طباعة هذه الصفحة

بوعلام لعروم لـ«الشعب»:

«ظاهرة تغيير المدربين عالمية ولا نستطيع القضاء عليها»

حاورته: نبيلة بوقرين

«يجب أن يكون تشخيص جذري للوضع للوصول إلى نتيجة إيجابية»

أرجع المدير الفني الوطني السابق بوعلام لعروم ظاهرة تغيير المدربين التي أصبحت أمرا عاديا في البطولة الوطنية في السنوات الأخيرة، إلى عدم وضع إستراتيجية واضحة من طرف رؤساء النوادي وعدم تحديد الهدف المباشر لهم منذ بداية الموسم الرياضي، إضافة إلى غياب قوانين احترافية وتسيير الأمور بطريقة عشوائية ما خلق خللا كبيرا في معادلة كرة القدم الجزائرية وكان ذلك خلال الحوار الذي خصّ به جريدة «الشعب».
«الشعب»: كيف تعلّق على ظاهرة تغيير المدربين في النوادي الجزائرية؟
«لعروم»: ظاهرة تغيير المدربين عالمية ولا تقتصر على الأندية الجزائرية فقط ولا يستطيع أي أحد القضاء عليها ولكن يستطيع المسؤولين تحديدها أو التقليل منها لأنه من غير الممكن القضاء عليها نهائيا وذلك راجع لعدة أسباب ستعرقل المهمة ولهذا يجب أن تكون دراسة شاملة لهذا الوضع للوصول إلى نتيجة إيجابية في المستقبل بحول الله من خلال وضع القوانين المناسبة التي تحد من هذه الظاهرة.
ما هي الأسباب التي تمنع القضاء على هذه الظاهرة؟
 المشكل المباشر يكمن في رغبة الجميع في القضاء على الظاهرة من رأس الهرم .. ولكن الحل الأنسب يكمن في التشخيص وبعدها العمل على وضع القوانين المناسبة حتى يقضي عليها بطريقة قانونية لأن القضية لا تتعلّق بالقوة من خلال وضع المصلحة العامة لكرة القدم من الأولويات ونبني عليها المصالح الأخرى، ولكن للأسف ليست لدينا مبادئ وقوانين ودائما نلجأ إلى العلاج البسيط للتخفيف من الظاهرة فقط وهذا لا ينفع في إيجاد الحلول اللازمة التي تكون في إطار القانون المدروس وقوي للزمان المكان وفقط.
من هو المتسبب في هذا المشكل حسب رأيك؟
** الميدان مفخّخ في الوقت الراهن ومن الصعب أن يكون هناك تغيير وكل الناشطين في مجال كرة القدم معنيين بهذا الوضع وما زاد من صعوبة المأمورية القوانين الحالية لأنها غير كافية لاحتواء ما يحدث في الوسط الكروي والصعب الوصول إلى نتائج وحلول وكل من الأندية والاتحادية مسؤولين على الوضع ويجب أن يكون عمل جماعي للقضاء عليه هذه الظاهرة السلبية لأنها عديمة الأصل، ولكن الحل الأنسب لا يكمن في رأس الهرم وإنما يجب أن يكون في الجذر حتى نتحكم في الأمور من الأساس وتكون طريقة العلاج أسهل بكثير.  
 هل نفهم من كلامك أن رؤساء النوادي وراء تفشي الظاهرة؟
 الأندية الجزائرية تعاني من غياب الاستقرار ورؤساء النوادي لم يحددوا منهجية عمل وإستراتيجية محكمة وفقا لقوانين احترافية وهم الآن يعملون بطريقة عشوائية وغير عقلانية لا تخدم فرقهم لأنهم لا يعرفون حتى مصالح فرقهم التي يشرفون على إدارتها بدليل أنهم لما يتعاقدون مع المدربين في حالة فسخ العقد تكون تعويضات كاملة وهذه النقطة غير مدروسة وهم المتضرر المباشر من هذه التصرفات لأن الرؤساء هم جزء من تفشي الظاهرة.
 ما هو دور رؤساء النوادي للقضاء على المشكل؟
 عليهم بتحديد مناجير للفريق، لأن هذا الأخير له دور كبير وهو المسؤول عن الأهداف المسطرة خلال الموسم الرياضي، لأنه يحدّد كل الأمور الضرورية سواء فيما تعلّق بالمدرب أو اللاعبين المستقدمين إلا أننا لم نمنح هذا المنصب الأهمية اللازمة رغم وزنه الكبير ورئيس النادي يتدخل بصفة مباشرة وهذا جزء من الخلل الكبير الذي تعيشه كرة القدم الجزائرية، ما يعني أنه لا توجد معادلة كرة القدم في الدوري الجزائري وتبقى ظاهرة تغيير المدربين تتواصل والأمور معقدة أكثر نظرا لغياب إستراتيجية عمل مثلما سبق لي القول في بداية الحديث.
أين يكمن دور المناجير؟
في بداية كل موسم يجب أن تحدّد الأهداف الخاصة بكل نادي وفقا للقدرات المادية والبشرية وما يرغب فيه كل رئيس سواء الأدوار الأولى، أو غير ذلك وهذه المهمة يقوم بها المناجير وليس الرئيس أو المدرب لأنه مسؤول عن اختيار المدرب المناسب بعد دراسة الأمور ولا يكون انتقاء عشوائي مثلما هو حاصل حاليا وبعدها يكون الانفصال بعدما تكون النتائج السلبية ووقفا للمعطيات المتوفرة والطموحات المسطرة وهذه العملية غير موجودة عند غالبية الأندية الجزائرية، مثلما هو عليه الحال في أرسنال لأن فانغير في الأصل مناجير وهذا ما جعله ينجح في مهمته في النادي.
حسب رأيك ما هي الحلول المناسبة؟
 علينا أن نعرف الأسباب وبعدها نذهب لتشخيص الأمور من أجل إيجاد الحلول خطوة تلوى الأخرى حتى تسهل المهمة من خلال وضع إستراتيجية محكمة وتسطير الأهداف المرغوب فيها من طرف النوادي والعمل انتقاء المدرب الأنسب حتى تكون هناك تناقضات، فيما بعد لأن المدرب أكيد أنه سيأتي بإستراتيجية خاصة به ما يجعله يختار بعض اللاعبين وغيرها من هذه الأمور التي تعد عادية، إضافة إلى التركيز على عمل المناجير العام الذي يكون كفء وابن الميدان لكي يكون على دراية بكل ما يدور حوله ولهذا فإن العلاج يكون عبر مراحل عديدة ولكن للأسف الوضع متأزم وأصبحنا في حلقة مفرغة كل طرف يتهم الآخر من الرئيس إلى المدرب، المناجير، الحكم، اللاعب والمتضرر المباشرة كرة القدم الجزائرية أو بالأحرى خطوط متوازية لا تلتقي أبدا.