طباعة هذه الصفحة

في ظل الأزمة الحادة التي تعاني منها كرة القدم الجزائرية

زطشي يعيد الاعتبار للتقنيين المحليين

محمد فوزي بقاص

أعاد رئيس الاتحادية الجزائرية «خير الدين زطشي»، المنتخب شهر مارس من سنة 2017 الهيبة للإطارات الرياضية الجزائرية، بعدما قرر إقامة ثورة كبيرة على كل الأصعدة بتنصيب طاقم فني مشكل مائة بالمائة من المدربين الجزائريين على رأس المنتخب الأول، يقودهم نجم المنتخب الوطني السابق «رابح ماجر» رفقة مساعديه الدوليان السابقان «مزيان إيغيل» و»جمال مناد»، كما أوكل مهمة المديرية الفنية إلى شيخ المدربين «رابح سعدان» ونصب «بوعلام شارف»، مديرا فنيا للمنتخبات الوطنية، في سياسة جديدة لم تنتهجها «الفاف»، منذ سنوات، هدفها إعادة بناء كرة القدم الجزائرية على أسس متينة.
مباشرة بعد تنصيب الرئيس السابق لنادي بارادو «خير الدين زطشي» على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كرئيس جديد كان «زطشي» أمام ورشة كبيرة لإعادة بناء على أرضية صلبة.
الوضعية الصعبة حتمت على المسؤول الأول على كرة القدم الجزائرية التفكير في حل لإعادة الروح لمنتخب هش وبمعنويات محبطة بعدما طالته الانتقادات، ليجد الحل في المدرسة الاسبانية المتأثرة بأسلوب لعبها، جالبا بذلك المدرب «لوكاس ألكاراز» على رأس العارضة الفنية للمنتخب، مدرب لم يأت معه الجديد ولم يغير شيء في أسلوب لعب الخضر ولم يعرف كيف يخرج اللاعبين والمنتخب من دوامة النتائج السلبية التي باتت علامة مسجلة لرفقاء «رياض محرز»، خلال سنة 2017. لأن الفرج يأتي دائما من أبناء الجزائر، قرر «زطشي» ومكتبه الفدرالي رد الاعتبار للإطارات الرياضية الجزائرية وإعادة تنصيبها على رأس المنتخب والمديرية الفنية ومختلف طواقم المنتخب الوطني.
ماجر، إيغيل، مناد.. لإعادة الروح للمنتخب
بعد سبع سنوات كاملة من الاعتماد على المدربين الأجانب، بداية من المدرب الفرانكو بوسني «وحيد هاليلوزيتش» الذي خلف آخر مدرب جزائري على رأس الجهاز الفني للخضر «عبد الحق بن شيخة» بعد الهزيمة برباعية نظيفة أمام المنتخب المغربي بملعب مراكش، نصب «خير الدين زطشي» نجم الخضر السابق والمدرب الوطني على مرتين «رابح ماجر» على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني رفقة الدولي والناخب السابق «مزيان إيغيل» كمساعد أول وهداف المنتخب الوطني السابق «جمال مناد» كمساعد ثاني مع الاحتفاظ بمدرب الحراس «عزيز بوراس» في الجهاز الفني، وهذا لقيادة المنتخب الوطني في قادم الأيام، وبعقد يمتد إلى غاية نهاية كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون، مع الإشراف على المنتخب المحلي.
تعيينات جعلت رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم يتلقى وابلا من الانتقادات، خصوصا بعد تعيين «ماجر» على رأس الجهاز الفني، لكن هذا الأخير أسكت الجميع وتمكن من إعادة الخضر إلى سكة الانتصارات التي غابت منذ مدة عن المنتخب بعدما عمل كثيرا على الجانب البسيكولوجي مع اللاعبين، ما جعلهم يحققون الوثبة في اللقاء الودي ضد منتخب إفريقيا الوسطى بثلاثية نظيفة بملعب 5 جويلية الأولمبي، وقبله تمكنوا إن صح القول من فرض التعادل على المنتخب النيجيري المتأهل الوحيد عن المجموعة إلى نهائيات المونديال الروسي 2018، ولو أن اللقاء لعب في الجزائر، إلا أن نتيجته النهائية تعتبر ايجابية بالنظر إلى الظروف الصعبة التي كان يتخبط فيها اللاعبون خصوصا من الناحية المعنوية بعدما طالتهم انتقادات رجال الإعلام والأنصار.
نتائج جعلت الناخب الوطني ومساعديه يعملون في ظروف مريحة، تحضيرا للتصفيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بالكاميرون، خصوصا بعدما مرت زوبعة تاريخ الفيفا الأولى بسلام على الطاقم الفني، لتلاها تأخير المباريات التصفوية إلى شهر سبتمبر من 2018 بقرار من رئيس الإتحاد الإفريقي للعبة الملغاشي «أحمد أحمد»، لكي يتيح الفرصة للفرق الإفريقية من التحضير جيدا لنهائيات كأس العالم بروسيا في صائفة 2018، وهو ما سيسمح لـ «ماجر» وطاقمه من برمجة مباريات ودية كثيرة مع منتخبات إفريقية والمنتخبات المتأهلة لنهائيات المونديال قصد ضبط فلسفة جديدة في اللعب وإبراز لمسة الجهاز الفني الجديد والتحضير جيدا للتصفيات قبل الدخول في الأمور الجدية، شهر سبتمبر.
عودة سعدان و«شارف» لتنظيم الأمور
سبع سنوات بعد رحيله من على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني الذي قاده للبروز من جديد بعد التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا بعد المباراة التاريخية أمام المنتخب المصري التي فاز بها المنتخب الوطني بأم درمان، عاد «رابح سعدان» إلى العمل في المديرية الفنية الذي أوكلت له هذه المهمة رفقة مدير المنتخبات الوطنية «بوعلام شارف» العائد هو الآخر إلى العمل داخل الاتحادية بعد سنوات من العمل على مستوى الأندية، خطوة جاءت بعد فشل المدير الفني السابق «تيكانوين» في إعادة المديرية الفنية للسكة الصحيحة.
تنصيبات جاءت لإعادة التنظيم للمديرية الفنية التي كانت تعاني في السنوات الماضية من نقص العامل البشري والتي كان يرأسها ويعمل فيها وحيدا «توفيق قريشي» لسنوات، والذي اقتصرت مهمته آنذاك على تكوين المدربين، وهو العمل الذي واصله «عامر شفيق» بعده بعد قدوم رئيس الاتحادية الجديد «خير الدين زطشي» الذي أوكل له كذلك مهمة قيادة العارضة الفنية للمنتخب الأولمبي في نهائيات الألعاب الإسلامية بـ «باكو» والتي ظفر فيها رفقاء المتألق «فريد الملالي» بالميدالية البرونزية، لينصب «شفيق» نفسه مساعدا ونائبا للمدير الفني «رابح سعدان».
عرض «سعدان» و»شارف» فلسفتهما ورأيتهما الجديدة للنهوض بكرة القدم الجزائرية، وذلك عن طريق استغلال مراكز التكوين وانتقاء أفضل العناصر في كل الأصناف العمرية، بالإضافة إلى تقديم أسلوب لعب جماعي وموحد تعمل به الأندية لتسهيل مهمة مدربي المنتخبات الوطنية والعديد من القرارات التي ستساهم في بروز جيل جديد من اللاعبين.