طباعة هذه الصفحة

عبد الرحمن مهداوي (مدرب وطني سابق) لـ«الشعب»:

الثمار تظهر بعد سنة من العمـل

حاوره : محمد فوزي بقاص

كشف المدرب الوطني الأسبق «عبد الرحمن مهداوي» أن مشكلة إقالة المدربين تعود إلى عدم تطبيق القانون، موضحا على ضرورة سنّ قوانين تحمي المدرب، كما تحدث عن أصحاب مهنته ـ الذين حسبه ـ داسوا على جميع أخلاقيات المهنة وحولوا أنفسهم إلى سلعة تعرض هنا وهناك، موضحا بأنهم يساهمون في هذه الظاهرة بنسبة كبيرة، في هذا الحوار :

«الشعب»: ظاهرة إقالة المدربين كانت ولا تزال تصنع الحدث في المحترف الأول؟
عبد الرحمن مهداوي: الحل يكمن في تطبيق القانون الذي للأسف لا يعار له أي اهتمام رغم أننا في عالم الاحتراف، وأمور مثل هذه تضر بسمعة الفريق وبالمدرب الذي يكون في كل مرة هو الضحية رقم واحد، أعتقد بأنه لا بد من وضع قانون يحمي نوعا ما المدرب الذي يقال أحيانا برسالة قصيرة عبر الهاتف أو يقرأ ذلك عبر وسائل الإعلام، وهذه قلّة احترام لهذه المهنة النبيلة، وعندما نتحدث عن هذه الأمور يجب العودة إلى الحديث كذلك عن تصرفات بعض الزملاء الذين أحيانا هم يساعدون على الإقالة أو في قبول القرار لأنه إما لم يحم نفسه في العقد أو أنه لم يمض عليه أصلا، الأمر الثالث هو رؤساء الأندية يقومون بهذا الأمر لتهدئة الجمهور مؤقتا، وهو حل بسيط للإشكال الذي يمر به النادي، وما هي إلا مرات قليلة التي يتم فيها إقالة المدرب لأسباب فنية لأن النتائج الايجابية لا تتبع العمل المنجز من المدرب، لأن النتائج هي مفتاح بقاء أي مدرب على رأس أي عارضة فنية لأي فريق أو منتخب في العالم، لكن لم نفهم هذا الأمر جيدا، لأن النتائج التي يحققها أي فريق هي خلاصة عمل ومجهود مبذول من قبل الطاقم الفني والطبي والإدارة واللاعبين والمحيط والأنصار.
شاهدنا بأن بعض المدربين يحبذون هذا النوع من الفرق ويبحثون هم عن الإقالة بعد أخذهم لشطر أو شطرين من مستحقاتهم المالية، كي يجددوا الأمر مع فريق آخر ؟
 هذه التصرفات تقام لأن هناك الكثير من المال في كرة القدم والفائدة الفردية لكل واحد تتغلب على الكثير من الأمور، والأموال التي توزع يمينا وشمالا تحتم القيام بهذه التصرفات، للأسف ليست هناك مراقبة، المدرب الذي يقول بأنه قبل كل شيء هو عامل وهو محترف ولا يهمه أن يعمل هنا والأسبوع المقبل في فريق آخر أعتقد بأنه داس على جميع أخلاقيات المهنة، الأمر غير معقول أن تدافع على قيم وتقاليد نادي ما وبعد أسبوع تقوم بنفس الشيء مع نادي آخر وتواجه ناديك القديم، وهذه الأمور تدخل في شخصية المدرب لأن المدرب يجب أن يكون محترما أينما حل وللأسف بعض المدربين حولوا أنفسهم إلى سلعة، والذي يقوم بهذه الأمور تخلى عن حبه لمهنة التدريب ومستحيل أن ينجح في أي فريق كان، لكن هذا الموسم أشكر الفرق التي حافظت على مدربيها وتركتهم يواصلون عملهم سواء الذين يلعبون مقدمة ترتيب المحترف الأول أو الذين يتواجدون في وسط وأسفل الترتيب، لأني أعتقد بأن هذه الفرق فهمت بأن الاستقرار ومتابعة العمل هو أساس النجاح، والعمل الحقيقي في قواعد الكرة تبدأ ثماره تظهر بعد مرور سنة كاملة.
ألا تعتبرون أننا نعير اهتمام أكثر للمدرب الأجنبي؟
 للأسف يجب أن نقولها لا زالت عندنا العقدة اتجاه المدرب الأجنبي، وهذا ما اسميه أنا ظلما في حقّ المدرب الجزائري، لحد الآن لم يجلبوا لنا مدربين أجانب يمكننا الاستفادة منهم في التكوين وفي تطوير كرة القدم الجزائرية واللاعب الجزائري وكبار المدربين في العالم لن يفكروا أبدا في التدريب في الجزائر لأنهم تعودوا على العمل في الاحتراف الحقيقي أين كل شيء يسير على ما يرام، رؤساء الأندية جلبوا لنا مدربين تنقصهم الكفاءة وقليل منهم من كانوا فعالين في بطولتنا، للأسف المدربين الأجانب نجلبهم لإبهار الأنصار وكسب ثقتهم في فترة معينة، ونمنحهم كل الظروف المواتية للعمل ونصبر عليهم عكس المدرب الجزائري.
 المدرب الأجنبي لا  يتم التدخل في عمله ، أليس كذلك؟
  المدرب القوي سواء الأجنبي أو الجزائري نعرف كلنا بأنه لا أحد يمكنه التدخل في قراراته أو فرض أمور عليه لأنه مباشرة سيستقيل من تدريب ذلك النادي، والذين كنت تتحدث عنهم منذ قليل حين قلت لي بأنهم يعملون هنا وهناك ويشرفون على تدريب 3 أو 4 فرق في الموسم الواحد، هم مدربين تملى عليهم قرارات فوقية لا يتم مناقشتها للأسف، وأغلبيتهم يطبقون قرارات  رئيس النادي لأنه هو الآمر الناهي وتعود على هذه الأمور وفي الاحتراف للأسف صاحب المال هو الذي يقرر.
ألا تعتقدون بأنه على الاتحادية والرابطة سَنّ قوانين لا تسمح للفرق تجاوز عتبة مدربين اثنين في الموسم الواحد، للتقليل من هذه الظاهرة؟
 هذا الأمر من الصعب أن يطبق، لأنه عندما تدخل في عالم الاحتراف بشركات ذات أسهم، كما قلت لك منذ قليل صاحب المال هو صاحب القرار لأنه يملك حرية التسيير، وعندما يكون هناك مجلس يقول لك الرئيس أنا حرّ في تصرفاتي، هناك أندية من يسيرها إلا الرئيس وعندما تكون الأمور ضده يقول لك أنا أسير الفريق وحيدا هذا الأمر شاهدته إلا في الجزائر، وإذا كانت الأمور في صالحه يقولك لك مجلس الإدارة هو الذي سيقرر، أنا أتساءل عن غياب تطبيق القانون ولماذا لحدّ الآن دفتر شروط الأندية المحترفة لا يطبق وأتساءل أين هي لجنة تسيير الفرق المحترفة، هناك ناديين أو ثلاثة يصنعون الاستثناء وبقية الأندية تسير بالرئيس وفقط.