طباعة هذه الصفحة

المديرية الفنية الوطنية تقدّم الخطوط العريضة لبرنامجها

إنشاء الرّابطة الوطنية للشباب لرفع حجم المنافسة الرّسمية

محمد فوزي بقاص

سعدان:
 «تكوين الشباب لا يكلّف أموالا بــاهظة»
 كــرتنا في وضــــع مزر..  وبدأنــا عملنا من  الصّفــــر

كشف المدير الفني الوطني «رابح سعدان» في الندوة الصحفية التي نشطها صبيحة الخميس بقاعة المحاضرات التابعة لمركز تحضير المنتخبات الوطنية رفقة مدير المنتخبات الوطنية «بوعلام شارف» ومساعديهما «عامر شفيق» و»بن عودة»، رفقة «عز الدين شيح» مسؤول المنتخبات الوطنية النسوية، عن الخطوط العريضة لمشروع المديرية الفنية الجديد الرامي إلى النهوض بكرة القدم الجزائرية، وإعادة بناء ما هدّم في السنوات الماضية بوضع أسس تكوينية متينة على مستوى كل المنتخبات مع مرافقتها بتكوين المكونين، وإعادة المسك بزمام بطولات الأصناف الشابة بتأسيس الرابطة الوطنية لكرة القدم للشباب.

بن عودة وخلال عرضه المفصل لمشروع المديرية الفنية، كشف بأن النقطة الرئيسية التي سيعمل من خلالها «رابح سعدان» ومقربيه على وضعها حيز التنفيذ، هي تأسيس الرابطة الوطنية لكرة القدم للشباب مؤكدا بأن هذه الخطوة من شأنها أن تعيد القوة لكرة القدم الجزائرية عند الأصناف الصغرى لكي تساهم هذه المباريات الرسمية في النضج المبكر للاعب، وهو ما سيمنح الحلول للمديرية الفنية لإيجاد العصافير النادرة عبر التراب الوطني واستغلالها لإعادة قوة المنتخب الوطني للأكابر الذي تطمح المديرية الفنية بقيادة المدرب الوطني السابق «رابح سعدان» أن تكون مكونة من عدد كبير من العناصر المحلية مثلما كان عليه الأمر في السابق، وقال بهذا الصدد «سعدان»: «ما نتحدّث عنه الآن هو الجانب النظري لمشروعنا لإعادة بناء كرة القدم الجزائرية التي تتواجد في حالة يرثى لها، لكن هذا العمل سنجني ثماره بعد 10 سنوات من الآن».
«سعدان» أكّد بأن هذا المشروع سيرى النور بتوقيع بروتوكولات شراكة بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مع المدارس الكروية التكوينية المعروفة على مستوى الوطني، وكذلك مع مراكز تحضير المنتخبات الوطنية لكي تستفيد من منشآتها لبلوغ أهدافها على المدى القصير والمتوسط.
المدير الفني الوطني تأسّف للوضعية المزرية التي بلغتها كرة القدم الجزائرية وتحدث عن الأزمات التي تنخر الكرة الجزائرية وقال بهذا الصدد: «عندما نريد أن نضع حوصلة لكرة القدم الجزائرية فالنتائج للأسف مريرة، لأنّنا أولا نتخبّط في أزمة نفسية بسبب كل ما يحدث على مستوى الأندية الجزائرية»، وأضاف:
«يجب أن نعترف بمعاناة كرة القدم الجزائرية، وأن لا نختبئ وراء بعض الانجازات الفردية التي جاءت بإرادة بعض الفرق، لأننا جد متأخرين في مجال التكوين مقارنة بدول الجوار..والعمل مع الأصاغر ليس مكلفا عكس ما يتم صرفه من أموال باهظة من أجل انتداب أفضل اللاعبين في البطولة»، وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال: «كرة القدم الجزائرية تعاني كثيرا في الفترة الحالية، أطلقنا مشروع الاحتراف في الجزائر دون أي تجسيد أو متابعة، ولحد الآن ليس هناك أي فريق باشر في بناء مركزه التكويني في القطع الأرضية التي منحتها الدولة الجزائرية للفرق لبناء هياكل قاعدية تليق بسمعة الفرق الكبيرة التي لا تملك حتى ميدان للتدرب خصوصا في المدن».
«سعدان» تحدّث كذلك عن الأزمة الفنية التي تعاني منها الكرة الجزائرية، وقال: «لقد ركّزنا اهتمامنا في السنوات الأخيرة على نتائج الأكابر عند الفرق ونتائج المنتخب الأول مع إهمال كلي لما يقام من عمل على مستوى الفئات الشابة لأنّنا نهتم بالنتائج وفقط، لذا نحن اليوم في المديرية الفنية شخصنا الداء وباشرنا عملنا منذ شهر وضعنا خطتنا ونعرف إلى أين نسير ويلزمنا وقت لتظهر نتائج عملنا».
وبخصوص النّقاش الجاري منذ سنوات حول اللاعب المحلي والمولود خارج الجزائر، والذين يتم تكوينهم في مدارس أوروبية وتستفيد منهم الجزائر عن طريق قانون الباهاماس قال سعدان: «سياستنا هي تكوين منتخب وطني أول قوي ومصلحة المنتخب الوطني في تواجد خيرة لاعبي البطولة الوطنية في المنتخب رفقة اللاعبين المولودين خارج الجزائر كما قمنا به في السابق، صحيح أن مشروعنا نهدف به إلى تكوين لاعبين من الطراز العالي، لكننا لا نفرق بين لاعب محلي وآخر ولد خارج الوطن، لأن الجميع يحمل الجنسية الجزائرية والأفضل سيحمل القميص الوطني»، وتابع حديثه: «وهو نفس الأمر الذي نريد أن نقوم به على مستوى الفئات الشبانية لكن لا يمكننا الاستفادة من اللاعبين لأن القانون ليس معنا وتواريخ الفيفا تتماشى مع الأكابر فقط، وهو ما يلزمنا على الاعتماد على تكوين قاعدي متين لإخراج لاعبين مميزين مستقبلا، عوض انتظار أن تنجب لنا المدارس الأوروبية اللاعبين الذين سنعتمد عليهم مستقبلا، لا بد أن نعمل في الجزائر لأن الاتحاد الفرنسي الآن أخذ كل احتياطاته مع ظهور أي جوهرة فرانكو جزائرية جديدة، ونحن من جانبنا بخصوص قضية عوار لا يجب أن يكون هناك أي قضية مشابهة لفقير، ولهذا الأمر نحن انطلقنا في العمل من الصفر رغم كل الصعوبات ليكون هناك عمل قاعدي، وسنكتشف شبانا وسنعمل معهم لمصلحة الكرة الجزائرية دون نسيان الشباب الجزائريين المقيمين خارج الوطن، والذين لا يملكون مكانتهم في المنتخبات الأوروبية الذين سنعمل على التفاوض مع أنديتهم ليسمح لهم بالتنقل إلى تربصات الفئات الشبانية لاستغلال قدراتهم مستقبلا».
بوعلام شارف: «نسينا تكوين مدرّبي الفئات الشبانية»
وبخصوص المعايير التي تمّ اتخاذها لتعيين مدربي المنتخبات الوطنية، أجاب مدير المنتخبات الوطني «بوعلام شارف» قائلا: «عندما نكون بحاجة إلى أمر ندرسه ونخرج بنتائج عن الوضع وعن من يجب وضعه كي يقوم بتلك المهمة، عندما نتكلّم عن قسم المنتخبات الوطنية ، لدينا حاجيات وخصوصيات نبحث عنها وهي إيجاد مدربين يقومون بعمل تأطيري وتربوي يعرفون التعامل مع مختلف الشرائح العمرية، والوحيد الذي يمكنه تسيير كل هذا الأمر هو المدرب المختص لأن لديه عمل بسيكولوجي وبيداغوجي وسوسيولوجي وعلمي وتقني وغيرها من الأمور، هذا النوع من المدربين محدد وليس من هب ودب يمكنه التعامل مع الفئات الشابة، لأن هذا المدرب لديه مسؤولية تربية جيل جديد وعدم إهدار أي موهبة صاعدة ومرافقتها كي تبلغ القمة، همنا هو توفير للشباب المحيط اللازم للعمل والخصائص البيداغوجية التي تتوفر في هذا النوع من المدربين.
عز الدين شيح: «أعمل منذ سنوات لتطوير كرة القدم النّسوية»
كشف مسؤول المنتخبات الوطنية النسوية «عز الدين شيح» أنه في السابق الفتيات الجزائريات لم يكن لديهن تكوين في كرة القدم ووسط غياب منقطع النظير للكفاءات في كرة القدم النسوية، وشرح مخطط عمله قائلا: «قمنا بتضحيات كبيرة مع المنتخب الوطني النسوي الذي كنت مدربا له منذ سنوات، موازاة على العمل كمدرب كنت أعد البرامج ومحتويات تكوين لاعبة كرة القدم النسوية، وكذلك برامج لتكوين مدربين في اختصاص كرة القدم النسوية، وهو ما مكننا من تكوين 88 مدرب ومدربة في هذا الاختصاص فاف 1، وبعدها كونّا 31 مدرب ومدربة فاف 2 لكرة القدم النسوية، ولم تكن محتويات خاصة في تدريب في كرة القدم النسوية»، وأضاف: «كانت لديّ فرصة للاطلاع على برامج التكوين في كرة القدم النسوية من خلال التحاليل التي كان يقوم بها الاتحاد الدولي لكرة القدم بصفتي مكون في الفيفا، هذا الاحتكاك رفقة 45 مكون من مختلف بلدان العالم جعلني أملك خبرة تكوينية في كل ما يخص لاعبة كرة القدم النسوية، والآن سنعمل على القيام بتكوين فاف 3 الذي يعتبر المثال الأول في العالم، لنسهل على اللاعبات السابقات اللائي ضحين لكي تكون اليوم هناك رياضة كرة القدم النسوية في الجزائر بـ 50 فريقا جزائريا»، وتابع: «تحصّلنا على ميدالية برونزية في الألعاب الإفريقية، ونلنا أول كأس عربية في 2006 وميدالية ذهبية في الألعاب الإسلامية».
وعن تطوير كرة القدم النسوية، أكد شيح بأن الجزائر تعد مثلا يقتدى به في تطوير كرة القدم النسوية وتنميتها من خلال تقديم برنامجنا لـ 209 اتحادية عالمية، وهذا فخر لنا، الآن هدفنا مواصلة تكوين المدربين والمدربات ومواصلة تحضير المنتخبات الوطنية النسوية أ وأقل من 20 و17 سنة وفي القريب 15 سنة، وبعدها ستأتي مدارس كرة القدم التي سندعمها بمحتويات تدريب التي سيرى النور قريبا.