طباعة هذه الصفحة

“الخضر” عازمون الانطلاق بقوة رغم الغيابات

البحث عن تأهّل ثالث للمونديال يبدأ اليوم من دار السّلام

حامد حمور

يدخل عشية اليوم المنتخب الوطني تصفيات مونديال 2018 من دار السلام بمناسبة مباراة الذهاب من الدور الثاني أمام نظيره التانزاني في مباراة الذهاب المقررة على الساعة ٣٠ : ١٤ بتوقيت الجزائر، على أن تجري مباراة العودة يوم الثلاثاء القادم بالبليدة في دور فاصل، على أن يلعب الدور الثالث للتأهيليات على شكل بطولة مصغّرة.

وبالتالي، فإنّ المباراة تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لـ “الخضر”، الذين يسعون بداية من اليوم إلى تجسيد حلم المشاركة الخامسة في كأس العالم والثالثة على التوالي والمقررة في روسيا، بالاعتماد على الخبرة التي اكتسبها الفريق الوطني من خلال مشاركة أغلب اللاعبين في منافسات دولية عديدة.
غوركوف أمام اختيارات صعبة...
بالرغم من أنه من غير العادة وجد الناخب الوطني كريستيان غوركوف نفسه أمام وضعية جد صعبة قبل التحول الى دار السلام من خلال وجود العديد من الغيابات بسبب الاصابات التي “تهاطلت” على معسكر الفريق الوطني بعدم قدرة كل من فغولي، براهيمي، بودبوز ومصباح. هذا الرّباعي لم يتنقّل إلى العاصمة الزامبية، لكن بإمكان كل من براهيمي، بودبوز ومصباح المشاركة في لقاء العودة بالجزائر.
ومن جهة أخرى، فإنّ تعداد “الخضر” يسمح للطاقم الفني تقديم تشكيلة متكاملة بإمكانها صنع الفارق في هذا اللقاء خارج الديار، خاصة وأن الجانب المعنوي قد يكون في المستوى بعودة الحارس رايس مبولحي الذي استعاد مستواه، وسيكون الحارس رقم واحد اليوم، أين سيعطي ثقة كبيرة لزملائه فوق الميدان، مما سيساعد الفريق الوطني على استعادة توازنه في الخط الخلفي الذي عرف في المدة الأخيرة العديد من التغييرات أثّرت على قوته.
وحسب آخر المعطيات، فمن الممكن جدا أن يجدّد غوركوف الثقة في مدافع شبيبة القبائل خوثير زيتي على الناحية اليمنى للدفاع بالنظر للمردود الذي قدّمه في المباراة الأخيرة أمام السينغال، في حين أن الناحية اليسرى تعود لمدافع نادي نابولي فوزي غولام بشكل منطقي ومحور الدفاع سيشغله كل من بلقروي ومجاني لإعطاء ارتكاز جيد لهذه المنطقة التي قد تتحمل عبء المباراة بالنظر لطابعها خارج الديار بالنسبة لمنتخبنا الوطني.
كما أنّ خط الوسط سيكون بطابع دفاعي أكثر، أين قد يعوّل غوركوف على العائد قديورة وتايدار، بالاضافة إلى مسلوب الذي يساعد الثنائي في استعادة الكرة ومحاولة الانطلاق في هجومات معاكسة بوجود الخط الهجومي، الذي سيكون مشغولا بداية من الوسط من طرف محرز، الذي سيكون له دور هجومي أكثر لفتح الطريق أمام الثنائي سليماني ــ بونجاح لمحاولة مباغثة المنافس في عقر داره، وعدم التركيز إلا على حماية المرمى كون هذه المواجهة فاصلة في مرحلتين، ونتيجة الذهاب لها تأثير مباشر على مباراة العودة المقررة بالجزائر.
الأولوية للتّجربة في أدغال إفريقيا
ويبدو أنّ كريستيان غوركوف قد لا يغامر بإدخال لاعبين لا يحوزون على تجربة كبيرة في أدغال إفريقيا بالرغم من أنّ عدد من المتتبّعين يرون أنّ مدافع نادي مونبلييه بن سبعيني يتمتّع بامكانيات كبيرة في محور الدفاع، كما أنّ غزال أثبت امكانياته في ناديه، لكن قد يعوّل عليه الناخب الوطني في لقاء العودة، لا سيما وأنّه من غير العادة لابد من تسيير المجموعة بذكاء لأنّ موعد مباراة الاياب تجري بعد 3 أيام فقط من لقاء اليوم. وهذه النقطة يكون غوركوف قد ركّز عليها في استراتيجيته التي أرادها أن تكون في تركيز كبير حتى أنّه فضّل البقاء في هذا التركيز ولم ينشط ندوة صحفية قبل الموعد كما جرت العادة قبل كل تربص يجريه
«الخضر”، إضافة إلى تجنب أي تصريح حول وضعيته ومستقبله على رأس المنتخب الجزائري.
ومباراة اليوم ستكون جد صعبة بالنظر الى أن المنافس منتخب تانزانيا سيواجه أحد المنتخبات القوية في القارة السمراء،
والمسيرة التي قدّمها زملاء مبولحي في المونديال الماضي بالبرازيل تعطي للمنتخبات التي يواجهها المنتخب الجزائري رغبة كبيرة لمحاولة تحققيق نتيجة مرضية أمامه، كما أنّ المنتخب التانزاني يضم لاعبين ممتازين على غرار أولوموانغو وساماتا في الهجوم، اللّذان تعرف عليهما الجمهور الجزائري مؤخرا من خلال مشاركتهما في نهائي رابطة الأبطال مع النادي الكونغولي تي بي مازمبي،
وساهم ساماتا في النتيجة الكبيرة لفريقه  وتتويجه باللقب القاري، الأمر الذي يعني ضرورة حراسة هذا الثنائي بشكل كبير.
حذر كبير بوجود ساماتا...
ومن جهة أخرى، فإنّ الفريق التانزاني أجرى تربّصا طويلا بجنوب إفريقيا، تخلّلته بعض المقابلات الودية التحضيرية. في نفس الاطار، طالب رئيس الاتحادية التانزانية لكرة القدم جمال مالينزي من ثنائي تي بي مازمبي أن يكون فعّالا في المواجهة أمام المنتخب الجزائري لزيادة الضغط على “الخضر”.
وعبّر مدرب المنتخب التانزاني مكواسا عن ارتياحه لعدم وجود أيّة إصابة في صفوف تشكيلته، وأضاف: “الفريق يتطوّر من مرحلة لأخرى، وسنلعب من أجل الفوز بالرغم من قوة المنتخب الجزائري وكذا وجود بعض الضغط علينا كون الأنصار سوف يطلبون الفوز”.
والمواجهة ستكون من مستوى كبير على أرضية ملعب “بينجامين مكابا  ناسيونال ستيديوم”، الذي يسع لـ 60 ألف متفرج، ويتميّز بأرضية جيدة التي قد تساعد لاعبي المنتخب الجزائري على تقديم لعب جيد.
وللاشارة، فإن آخر مواجهة بين المنتخبين الجزائري والتانزاني جرت في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012، أين انتهت مباراة الذهاب التي جرت بالبليدة بالتعادل 1 ــ 1،
وكان آنذاك المدرب سعدان على رأس
«الخضر”، في حين أنّ هاليلوزيتش قاد الفريق الوطني في لقاء العودة بدار السّلام،  والذي انتهى كذلك بالتعادل.