طباعة هذه الصفحة

سفيان خلف الله (لاعب دولي سابق) لـ «الشعب»:

خروج المنتخب مبكّرا كان منتظرا بعد غيابه 20 شهرا عن الواجهة

حاوره: محمد فوزي بقاص

بعد خروج المنتخب الوطني مبكرا من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بالغابون، اتصلنا باللاعب الدولي السابق «سفيان  خلف الله»، الذي أكد لنا بأن خروج الخضر من المنافسة كان منتظرا بالنسبة إليه بالنظر إلى التحضير السيء الذي قامت به العناصر الوطنية، وغياب هذا المنتخب منذ 20 شهرا عن الواجهة، كما تحدّث عن الكثير من الأمور الأخرى في هذا الحوار.

❊ الشعب: المنتخب الوطني يفشل للمرة الثانية في المرور لمونديال كرة اليد؟
❊❊ اللاعب سفيان بن خلف الله: بالنسبة لي هي نتيجة منتظرة ولا أخفي عليك كنت جد متفاجئا بعدما تمكّن المنتخب الوطني من إخراج اللعب الكبير أمام المنتخب التونسي والتعادل أمامه، خصوصا عندما تشاهد نتائجه خلال الدور الأول ويوم الخميس حين تمكنت تونس من التأهل بسهولة أمام المنتخب الانغولي الذي انهزمنا معه بفارق هدفين، بالنسبة لي المنتخب الوطني حقق مفاجأة أمام المنتخب التونسي على حسب التحضيرات التي قام بها، خصوصا أن المنتخب كان غائبا منذ 20 شهرا عن الواجهة، اللاعبين عملوا مجهودات كبيرة وقدموا أكثر ما لديهم والهزيمة أمام المنتخب الأنغولي جاءت ربما لأنه من الناحية البدنية اللاعبين كانوا منهكين بسبب نقص العمل والنتيجة بالنسبة لي جد عادية.
❊ لأن المنتخب ليس بتلك القوة التي كان بها في السنوات التي كانت كرة اليد في قمة عطائها؟
❊❊ بطبيعة الحال، كنا تطرقنا في العديد من المناسبات للمشاكل التي تحدث في الفريق الوطني، منذ أزيد من 10 سنوات ونحن نعاني من نفس المشاكل ونفس طريقة التحضير ونفس التسيير، نحن اليوم نناشد لكي تتغير الأمور ولكي نصل ذلك يجب أن يكون هناك تغيير جذري على مستوى الاتحادية، وإعادة هيكلتها من جديد، من غير الممكن أن تكون المنتخبات الوطنية مهمشة على مستوى الشباب ولم نسطر لهم برنامج عمل، وسط غياب المديرية الفنية لكرة اليد ومديرية المنتخبات الوطنية، من غير الطبيعي أن لا يكون هناك منتخب أقل من 19 سنة ومنتخب أقل من 17 سنة، وفوق هذا يكذبون في تصريحاتهم ويقولون بأننا نصبنا مدربي الفئات الشابة، حديثا قيل في تصريح رسمي بأن «مولاي» نصب مدربا لمنتخب أقل من 19 سنة التقيت به، لكنه أكد لي بأنه سمع التصريح مثل الجميع لكن ليس هناك أي شيء رسمي، ولهذا أقول لك بأن المشكلة ليست في غياب المدربين واللاعبين بل المشكل الحقيقي في غياب التسيير الحسن والرشيد وانعدام المانجمنت في هذه الاتحادية، وكي نعيد كرة اليد إلى ما كانت عليه في السابق يجب أن تكون هناك إرادة للنهوض بالرياضة الأكثر جلبا للتتويجات للجزائر. وأضيف شيئا.
❊ تفضّل...
❊❊ أعضاء البعثة المتنقّلين إلى الغابون ليس هناك أي تقني معهم لمساعدة الجهاز الفني في الآراء ومرافقة المنتخب، أنا أتساءل عن دور المحاسب في الغابون، ومدير التنظيم الرياضي الذي له مهمة تنظيم المنافسات المحلية هنا في الجزائر ماذا كان يفعل في الغابون وما هي الإضافة التي يمكنه تقديمها، المكلف بالإعلام لماذا تنقل مع وفد المنتخب ولم يقم حتى بأي بيان أو قدم معلومة على الموقع الرسمي للاتحادية منذ وصول المنتخب إلى الغابون، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد هو عضو في الاتحادية الإفريقية لكرة القدم وكان في الطاولة التقنية لاحدى المقابلات وفريقه في وضع صعب، هذا أمر غير عادي، والآن يجب على أعضاء الجمعية العامة أن لا يمرروا التقريرين المالي والأدبي للاتحادية حتى نتمكن من تغيير الأمور، ونعيد العمل من النقطة الصفر، ويجب كذلك أن تمنح الإمكانيات لهذه الاتحادية حتى تتمكن من النهوض بهذه الرياضة مجددا، يؤلمني مشاهدة المنتخب في هذه الحالة
❊ لكن لماذا نفس المشكل يعود في كل مرة؟
❊❊ المشكل لم يحدث بقدوم «لعبان» وكان قبل «بوعمرة»، كأس أمم إفريقيا الأخيرة التي فزنا بها في حقبة «بوعمرة» فاز بها الجمهور الذي كان وراء اللاعبين، وبعض لاعبي المجمع الذين يملكون مؤهلات لا بأس بها على غرار «سلاحجي» و»بودرالي»، بالإضافة إلى بعض المحترفين مثل «رحيم» و»مقراني»، وفي الفترة الحالية نحن محظوظين أن هناك فريق اسمه المجمع الرياضي البترولي الذي يملك إمكانيات كبيرة ويحضّر بطريقة جيدة، وهو ما جعل لاعبو المجمع البترولي يبرزون بقوة في كأس أمم إفريقيا الحالية بالغابون، لأنهم يحضرون جيدا ويلعبون الكثير من الدورات الدولية آخرها كان في المجر وتونس ويقومون بتربصات خارج الوطن، ولاعبو المجمع يشاركون مع أندية خليجية وعربية في منافسات دولية تسمح لهم دائما من الاحتكاك بالمستوى العالي، والمستوى الذي ظهرنا به أمام تونس راجع إلى بعض لاعبي المجمع البترولي الذين يملكون تحضيرا أفضل من بقية اللاعبين، لكن نحن منذ مدة ونحن في الحضيض، وإذا تمكن المنتخب الوطني من التأهل إلى الدور نصف النهائي الآن لسنا هنا لنتحدث عن هذا الموضوع، الخروج من الدور الربع نهائي عار بالنسبة لهؤلاء المسؤولين.
❊هل تعتقد بأنّنا لو واصلنا العمل مع المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة لكانت نتيجتنا أفضل في هذه الدورة؟
❊❊ مستحيل، المشكل ليس في اللاعبين بل في تحضيرهم وفي حجم العمل المنجز قبل التنقل إلى الغابون، منتخب أقل من 19 سنة في المونديال لعب في الجزائر وهي نفس المعطيات التي كانت متوفرة لدى المنتخب الأول في كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها الجزائر في نفس القاعة وبنفس الجمهور، لكن بيني وبينك لو لعبت البطولة العالمية في بلد آخر نتيجة المنتخب مستحيل أن تكون نفسها، لكن تقول لي بأن نحضر ذلك المنتخب على المستوى القريب مع نفس المدرب أقول لك نعم وأن نعمل معهم سنتين إضافيتين مع منتخب أقل من 23 سنة كي يكونوا جاهزين لخلافة الجيل الحالي من اللاعبين بعد ثلاث سنوات من الآن لتحضير ما بعد «بركوس» و»برياح» و»شهبور» و»غضبان» و»عبدي» و»كعباش»، وهؤلاء اللاعبين لا يمكنك الاستغناء عنه بأي طريقة من الطرق، لكن منتخب أقل من 19 سنة يجب أن يواصل العمل ويتربص لكي يكون جاهزا في المستقبل لأننا بالطريقة التي نعمل بها لن نجد في السنوات المقبلة حتى السباعي الذي يمكنه حمل الألوان الوطنية، «رابح غربي» عمل مدة زمنية قصيرة شاهدنا النتيجة ولكن حال المنتخب الأول يجعلك تفقد الأمل، نفرض بأن «بركوس» أصيب خلال هذه الدورة بمن كان سيعوضه «حيواني»، ومن سيسجل لك 15 هدفا في المباراة الواحدة، مقارنة بالمنتخب التونسي غالبية كوادره مصابين لكن يملكون الخلف في كل المناصب لأن هناك ديمومة في العمل عكسنا تماما.