مركز جهوي بوهران .. بالإضافة إلى التفكير في إنجاز مراكز جهوية في شرق وجنوب البلاد من أجل إعطاء كل الوسائل لصقل المواهب في ظروف جيدة .. وأمنيتي الكبرى هي رؤية المنتخب الوطني الأولمبي يشارك في الألعاب الأولمبية القادمة بريو دي جانيرو كوننا لم نشارك منذ مدة طويلة في كرة القدم في الأولمبياد”.
الاحتراف في كرة القدم يسير في رواق مناسب
وانتهز براف الفرصة للحديث عن المنتقدين لمستوى الاحترف في كرة القدم الجزائرية قائلا : “الاحتراف في الجزائر يسير في رواق جيد بالرغم من وجود بعض النقائص التي تأتي مع الوقت، في حين أن هناك أشخاص لم يفعلوا أي شئ في صالح كرة القدم من حيث التكوين أو منح الشباب لتجربتهم وهم ينتقدون في كل مرة، وهذا غير منطقي .. في حين ان في ملف الرواتب الكبيرة التي تمنح للاعبين، فأنا ضد تسقيف هذه الرواتب وإنما على هؤلاء اللاعبين دفع قيمة الضرائب .. فالنادي لديه كل الحرية لدفع راتب للاعب، لكن هذا الأخير عليه دفع الضرائب مهما كانت قيمة الراتب .. وان تخصص قيمة دعم الأندية لانشاء مراكز تكوين وتدعيم الفئات الصغرى وفق دفتر شروط “.
واختتم براف حديث بالسعادة الكبيرة التي غمرته بعد فوز مدينة وهران بشرف احتضان الألعاب المتوسطية لعام 2021، بتلقى تشكرات رئيس الجمهورية وكذا تعيينه مواطن شرفي لمدينة وهران .