طباعة هذه الصفحة

التنافس الكبير أعطى نكهة خاصة لمواجهات كأس الجمهورية

فرق النخبة تصطدم بعزيمة «الفرق الصغيرة» .. ومفاجآت في الأفق

حامد حمور

أكدت مقابلات الدور الـ 16 لكأس الجمهورية أن المنافسة الشعبية رقم واحد لا تعترف بمنطق «الفرق الكبيرة» والأخرى التي تسمى «الصغيرة»، كون أندية تلعب في الأقسام السفلى «تمردت» على أندية النخبة و«أزاحتها» من المنافسة لتواصل طريقها نحو تحقيق نتائج أخرى مميّزة في الأدوار القادة ولما لا الذهاب الى النهائي الذي يبقى حلم كل ناد يشارك في هذه المنافسة، خاصة وأنه في الماضي القريب عرفنا أندية لا تنتمي الى القسم الأول نشطت النهائي.

جلّ العارفين بشؤون الكرة الجزائرية يتفقون على أن كأس الجمهورية منافسة مفتوحة على كل لاحتمالات، لا سيما في ظلّ المعطيات الجديدة التي دخلت بقوة في وضعية هذه الرياضة بتقارب المستوى بين أندية النخبة والفرق التي تلعب في الأقسام السفلى .. حيث أن بعض المقابلات التي شاهدناها لم يظهر الفارق بين الأندية المنشطة لها رغم الفارق الموجود في القسم الذي يلعب له كل فريق..
مما يطرح عدة تساؤلات حول العمل الذي ينجز في بعض الفرق من جهة، ومن جهة أخرى يؤكد الضعف الموجود في التكوين وترقية مستوى اللاعب عندما «يصعد» إلى فريق في الدرجة الأولى .. كما أن الفرق «الصغيرة» تعرف جيدا امكانيات وطريقة لعب فرق النخبة من خلال متابعة مقابلاتها تقريبا في كل أسبوع عن طريق الشاشة، مما يعطيها وسيلة عمل مهمة لا سيما بالنسبة للمدربين لتحضير المواجهة.

تقلص الهوّة بين الأندية

ويؤكد بعض الاختصاصيين أنه من المحتمل جدا أن تعرف مقابلات الدور ثمن النهائي (الذي تجري عملية القرعة لتحديد المقابلات يوم الثلاثاء القادم 23 جانفي) مفاجأت كبيرة باحتمال تألق الفرق «الصغيرة» في الأدوار القادمة، حيث أن 3 فرق من الجهوي الأول وهي (شباب الزاوية، اتحاد بلخير ومولودية البيض) مازالت في السباق وأكثر من هذا فإنها قدمت مردودا كبيرا في الدور الماضي جعلها تستقطب اهتمام المتتبعين ووسائل الاعلام.
فريق اتحاد بلخير تمكن من إزاحة أحد الفرق التي تنتمي الى الرابطة المحترفة الأولى وهو أولمبي المدية الذي لم يتمكن من فرض نفسه، ولم تظهر الإضافة التي يتمتع بها نادي من النخبة أمام العزيمة الكبيرة لنادي بلخير.. نفس الشئ بالنسبة لنادي بارادو الذي اصطدم بالرغبة الكبيرة لمولودية البيض لمحاولة التواجد في دائرة الضوء.
من جانبه شباب الزاوية لعب مباراة في القمة خلال الدور الماضي ويبدو أن العديد من فرق النخبة أبهروا بإمكانيات لاعبي هذا الفريق الذي من المرجح أن يعرف «تهافت» هذه الفرق على لاعبيه في «الميركاتو الصيفي» القادم.
فبالرغم من أن الحديث يتركز في كل موسم على غياب المواهب، الا أن مقابلات كأس الجمهورية تعطي صورة أخرى عن العمل الذي يقام في الأقسام السفلى التي حافظت على «ديناميكية» اعطاء الفرصة للشبان القادرين على التميّز، خاصة وأن الفرصة مواتية لهؤلاء اللاعبين لجلب الأنظار وانتظار اتصال من فرق النخبة .. وهذا ما يعطيهم الإضافة في مقابلات كأس الجمهورية.
كما أن بحث أندية الدرجة الأولى على النتائج الأنية لا يعطيها هامش لإعطاء الفرصة للاعبين الشبان و يضعفها من ناحية «تنويع» المواهب بالعمل مع مجموعة محددة تقريبا طوال كل الموسم.

فريقان فقط من الرابطة الثانية ...؟
وبقي في سباق كأس الجمهورية 10 فرق من الرابطة المحترفة الأولى التي تمكنت من فرض وجودها، وبإمكان أغلبها مواصلة المغامرة بالنظر لطموحات بعض
«الاختصاصيين» الذين يضعون هذه المنافسة ضمن الأولويات على غرار اتحاد العاصمة، مولودية الجزائر، شباب بلوزداد .. في حين أن أحد الاختصاصيين ومنشط نهائي الموسم الماضي (وفاق سطيف) خرج من السباق مبكرا عندما اصطدم بامكانيات وعزيمة أحد الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى في البطولة والكأس (شبيبة الساورة) .. كما أن رائد البطولة شباب قسنطينة خرج من السباق بعد انهزامه أمام اتحاد العاصمة.
ومن خلال قراءة قائمة الأندية التي تواصل المنافسة يمكن ملاحظة العدد القليل من أندية الرابطة الثانية .. وهذه الوضعية ليست مفاجأة و كل المتتبعين يؤكدون أن هدف معظم الأندية في هذا القسم يتمثل في امكانية التواجد ضمن الثلاث الأوائل للصعود الى الرابطة الأولى .. وهذا الهدف يعني العديد من الفرق من خلال الترتيب العام .. وبالرغم من ذلك، فإن فريقين يلعبان الأدوار الأولى وبإمكانهما الصعود الى القسم الأول مازالا في السباق في الكأس ويتعلّق الأمر بكل من جمعية عين مليلة ومولودية بجاية .. وربما النجاح في الكأس يرفع من معنويات اللاعبين لتحقيق الأحسن كذلك في البطولة.
في حين ما زال فريقا واحدا فقط ينتمي الى القسم الوطني للهواة في السباق، وهو شباب الدار البيضاء الذي يتفق كل لذين شاهدوا مقابلاته أنه يقدمكرة جميلة و فعّالة وقد يكون من ضمن مفاجأت هذه المنافسة.